أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - لك المجد أيها الشهيد ستار غانم -سامي حركات-















المزيد.....

لك المجد أيها الشهيد ستار غانم -سامي حركات-


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 12:19
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



لربما اختلفنا معه ولربما أخطأ هو في موقف معين، لكن ستار غانم شهيد من شهداء الحزب والوطن ومن ضحايا النظام المقبور.
ستار ذلك الأسمر الخجول، الهادئ الوديع، الذي كان يتأبط جريدة طريق الشعب، تلك أول نظرات وانطباعات تولدت لدي عندما عرفته، كنا شبابا، بل في ريعان الشباب، وكانت كلية الزراعة في جامعة بغداد في أبو غريب، تعج بالتقدميين وبالذات الشيوعيين.
ستار غانم راضي من مواليد 1954م، من عائلة كادحة، ألتقيته لأول مرة سنة 1974م، كانت أيام الجبهة، كنا نظنها جميلة والتي كنا نطمح بتقدم العراق بظلها إلى الأمام، ونحلم بالعراق الديمقراطي الجديد، لكن تلك الأحلام ضاعت بل تحولت إلى كابوس، كان ستار غانم المسؤول المكشوف الذي يمثل منظمة الحزب علنيا أمام الطلبة والسلطات، ولم تكن تلك المهمة سهلة آنذاك، كنا معجبين بشخصيته، وحصل أن رشحت إلى دورة حزبية فكرية، ضمن التنظيم الطلابي، وكان هو من يحاضر فينا مادة "تاريخ الحركة الثورية" بالإضافة إلى رفاق آخرين درسونا مادتي "الاقتصاد السياسي" و"الفلسفة الماركسية"، وللحق كان يتمتع بالذكاء والقدرة على التوصيل والتوضيح والتفسير، ويخلق لدينا القناعة بمفردات المادة، مما أكسبه حب وتقدير جميع رفاق الدورة، وحسب علمي أنه حاضر في العديد من الدورات الحزبية، وأظن أن هنالك العديد من الرفاق الحاليين يتذكرونه وحتى من هم الآن خارج صفوف الحزب، أظنهم يشهدون على قدراته، وبعد تخرجه من الكلية والتحاقه بالخدمة العسكرية الإلزامية، كنت أتواصل معه كوننا من مدينة الثورة، وأحتاج هو لبعض المساعدات البسيطة قدمتها له، وأكملت الكلية بعده بسنة، لكنني لم أره بعدها، وانقطعت أخباره عني، منذ حزيران 1978م، ولم أكن أستطيع حتى السؤال عنه، فالظروف تعقدت كثيرا.
علمت ان السلطة الفاشية اعتقلته سنة 1979م، بعدها ألتحق في نهاية نفس العام بحركة الأنصار، أي أنه من أوائل الملتحقين بفصائل الأنصار.
وعندما وصلت أنا إلى كردستان، سمعت أسم جديد رنّ في أذني "سامي حركات"، فتساءلت، من يكون...؟
وعلمت انه ستار غانم، كنت في بهدينان وكان هو في سوران، وبعد معارك "بشت آشان" التقيت بالعديد من الرفاق القادمين من هناك، وسألت عنه، لكن الإجابات كانت متناقضة، فالبعض يمدحه ويعتبره النموذج والقدوة، والآخر ينعته بنعوت أخرى، حتى أصدقاؤنا المشتركون من زملائنا في كلية الزراعة تباينت آراؤهم، وكنت أطمح أن ألتقيه، وأرسلت له التحايا، وأجابني بتحية مع بعض الرفاق، لكن بعد ذلك انقطعت أخباره، وعلمت أنه في وضع لا يحسد عليه، ولديه مشاكل مع الرفاق هناك، ثم عرفت أنه ومعه مجموعة من الرفاق الأنصار، غادر كردستان متوجها إلى الحدود مع إيران في حزيران عام 1984م.
وهناك كان بعيدا عن الحزب، وتنقل مع بعض الرفاق في عدة أماكن على الحدود، لقد أفادني أحد الرفاق وهو صديق ورفيق مشترك بأنه: ((لقد كان ستار مشغولاً بعمل تنظيمي سري خارج إطار الحزب وكان يسمي تنظيمهم "شيوعيون عراقيون"، وكانت لهم في عام 1989م مقر في نوكان قريباً من مقراتنا هو وأمين (احمد الناصري). ويقول الرفيق كفاح حسن مؤكدا ذلك: ((انقطعت صلتي بالشهيد سامي حتى التقينا مجددا في عام 1989 في وادي ناوزه نك (وادي الأحزاب) الحدودي عند سفوح جبل مامه ند، بعد أن دمرت حملة الأنفال الحياة في القرى الكردية، وفر ساكنوها مذعورين نحو المجمعات السكنية الإجبارية، وكان لسامي ورفاقه مقر مستقل في جوار مقر حزب الباسوك. وكنا نلتقي صدفة في الطرق الملتوية مابين نوكان وناوزه نك و قاسم ره ش.)). ويكمل حديثه، ((وفي صيف 1990 تركت ناوزه نك نحو غربة جديدة ودائمة. ولم أترك المنطقة دون أن أبحث عن رفيقي ستار غانم "سامي حركات" لأقول له وداعا! بينما أختار الشهيد ستار العودة سرا إلى بغداد للعمل على تشكيل تنظيمات معارضة هناك. ولقد تمت الوشاية به، وتم اعتقاله، وأستشهد تحت التعذيب في سجون القمع البعثية.)).
وفي لقاء مع الرفيق جابر حدثني قائلا: ((تعرفت على الرفيق سامي حركات بعد أحداث بشتآشان 1983م، وكان حينها مكلفا بمهمة المسئول العسكري للمقر، بقينا في روست من حزيران ٨٣ لغاية كانون الأول، عملنا خلالها سوية كل هذه المدة، وقد تعرض المقر خلالها لعدد من محاولات الاجتياح من قبل قوات النظام، وهجوم قوات المرتزقة (الجحوش) والغارات اليومية لطائرات الهليكوبتر، ناهيك عن القصف المدفعي المتواصل، كان الشهيد سامي هو من يضع خطط الدفاع عن المقر، وبعد الظروف التي مررنا بها، والتنقلات العديدة أستقر بيّ المقام في إيران، وأتذكر آخر لقاء لي معه، حيث زارني الشهيد في نيسان ١٩٩٠ وكانت زوجتي على وشك الولادة وعندما ودعته أوصاني وقال، إذا كان المولود بنت فسمها أحلام، تيمنا بالشهيدة (عميدة عذيبي حالوب)، وإذا كان المولود ذكرا فسميه حامد تيمنا بالشهيد (ملازم حامد)، وفعلا جاءت أحلام بعد عودتي من وداعه بنفس ذلك اليوم 22 نيسان 1990م،)).
وبعد متابعة واستفسار مع بعض الأصدقاء المشتركين تأكد لي أنه كانت هنالك خلافات فكرية وتنظيمية مع قيادة الحزب، خرج على أثرها هو ومجموعة من الرفاق من صفوف التنظيم، وحصلت مشاكل يبدو أنها كانت عميقة في ظروف معقدة وصعبة، وبعد دخولهم إيران عادوا إلى الحدود العراقية وبالذات إلى منطقة قره داغ، وقاموا بعمل تنظيم شيوعي أسموه "شيوعيون عراقيون"، وانتقلوا بعدها إلى منطقة سركلو وبركلو في جبال السليمانية، وواجهوا ظروفا صعبة، ثم انتقلوا إلى منطقة نوكان ومن هناك نزل إلى الداخل – أي إلى بغداد- عدة مرات من قرداغ وسركلو، ويبدو أنه نجح في عمل صلات تنظيمية، خصوصا وهو شخصية معروفة ومصدر ثقة للآخرين.
بعد عمليات الأنفال ازدادت المصاعب كثيرا، ومن خلال المتابعة علمت أن ستار غانم قام بعد دخول النظام العراقي إلى الكويت وانطلاق انتفاضة آذار المجيدة، بنشاطات كبيرة ووصل إلى كركوك وساهم في المعارك ضد النظام البعثي، وبعد فشل الانتفاضة أنسحب من كركوك إلى الحدود الإيرانية، بعدها عاد إلى بغداد، ويبدو أن أخباره انقطعت منذ عام 1993م.
بعد عودتي إلى العراق سنة 2003م، أي بعد سقوط الدكتاتورية، ذهبت إلى مقر محلية الثورة وهناك سألت عنه وتعرفت على بعض أقربائه ومعارفه، وأخبروني بأن لديهم وثائق من دوائر الأمن بخصوصه، ووعدوني بالحصول عليها، ولكن للأسف لم أحصل على شيء.
وكل الدلائل تشير إلى أنه عاد للداخل من أجل العمل على تنظيم سري معارض للنظام، ولكن هنالك من وشيّ به وسهل على السلطات الدكتاتورية اعتقاله وتصفيته.
اليوم، ونحن نستذكر الرفاق الذين ضحوا وناضلوا من أجل الغد الوضاء للبشرية ومن أجل وطن حر وشعب سعيد، علينا أن لا نبخس نضال وعطاء وتضحيات ستار غانم، بل علينا إعادة تقييمنا له وأنصافه، فأنه باستشهاده، أستحق أن يكون شهيد الحزب الشيوعي وأفكاره.
لكَ المجد أيها الشهيد الشيوعي الرفيق ستار غانم.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي في ستوكهولم: التيار الديمقر ...
- مبدعون في الغربة الفنان إسماعيل كيتار وصعوبة بلوغ النهايات
- جديد الفنان سلمان راضي والقراءات المتعددة في منحوتاته
- إصلاح ماذا....؟
- مبدعون في الغربة: ستار الساعدي اول فنان عراقي وعربي في هولند ...
- المركز الثقافي العراقي في السويد يبتدأ برنامجه الثقافي معرض ...
- مركز أور الثقافي في بلجيكا نشاطات متميزة وسط الجالية العراقي ...
- الفنانة أشنا أحمد دولت لا تعرف اليأس وليس لطموحاتها حدود
- مبدعون في الغربة رجل من بلادي الطائر المحلق دوما الكابتن فري ...
- “قطار الموت”... من جرائم البعث التي لا تنسى
- إفتتاح المركز الثقافي العراقي في الدول الاسكندنافية
- ربع قرن على الجريمة التي مهدت الى مأساة حلبجة
- معرض -حوار اللون- إضافة جديدة لفناني المهجر
- الوطنية والديمقراطية هما الحل...!
- أشرعة جنوبية أبحرت نحو الشمال مليئة برياحٍ دافئة
- مبدعون في الغربة الفنان فائز ميناس
- الجمعية المندائية في ستوكهولم
- خطوة الى الخلف، خطوتان الى الوراء...!!!
- في ذكرى سنوية الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) اللقاء الذي ل ...
- هناء أدور أمرأة من بلادي


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - لك المجد أيها الشهيد ستار غانم -سامي حركات-