أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-















المزيد.....

الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 10:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول الكاتب اولدس هكسلي – كلنا ملائكة وكلنا قتلة- كثيرة هي انماط السلوك الانساني ، المعتدلة منها ا و المتطرفة والاكثرها تطرفا هو هذا النمط الذي يتخذ بعض عدوانية سافرة نحو المجتمع ا و نحو الجنوح الاخلاقي ا و سيكوباثية التعدي ، فالسلوك السيكوباثي في معظمه يتجه نحو الضرر والايذاء الاجتماعي ، لذا فتعريف السلوك السيكوباثي يتحدد في وجود اضطراب مستمر ا و عطل عقلي ينجم عنه عنف غير طبيعي او سلوك خطير لا يتسم بالمسؤولية . وكثيرا ما تسبب المعاناة للبيئة المحيطة بالشخص من الاهل والاقرباء وافراد المجتمع الاخرين ولوتأملنا في ما يصدر عنه لوجدنا انه سريع الاندفاع ، عديم الشعور ، قليل الشعور بالندم اوالاثم ، وهوبنفس الوقت عاجز عن تكوين علاقة دائمة و صداقة مع الاخرين ... انه ذلك الشخص الاناني الذي لا يعرف احد سبب انانيته .
تتسم الشخصية المضادة للمجتمع بعدم النضوج العاطفي مع فقدان التبصر بما يقوم به من افعال فضلا عن العبثية والانانية والنشاز الاجتماعي وبذلك فأن من الخصائص العامه هي : عدم المقدرة على التحكم بدوافع سلوكه ، وعدم توفر الوازع الضميري بما يكفي للشعور بالاثم والندم على تصرفاته المخلة بقيم المجتمع واخلاقياته والتي تبرز من خلال : السطحية في العلاقات مع الناس ، العجز عن اقامة علاقة صحيحة وثيقة ودائمية حتى مع زوجته ، السعي الدائم لاستغلال الاخرين اما بالتحايل او الابتزاز او التطفل ، فقدان الخجل والاحساس بالعيب ، ضعف التحسس بسلوك المساعدة والنخوة او الاحترام ، فقدان الشفقة والتعاطف مع الاخرين ، ضعف او فقدان التفكير المنطقي الملائم مع قيم وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه ، التصرف برعونة وغطرسة ، يتصف بوجود نزوات عابرة وآنية او اثارة عارضه حتى بدون سبب ، التباهي والتفاخر عند الحاق الاذى بالاخرين او عند الافلات من القانون ، يتسم بالتمارض والتغيب وتجنب المسؤلية ودفع العمل على الاخرين ، اضطراب في علاقة السيكوباتي الدائمة في مجال عمله والاختلاف الدائم مع الادارة ، التعاطي المفرط للمشروبات الكحولية والمقامرة .
ولوتأملنا في الاسباب التي تبرز لوجدنا انها تظهر عادة في سن المراهقة وخصوصا ( قبل سن الخامسة عشرة ) وهي الفترة التي تعد اكثر السمات ظهورا حيث تتطور بتطور السلوك الى ظهور النمط المنحرف من السلوك المتمثل في السيكوباث . وتظهر بوادر الكذب في مرحلة المراهقة بشكل لافت للنظر ، كذلك الانشغال بالجوانب الجنسية والالحاح في ممارستها او تقليد الكبار في عاداتهم مثل تعاطي المشروبات الكحولية والمقامرة والتدخين المفرط والانتماء الى التجمعات المشاكسة ، وفي المراحل اللاحقة بعد سن الخامسة عشرة تتأكد الكثير من السمات ويضاف اليها سمات اخرى مثل العنف والايذاء فضلا عن تأثره السريع بالايحاء . ويرى علماء النفس ا ن هناك عوامل نشوئية تساعد في تكوين السلوك المضاد للمجتمع ومنها :
- العامل العائلي
- العامل الاجتماعي الاقتصادي
- العامل البيولوجي
ان مما لاشك فيه ا ن للاسرة الدور الاكبر والفعا ل في تكوين وصقل شخصية ابناءها ، سواء تحقق هذا التاثير بفعل هذا العامل ام تداخلت عوامل اخرى وتفاعلت معه ، ولكن يبقى تأثير العامل الاسري مهم جدا من خلال الاختلافات ا لتي تظهر في سلوك احد الابوين ا و حدوث حالة الطلاق او الفراق ، او حالات الاهمال والتسيب الاسري او التحلل في سلوك احدهما ، او حتى في الممارسات التي تنم عن القسوة والعنف والايذاء الذي يمارس ضد الابناء بشكل ملحوظ ، ولهذا فأن الطفل ينمو في فراغ تربوي وقيمي ولا يحمل في ذهنه مثلا اعلى يحتذي به او يقتدي به . حتى بات من المؤكد لدى علماء النفس ان وجود اضطراب في محيط الاسرة ، وخلافات مستمرة بين الابوين ، تؤدي حتما الى ظهور السلوك السيكوباثي "العدواني المفرط" عند واحد او اكثر من الابناء .
اما العامل الاجتماعي الاقتصادي ، فقد بينت الدراسات التي اجريت ا ن تاثيره يكون كبيرا الى حدما لدى المستويات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضه وخاصة في المدن الكبيرة والمدن المكتظه بالسكان وفي العائلات الكبيرة التي تعيش قي ظروف حياتيه وسكنية غير ملائمة .
اما تأثير العامل البيولوجي في تكوين السلوك المضاد للمجتمع فتظهر بوادره منذ الصغر مع وجود اساس وراثي في عائلة الشخص السيكوباثي ، ورغم ا ن اسنادات النظرية البيولوجية تقوم على اساس العامل الوراثي بالاضافة الى البنية الجسدية التي يتميز بها الشخص السيكوباثي حيث يكون البناء الجسدي قائم على بنية رياضية عضلية ، مما يدلل على نوع من الارتباط بين الامكانيات الجسمية والمظاهر السلوكية .
لعلنا قابلنا في حياتنا العديد من الاشخاص الذين يحملون الصفات السلوكيه ونمط هذه الشخصية وكذلك التكوين الجسمي المميز ، وقد اطلق البعض من الناس على هذه الشخصية ب( الــسفيه ) ، ولكن هذا الاطلاق شمل فقط الخروج على ا لقيم السائدة في المجتمع واعرافه ، الا ا ن السلوكيات الاخرى التي يظهرها بشكل فاضح تشكل ممارسة صادقة في سلوكه ومنها :
الكذب ، الغش ، التحايل ، التطفل والابتزاز والتطاول على الناس وهذا يدلل على عدم احترام الغير ، وعدم مقدرته بأن يكون انسان في التعامل او السلوك ، حتى كاد سلوكه يقارب او يتقارب مع سلوك الحيوانات المفترسة ، الا انه يحمل ملامح الجسد الانساني في التكوين الخارجي .
صاحب هذه الشخصية – المضادة للمجتمع – يفتقد التقدير الذاتي لنفسه والاحترام الذي يشعره في داخله ، فهو عاجز عن الاحساس بهذه الصفات التي يدركها الناس وتقاس من قبلهم ويشعر بها عامة الناس ولكن دون ان يعيها الشخص نفسه وان عرفها فهو ينكرها ... ان سلوكه مشين دائما ، فهو يطلق الالفاظ البذيئة والتسميات الدونية على الاخرين ويقوم بفعل ابشع الممارسات ، دون ان يعي خطئه ، فهو لا يأبه بحكم وتقييم المجتمع له، وما يقال عنه ، وعن تصرفاته المشينه .
تبدو دائما على سلوك الشخص السيكوباثي الوصولية والتمسكن الذليل للاشخاص ذوي النفوذ ، فهو يتسلق المناصب حتى وان ضحى بأعز ما في حياته ، اسرته او زوجته او بناته من اجل الوصول الى هدفه ، فهو يتسلق على اكتاف الاخرين من اجل الوصول ، ويذل نفسه دون ا ن يقيم اي اعتبار لاية ممنوعات او محرمات او احساس بالذنب .
ما يميز الشخصية السيكوباثية " المضادة للمجتمع " انها شخصية هزيلة متطفلة ضئيلة وحتى انها تتسم بالسلوك الطفلي ، اي سلوك الطفوله وهو قد بلغ سن الرشد او تجاوزه ، فردود الافعال طفولية انفعالية تقوم على العاطفة السلبية .
هذا السلوك ينشأ ويكثر عند اولئك الاشخاص الذين تربوا في نشأتهم وصغرهم على الطاعة العمياء المطلقة ، والالتزام التام بتعاليم الوالدين القاسية دون فسحة من الحنان او لمسة من ا لعاطفة كذلك يكثر هذا السلوك ويبدو واضحا ومنتشرا في تلك المجتمعات التي روضت لفترات طويلة على الادارة الدكتاتورية والانظمة العبودية والاستكانة وا لخنوع دون المطالبة بأي حق ولو كان بسيطا ، فضلا عن ذلك نجد هذا السلوك عند اولئك البعض من الناس الذين منحتهم الحياة قدرا من الهمة والحيوية والارادة الفعالة ، الا انهم ظلوا معتمدين على بقايا نشأتهم القاسية وما لاقوه من اساءه في المعاملة الوالدية ، ظل ملازما لديهم طوال حياتهم وهم كبار بالغين ... يسرقون المسابح اليدوية الرخيصة ا لثمن من المقربين منهم وبغفلة دون ان يشعر المقابل بذلك ، او الميداليات الجميلة في غفلة ايضاً اوالاقلام الجميلة دون ان يشعر المقابل ... رغم ا ن الشخص السيكوباثي يمتلك المال الوفير ولديه القدرة على اقتناء السلع والاغراض النفيسه وشراءها بكل يسر ، فلاحظ عزيزي القارئ الكريم سلوك بعض الناس او المقربين ممن يسرقون المسابح اليدوية او الميداليات او الاقلام الرخيصة او الولاعات البسيطة دون علم اصحابها !!!



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاعنف قمة التوافق النفسي
- الارهاب ..نزاع ضد الابرياء
- المعقول واللامعقول في العنف
- لِمَ العنف في العراق
- المرأة ..مدورة* الاحزان
- كيف يعالج الدماغ المعلومات
- الاحباط والضغوط النفسية
- انفعالات العنف
- اسلام ضد الاسلام


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-