بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 22:21
المحور:
الادب والفن
الساحر 1958(انغمار بيرغمان):سرد تقليدي لعبرة وفكرة وعناصر جعلت من الفيلم للمتعة فقط
فيلم الساحر أو في عنوان آخر(الوجوه) هو أحد الأفلام المفضلة عند المخرج المعروف (وودي الن) المغرم أصلا بانغمار بيرغمان،وهو-كما نرى-فيلم ناقص في مسيرة هذا المخرج العملاق يحمل رؤية سهلة وضعيفة في الطرح خاصة عندما تكون قادمة من مثل هذا المخرج العملاق....
الفيلم يتحدث عن الساحر(Max Von Sydow-Vogler’s) المشهور بالتنويم المغناطيسي والذي يدعي الصمم
حين يدعى إلى منزل أحد القناصل في رهان بينه وبين (Vergerus) الطبيب حول عدم وجود اشياء لا يمكن توقعها
(ميتافيزيقيات).
الدكتور مؤمن مسبقا ايمانا عقليا بأن ما يقوم به الساحر عبارة عن خرافات،ونلاحظ بأن الخدم والحاشية في هذا القصر الصغير على النقيض من هذا الدكتور،فهم يؤمنون ايمانا مسبقا بالخرافات ومن السهل جدا خداعهم،على سبيل المثال،من خلال أدوية للمغص وسم للفئران على أساس أنها اكليل للحب.
ومع حدوث شيء يبدو بانه نوع من تداخل العلاقات،فزوجة القنصل مشوشة لأنها فقدت طفلا في الربيع الماضي وهجرت زوجها في الفراش،تحاول الآن غواية الساحر وفي نفس الوقت يحاول الدكتور غواية زوجة الساحر.
التساؤلات في الفيلم تبدو سطحية خاصة عندما نتأمل قليلا بالذي هو قادم(ثلاثية صمت الله)...
وخاصة عندما تطلب زوجة القنصل من الساحر أن يقول لها لماذا توفيت ابنتها،أو جون سبيجل تلك الشخصية التي لا نعرف ماضيها وهي تموت على حافة اليأس في غرفة الساحر ولا زالت أسئلة الحياة والمصير تدور في ذهنه وغريبة على ادراكه...
الفيلم يقول شيئين أساسيين:مدى سذاجة الساحر في الخداع،ومدى حمق المصدق،وقلنا بأن التصديق قادم أصلا من رغبة دفينة في التصديق...
في هذا السرد التقليدي الذي يفتقر إلى عتاصر شعرية قوية،أو فكرة خصبة جدلية من أفكار بيرغمان واسلوبه (الجدلي)،ربما من أجل ذلك قد يكون الفيلم مختلط ومشوش،وكأن بيرغمان يحاول أن يختار ما يقول ولا يعرف بالضبط ما الذي يريد أن يركز عليه...
الفيلم يسرد عبرة،ويحاول أن يقدم للمشاهد فكرة لو كانت بطريقة مبتذلة نوعا ما ضد السحر والشعوذة،كما أن احتواء الفيلم على عناصر سينما أفلام الرعب خاصة في نهاية الفيلم جعلتنا نقول ونتأكد أن بيرغمان قدم هذا الفيلم للمتعة فقط وليس لأي شيء آخر,
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟