أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - الجامعة العربية في غرفة الإنعاش














المزيد.....

الجامعة العربية في غرفة الإنعاش


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاخت الجامعة العربية منذ فترة طويلة ، ولم تعد قادرة على تلبية الحد الأدنى من طموحات الشعوب العربية ، ذلك أنها ولدت مشوهة منذ البداية ، فلم تكن نشأتها تلبية لمطلب شعبي حقيقي ، وإنما أنشئت بإرادة بريطانية لتكون بديلا مشوها للوحدة العربية التي تقض مضاجع أعداء العرب ، فالوحدة العربية ستقف سدا منيعا أمام الطامعين في سلب مقدرات الأمة العربية وثرواتها الاقتصادية ، وقد شكلت الجامعة منذ البداية عائقا يسد الطريق على أي تقدم حقيقي على طريق تحقيق أهداف الأمة العربية ، ولعل أهم انتكاسة تعرضت لها الجامعة العربية بعد إنشائها هي هزيمة سبعة جيوش عربية على أرض فلسطين ، فقد خاضت هذه الجيوش الحرب دون خبرات قتالية حقيقية ودون أسلحة مناسبة بمقاييس ذلك العصر ، وقد قاد الجنرال جلوب هذه الجيوش إلى هزيمة مؤكدة ، وهو الذي كان يدرك مدى القدرات القتالية التي يتمتع بها اليهود الذين شاركوا من خلال الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الثانية ، وأقاموا علاقات وطيدة مع كل من الحلفاء والنازيين ، حتى يضمنوا مصالحهم أيا كان المنتصر في الحرب .

كانت حرب فلسطين سببا مباشرا في حدوث تغييرات دراماتيكية على مستوى الوطن العربي الكبير ، فقد كان ميدان الحرب هو الحاضنة الرئيسية للثورة المصرية في يوليو 1952 ، هذه الثورة تركت بصمات واضحة على مسيرة التاريخ العربي والعالمي مما أثار حفيظة الدول الاستعمارية على مصر ، وخصوصا بعد تأميم شركة قناة السويس وتحقيق الجلاء عن مصر ، لم تكن الدول الاستعمارية راغبة في التخلي عن امتيازاتها في مصر طواعية ، فقررت العودة من الشباك بعد أن كانت قد خرجت من الباب ، شنت هذه الدول العدوان الثلاثي بالمشاركة بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا ، ولكن مصر صمدت ، وقد أدى صمود مصر إلى تصليب مواقف الجامعة العربية وتقوية دورها ليرتفع عدد أعضائها باضطراد بعد أن دعمت ثورة يوليو حركات التحرر العربية في الجزائر واليمن وغيرها من البلدان العربية التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال المباشر .

ولكن هل كانت الأنظمة العربية على مستوى المسئولية ، وهل ساندت هذه الأنظمة مصر في مسيرتها التحررية ؟ وهل فكر العرب بجدية في تطوير الجامعة العربية إلى إطار أشد تماسكا يؤدي في النهاية إلى تحقيق الوحدة العربية حلم العرب المنشود ، لقد بات واضحا أن الجامعة العربية حققت الهدف الذي خطط له الاستعمار عند إنشائها ، فقد كرست هذه الجامعة الفرقة بين العرب حين جعلت التصويت على القرارات المصيرية بالإجماع وليس بالغالبية المطلقة ، حتى لا يلتزم بهذه القرارات من لا يريد الالتزام بها ، وقد تعودت الشعوب العربية على رؤية غسيلنا القذر منشورا قبل وأثناء وبعد اجتماعات الجامعة فقد اتفق العرب على ألا يتفقوا ، وكرسوا هذا المبدأ حتى بات الإنسان العادي يتوقع ما ستتمخض عنه اجتماعات هذه الجامعة .

وفي الاونة الخيرة زاد الحديث عن إصلاح الجامعة العربية ، ومن حق كل مواطن عربي أن يتساءل : أي إصلاح ؟ ومتى وكيف يتم مثل هذا الإصلاح ؟ ولماذا الآن فقط يتحدثون عن الإصلاح بعد أن شاخت الجامعة وبات من الضروري إدخالها إلى غرفة الإنعاش ؟ وهل تستطيع غرفة الإنعاش إعادة الحياة إلى جسد شبه ميت وميئوس من شفائه ؟ من حق المواطن العربي أن يشعر بالحسرة والمرارة وهو يرى أن الاتحاد الأوربي الذي بدأ مسيرته بعد فترة طويلة من إنشاء الجامعة العربية يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق الوحدة الأوربية ، فقد استطاع هذا الاتحاد أن ينشئ السوق الأوربية المشتركة ، وأن يوحد العملة المتداولة في أوربا ، كما استطاع إنشاء برلمان الاتحاد الأوربي ومجلس وزراء خارجية الاتحاد ، إنهم يسيرون بخطى متزنة نحو تحقيق أهدافهم في زمن لا مكان فيه إلا للأقوياء اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا ، استطاع الأوربيين تحقيق ما فشل العرب في تحقيقه على الرغم من امتلاك العرب للمقومات اللازمة لتحقيق وحدتهم التي هي مصدر قوتهم ، لقد حارب الغرب وأتباعه من حكام العرب عبد الناصر لأنه كان داعية للوحدة العربية التي تشكل كابوسا يقض مضاجع الدول الاستعمارية .

إذا كان الحكام العرب يريدون الإصلاح حقا فليبدءوا بخطوة حقيقة واحدة على طريق الإصلاح ، ليفتحوا الحدود أمام شعوبهم للتنقل بحرية من بلد إلى آخر بجواز عربي موحد ، إن أي زائر أجنبي يحصل على تأشيرة دخول لإحدى دول الاتحاد الأوربي يستطيع زيارة جميع دول الاتحاد ، كما يجب أن يتم إلغاء القيود الجمركية على حركة البضائع والمنتجات العربية حتى يتحقق ما يمكن أن يكون مقدمة لإنشاء سوق عربية مشتركة تعزز الاقتصاد القومي ، ولماذا لا تكون هناك عملة عربية موحدة تعزز مكانة العرب في مجال التعاملات الاقتصادية في العالم .

إن شعوب العرب بحاجة إلى نوايا حقيقية نحو إصلاح حقيقي يتناسب مع مصالح العرب ورغباتهم ولا يتساوق مع الرغبات الخارجية التي ترفع شعارات كاذبة تنادي بتطبيق الديمقراطية لتجعل منها قميص عثمان الذي يتذرعون به من أجل إثارة الفتن في المنطقة وإشعال نيران الحروب الطائفية والعرقية التي تستنزف طاقات هذا الوطن المهدورة أصلا ، إن من واجب الأنظمة العربية أن تمد جسور الثقة بينها وبين شعوبها بدلا من تجاهلها ، حتى لا تتاح الفرصة أمام التدخل الخارجي وإعادة احتلال الوطن العربي احتلالا عسكريا مباشرا بحجة تحقيفق الديمقراطية ، والشاهد أمامنا يتحدث عن نفسه دون أن نتحدث بالنيابة عنه .



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قروان ع الباب
- ( قصة قصيرة بمناسبة يوم المرأة العالمي بعنوان: ( قبض الريح
- المرأة في فلسطين
- هدية من عامل إلى معلمه
- البذرة تتمرد
- لمصلحة من هذا الاستقطاب داخل حركة فتح ؟
- من المسئول عن بط ء الإجراءات في وزارة العدل والمحاكم الفلسطي ...
- خالد
- عذابات نورس
- وانتصر الحب
- شجرة الزيتون
- الموت المجاني
- حركة فتح على مفترق طرق
- أين وزارة المالية الفسطينية مما جرى في حي الأمل
- نعم لسيادة القانون في فلسطين
- القراءة في المجتمع الفلسطيني بين العوائق وعوامل التشجيع
- أمنيات مواطن فلسطيني غلبان
- الزمان والمكان في القصة القصيرة
- البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة بين التشابه والاختلاف
- من دفتر الاجتياح


المزيد.....




- سارة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجها ...
- كوريا الجنوبية.. ارتفاع عدد القتلى إلى 23 شخصا في أحد أسوأ ح ...
- .بالفيديو.. مراسم تسليم مفتاح الكعبة المشرفة للشيخ عبدالوهاب ...
- نجم عالمي شهير يصفع يد معجب يحاول لمس ذراعه (فيديو)
- غالانت لأوستين: إيران أكبر خطر على العالم مستقبلا
- الأسباب المحتملة للشعور بالتعب معظم الوقت
- روسيا تحوّل صاروخ -توبول – إم- الاستراتيجي إلى صاروخ فضائي م ...
- سياسي بريطاني يحمّل رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون مسؤولية ...
- جوليان أسانج يقر بذنبه والمحكمة تأمره بتدمير المعلومات على م ...
- أسانج يقر بالذنب أمام محكمة أميركية تمهيدا لإطلاق سراحه


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - الجامعة العربية في غرفة الإنعاش