أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الإسلام في طريقه للانقراض













المزيد.....

الإسلام في طريقه للانقراض


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 02:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عرفت البشرية ديانات عدة عبر تاريخها. بعضها انقرض مثل الديانة الفرعونية واليونانية والرومانية وديانات ما بين النهرين والوثنية في الجزيرة العربية. والانقراض يكون عامة بقيام ديانة جديدة على انقاض ديانة قديمة متخذة بعض عناصرها لتأمين سلامة المرور.

فاليهودية اخذت التوحيد من مصر عبر فكر اخناتون الذي رفض التماثيل واغلق معابد الآلهة السابقة، وأخذت نظام العقاب من شريعة حمورابي.

وجاءت المسيحية فأخذت عن اليهودية فكرة الوحي والأنبياء وتبنت حتى كتابها المقدس بعدما أكملته بالإنجيل معتبرة انها امتدادا لليهودية وملغية لها. وحلت العذراء مريم محل ايزيس، وحل الصليب محل مفتاح الحياة المصري الذي يطلق عليه "عنخ". وهذا الرمز ما زال مستعملاً عند الأقباط حتى يومنا. وكان المصريون القدامى يستعملونه كرمز للحياة بعد الموت، وهو ما يرمز له الصليب عند المسيحيين.

وجاء الإسلام واخذ عن اليهودية فكرة التوحيد وكسر التماثيل، ونقل عنها العقوبات والنظرة الدونية للمرأة التي اعتبرها ناقصة عقل ودين، وقبل بأنبياء اليهود وأضاف اليهم زكريا ويوحنا المعمدان (يحيى) والمسيح ومريم، ورفض ما اعتبره مخالف للتوحيد مثل الوهية المسيح وعقيدة الثالوث، كما رفض فكرة الصليب. وأخذ عن الوثنية مراسيم الحج والدوران حول الكعبة. وقَبِل بغير المسلمين ولكن في حدود معروفة، مشجعاً الدخول في الإسلام، ومانعاً الخروج منه، وفارضاً عليهم الجزية، ومستحلاً نساءهم إما من خلال السبي وملك اليمين، أو من خلال السماح للمسلم بالتزوج من نساءهم مع منع غير المسلم من الزواج من نساء المسلمين وهو ما تنص عليه كل القوانين العربية الجائرة حتى يومنا هذا. ورغم الغاء نظام الرق والسبي وملك اليمين، ما زال بعض رجال الدين المسلمين يَحِنُّون لذاك النظام اعتماداً على نص القرآن، وعملاً بقول محمد: "اغزوا تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم" (انظر هذا المقال http://blog.sami-aldeeb.com/?p=14779 وهذا المقال http://blog.sami-aldeeb.com/?p=13668).

وانا اعتقد يقيناً أن الإسلام في طريقة للانقراض ولكن بعد آلام كثيرة للمسلمين والبشرية. فهو دين مخالف لحقوق الإنسان كما تعارف عليها المجتمع الدولي، خاصة في مجال العقوبات وحقوق المرأة وحقوق غير المسلمين... وقد بدأت معالم انقراضه في الظهور مع المصائب التي تحل بالدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي ووصول الإسلاميين إلى سدة الحكم. وسوف يكون انقراض الإسلام بسبب انفجار داخلي في المجتمعات الإسلامية التي سوف تكتشف ضرر هذا الدين، فهو لن يجلب لها إلا المصائب. هذا ما قلته في حوار طويل باللغة الفرنسية (يمكنكم الاستماع إليه هنا http://www.youtube.com/watch?v=xYCYpc6y5bM). فتصرفاتهم أوقعت الكثيرين في الحيرة. وأبلغ تعبير عن هذه الحيرة ما صرحت به سيدة بسيطة: "لو كان دا الدين الإسلامي أنا خارجة منه" (انظر http://www.youtube.com/watch?v=8N3Jv_myGbs). ويرى الحقوقي احمد المناعي: "لو تحكم النهضة لعشر سنين، لهاجر نصف الشعب ولخرجت أعداد أخرى من ملة محمد". ونشير هنا إلى تحول عدة آلاف من الجزائريين للمسيحية بعد المذابح الرهيبة التي اقترفتها الحركات الإسلامية (التي تتبع فكر الإخوان المسلمين) في فترة ما يسمى بالعشرية السوداء والتي بدأت عام 1992. وكانت هذه المذابح لا تميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية. وكان التكفير هو المبرر فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا. وهو تماما ما يقول به الإخوان المسلمون وما تصدع به محطاتهم التلفزيونية التي تكفر كل من يرفض حكمهم. وقد صرح احدهم بالحرف الواحد: "من يريد إسقاط مرسي وجب قتله وسفك دمه" (http://www.youtube.com/watch?v=VXhrM4ddmj4).

بطبيعة الحال لا يقبل المسلمون بفكرة انقراض الإسلام، معتبرين "إن الدين عند الله الإسلام" (سورة آل عمران 3 : 19). ويضيفون انه ان كانت هناك عيوب في المجتمع الإسلامي فلا يمكن نسبتها للإسلام، بل للمسلمين. وهذا ينبع من المعتقد أن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله وهو كامل: "اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" (سورة المائدة 5 : 3). ولكن هذه المعتقدات خرافية، فالدين الإسلامي كغيره من الديانات لا دخل له بالله. فكل دين هو مجموعة من النظم البشرية الهدف منها السيطرة على المجتمع ينسبها واضعوها لله، تماما كما نسب حمورابي شريعته للإله الشمس، لتسهيل تقبلها من مجتمع يغلب عليه الفكر الديني. والقول أن ما يجري من مصائب في المجتمعات الإسلامية وفي العالم لا صلة له بالإسلام بل هو من فعل المسلمين مشابه لمقولة ان المصائب التي أدت لها النازية أو الشيوعية سببها ليس النازية بل النازيون، وليس الشيوعية بل الشيوعيون.

وهناك من يرى فيما يحدث في العالم الإسلامي من مصائب مؤامرة أمريكية صهيونية. ونحن شعب نعشق نظرية المؤامرة حتى لا نتحمل تبعات ما نعمل وحتى لا نعترف بأن الإسلام ذاته يحمل في داخله سم قاتل سوف يذهب به. فهو دين وضع لمجتمع بدوي في القرن السابع، بينما اليوم أصبح دينا انتيكا يمثل خطراً للمسلمين ذاتهم وللعالم. وليس هناك من يريد ان يدفع المسلمين للخروج من الإسلام، بل هم انفسهم سوف يخرجون منه فرارا من مضاره كمن يفر من منطقة موبوءة بالطاعون. ولو تم ضمان الحرية الدينية في الدول العربية والإسلامية، لما بقي في الدين الإسلامي إلا المعتوهين ولأنقرض الدين الإسلامي في اقل من عشر سنين. وهذا ما يعرفه تمام المعرفة مجلس وزراء العدل العرب الذين وافقوا جميعاً على قانون يعاقب بالإعدام كل من يترك الإسلام (أنظر مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343622). والإسلام ليس بحاجة لأعداء من الخارج لتقويضه، فالإخوان المسلمون كفيلون بذلك بتصرفاتهم الغبية، وهم في حقيقتهم نتاج لهذا الإسلام والسم القاتل الذي يأتي من داخله. وكما يقول المثل الفلاحي: "دود الشجر منه فيه". فالإخوان المسلمون، شاءوا أم ابو، سوف يدقون آخر مسمار في نعش الإسلام ويحفرون قبره ويدفنون أنفسهم معه عميقا تحت الأرض.

ولكن كما قلنا، الديانات السابقة تم انقراضها ونشوء ديانات اخرى على أنقاضها. والحياة عامة تأبى الفراغ. فإلى أين سيتوجه الفارون من الإسلام كالفارين من الطاعون؟ لقد سبق وذكرنا أن كثيراً من الجزائريين تركوا الإسلام إلى المسيحية. وقد يكون أحد أسباب هذا الاختيار انتماء القديس أوغسطينوس لربوع الجزائر إذ ولد عام 354 في طاغاست (حاليا سوق اهراس). والسبب الثاني هو شعور البربر (الأمازيغ = الرجال الأحرار) بأنه تم فرض الإسلام عليهم بحد السيف واستعمارهم من قِبَل بدو همج قضوا على حضارتهم واستباحوا أعراضهم وحولوا فتيانهم وفتياتهم إلى سبايا يباعون في أسواق النخاسة كما يباع البهيم (انظر هذا الشريط http://www.youtube.com/watch?v=LdUFGoHlGZA وهذا الشريط https://www.facebook.com/photo.php?v=332698663443383). وهم يطالبون بإعادة كتابة التاريخ. وهذا التحول للمسيحية يمكن ان نسميه الرجوع الى الجذور ورد فعل لظلم تاريخي.

ولكن المسيحية ديانة صعبة عقائدياً ومرتبطة بالغرب الذي استعمر الدول العربية ولم يكن عادلاً في تصرفاته، والغرب مرتبط بالنزاع العربي الإسرائيلي في فلسطين اذ هو الذي رعى قيام دولة اسرائيل التي تتسم سياستها بالظلم والتمييز ضد السكان غير اليهود. وليس هنا المجال لفتح النقاش حول ما يدور في فلسطين من صراع للفكر الديني اليهودي والإسلامي على السواء دور مشؤوم فيه. لهذه الأسباب يمكن اعتبار الإلحاد هو الخيار الأفضل حالياً لهذه الشعوب في انتظار دين جديد يأخذ مما سبق من ديانات بعد غربلتها من ادرانها. وكما تعلمون اقترح شخصياً قيام دين جديد واسع الأبواب يسمح بدخول الجميع فيه حتى للملحدين ويتلاءم مع عصرنا ويمكن تجديده باستمرار لكي يصاحب التطور الفكري الذي ستشهده البشرية مستقبلاً (انطر مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343866).

وقد يسأل سائل لماذا افتراض أن الإسلام سينقرض بسبب عيوبه بدلاً من إصلاحه؟ هناك فعلاً محاولات من بعض الليبراليين لتقديم حلول للمشاكل الناتجة عن الإسلام. ولكن الديانة الإسلامية لا يمكن اصلاحها إلا اذا تم تفريغها من مكوناتها الأساسية، برفع القداسة عن القرآن والسنة. وهذا يعني الغاء الإسلام بضرب جذوره. وإن كان في الإمكان اصلاح سيارة أو ترقيع ثوب مثقوب، إلا انه من الصعب استمرار التصليح والترقيع إلى ما لا نهاية، فيجب في هذه الحالة رمي السيارة الخردة والثوب البالي واستبدالهما بسيارة جديدة وثوب جديد.


--------------------------------------
اطلبوا كتابي عن الختان بالعربية من موقع امازون
http://www.amazon.com/Male-female-circumcision-Arabic-Christians/dp/1481128736/ref=sr_1_3?ie=UTF8&qid=1354323767&sr=8-3&keywords=aldeeb+circumcision
أو حملوه مجاناً من موقعي
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وحملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
انظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من 8000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
- القرآن وألف ليلة وليلة
- كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
- دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
- هل حد الردة من الإسلام؟
- مسلسل جريمة الختان 107: جمال البنا والختان
- الإعلان قريبا عن دين جديد وكتاب مقدس جديد
- صلى الله على سامي وسلم
- الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن
- مسلسل جريمة الختان 106: تجارة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 105: تجارة الآلات الطبّية والختان
- مسلسل جريمة الختان 104: ربح للأطبّاء والخاتنين وغيرهم
- غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها
- مسلسل جريمة الختان 103: الجذور الاقتصادية للختان
- مسلسل جريمة الختان 102: الختان بين المحبّة والساديّة
- الإسلام المخمج والإسلام السليم
- القرآن تأليف حاخام مسطول
- مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء ...
- مسلسل جريمة الختان 100: ختان الإناث وسيطرة النساء على بعضهن
- مسلسل جريمة الختان 99: ختان الإناث تعبير عن سلطة الذكور


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الإسلام في طريقه للانقراض