|
من المسؤول؟
زينب رحيم
الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 08:13
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
من المسؤول؟
قتل ودمار قتلى ومصابين، ان لم تكن بالالاف فهو بالمئات الشيعي يقتل السني وبالعكس المسلم يقتل المسيحي وبالعكس ورصاصات تائهة تقتل لاعلى التعيين ومفخخات تقتل الجميع مدن تتحول الى قرى مساكن تتحول الى مخيمات من آسيا الى افريقيا لا زالت الاحتجاجات تقمع بحجة زعزعة الامن وهدم الدولة ومراعاتا لديمقراطية معهودة! واذا كانت الاضرابات تقمع بالطرد من العمل بالتهديد والترهيب والسجن في آسيا ففي افريقيا تقمع بالحديد والنار وعلى مرأى ومسمع العالم وكل ذلك لكون الامبريالية ترفض آسيا وافريقيا خارج من تحت امرة سلطة رأس المال
"اجيليتي:للخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة مؤشره للاسواق الناشئة في اقتصاديات العالم الاكثر ديناميكية والقوة الدافعة لها. يبدي حماسه تجاه الاسواق الناشئة القوية مع اقتراب عام 2013 وذلك بسبب اعادة التفكير في اهمية توفير عمالة ذات تكلفة رخيصة ، ومواجهة اصعب الخيارات بشأن كيفية وأماكن الحصول عليها والبدء في النظر فيما أبعد مما يسمى بدول البريك اي بلدان الصين والبرازيل والهند وروسيا"!.
فاذا كان (الاستعمار القديم) الامبريالية تقوم على الاحتلال العسكري المباشر، وتعمل على تشويه معالم السكان في الاقاليم الحضارية ،من خلال التبشير الديني ،وفرض لغة المستعمر، لضمان فرض السيطرة بشتى انواعها العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاديولوجية ،لتحقيق اهدافها في الاستغلال ونهب الثروات الطبيعية لتلك البلد، مع عدم الاعتراف باستقلال البلد. فالاستعمار الجديد لها ذات الاهداف ولكن غير معلن عنها، تقوم على التدخلات العسكرية تحت ذرائع مختلفة، وتقوم بصياغة قوانين دولية لشرعنتها، تحافظ على استقلالية وسيادة البلد شكليا بتنصيب حكومة موالية ،تضمن لها سيطرتها الكاملة الاقتصادية والسياسية، وتعمل على تفسيخ النسيج الاجتماعي لتلك البلد، بفرض سياسات اشدها رجعية، سياسات قائمة على مختلف انواع التقسيم ديني ،قومي، طائفي .......ألخ.
دخلت الولايات المتحدة العراق2003 بذريعة تعنت نظام صدام على الاستمرار في صنع اسلحة الدمار الشامل وبحجة نشر الدمقراطية. فأين هو العراق الان ؟ حكومة محاصصة دينية، طائفية حكومة نصبت من قبل الامبريالية وعلى أثرها اصبحت منطقة صراع للراسماليات الكبرى والوسطى تركيا ودول الخليج وبدعم من امريكا ودول التحالف من جهة وايران من جهة اخرى.
وذريعة أمريكا لدخول الافغانستان في 2001 كانت ملاحقة والقضاء على أسامة بن لادن المساند من قبل حكومة طالبان حسب زعمها( والتي لم تعترف بها ) وعند دخولها اطاحت بها ونصبت حكومة كرزاي، في حين لم يكن خافي على احد مساعدات امريكا للمجاهدين الافغان ضد الروس والاتيان بحكومة طالبان، والان وبعد حرب ودماراستمرت لمدة اثنتي عشر عام ،وبعد ان تحولت افغانستان من دولة مدنية وحضارية الى تراب، فالفرصة اكبر لاستلام الطالبان للحكم ثانية لان كرزاي لايحق له ترشيح نفسه لولاية ثانية .فماذا جنت افغانستان ؟
تقارير تقول ان امريكا دعمت الاسلاميين المتشددين بالمال والسلاح في شمال مالي ثم اتفقت مع فرنسا للتدخل العسكري بحجة ضرب الاسلاميين فيها. قامت فرنسا باضفاء الشرعية الدولية على تدخلها بقرارات من الامم المتحدة، واتفقت مع الاتحاد الافريقي، التي لطالما دعمت الدكتاتويات التي اطاحت بها الثورات العربية . واليوم وباستمرارها على نفس النهج بالتقدم بالسياسات الراسمالية الامبريالية، تقوم بتهيئة قوات من الدول الافريقية لدعم التدخل الفرنسي. واخر ما قاله رئيس الوزراء البريطاني عن الاسلاميين المتشددين في شمال مالي هو إن هذا "التهديد العالمي" يتطلب استجابة ربما تستغرق "سنوات أو عقودا" ينبغي على العالم أن يتحد للتعامل مع هذا التهديد القادم من شمال أفريقيا".!
فهل هناك شك من ان هذا التدخل لم يتم من اجل الاستثمارات واستغلال ثروات شمال مالي.فتقرير قمة الاتحاد الاوربي الاخير توضح بان المانيا وبريطانيا ودول شمالي أوروبا طالبت بتقليص موازنة الاتحاد الاوروبي ، لتتناسب مع خفض النفقات ، التي أقرتها الحكومات المحلية ،عبر القارة.فيما دافعت مجموعة أخرى تقودها فرنسا وايطاليا ، عن ابقاء النفقات على حالها وتوجيهها للاستثمار ،خلق مناصب شغل.
وهل هناك شك في ان ادخال قوات افريقية الى هذا الصراع لم يكن لابعاد الافارقة عن فهم الاسباب الحقيقية لمشاكل الفقر والفوضى والتهميش الذي يعيشون فيه ، وعن الافق الذي دفعهم الى القيام باحتجاجات باضرابات بخمسين الف عامل، والتي استمرت لاسابيع من اجل رفع الاجور الى ثلاثة ارباع الاجر الذي يستلمونه ، وحتى تم فيها رفع مطاليب الحرية والعدالة في توزيع الثروات واتهام الحكومة (البرلمانية التي اتت بعد حكومة الفصل العنصري ) بسرقة ثلاثة ارباع موارد البلد ،حيث قتل فيه خمسة واربعون شخصاً اثر اشتباكات قامت بين العمال المضربين وقوات الشرطة.
وعندما أرادت الحركة الثورية في بلدان الثورات،الاطاحة بسلطة الحكومات الراسمالية وازالة دولتها وخصوصا في مصر وتونس وبعد ان توسعت رقعتها الى اليمن وليبا والبحرين، فما ان حست الرأسماليات الكبرى بهذا الخطر وخطر اجتياحها دول اخرى ،فبدأت بأتخاذ خطوات لدرء هذا الخطر، وكانت احدى اهم هذه الخطوات الوقائية هو تدخل التحالف الدولي في الثورة اللبيبية بحجة حماية المدنيين من بربرية نظام قذافي. ومنها استطاعت الى حد ما السيطرة عليها بعد ان كانت قريبة الفلتان من يدها. وحشدت قوى وجهود دول لذلك مثل دول الخليج، قطر ، كويت، وسعودية (فعدى الدعم المادي والعسكري لهذه الدول لقمع الثورات، فارسالهم الآلاف من السلفيين الى مصر وتونس كان له دورا كبيرا في وصول الاسلاميين الى الحكم، ومن ثم استغلال الاوضاع لفرض سياساتهم الخاصة في هذه الدول) . استخدمت سياسات الترويض للثورات والمفاوضات مع احزاب الطبقة البرجوازية المحلية لتنصيب حكومات موالية جديدة . ففي تونس تفاوضت فرنسا مع احزاب الجمعية الوطنية حتى قبل تشكلها. واليوم يقول عنها الثوار" مستعمر الامس يعود بوكلاء محليين". وفي مصر تفاوضت امريكا مع الجيش واحزاب المعارضة البرجوازيةومن ضمنهم اخوان المسلمين ، الى حين وصول الاخوان الى الحكم. وأما البحرين، فقد كانت اتفاقات أمريكا واضحة مع السعودية لتهيئة ودخول قوات درع الصحراء لاخماد الاحتجاجات فيها وتشويه طابعها الطبقي. وأما في سوريا فالاوضاع اختلفت، فالاستقطابات الحادة بين الدول الرأسمالية على الفريسة(سوريا) واصرار النظام على البقاء ،الاتحاد السوفيتي وايران من جهة وامريكا وفرنسا والدول المتحالفة معها، ودخول اسرائيل الاخير على الخط، كل ذلك قد أدخلت الحركة الثورية في نفق مظلم من حيث شراسة المعارك بين المعارضة والحكومة، والاطراف التي تزود كلا الطرفين بالاسلحة ،ومن حيث عدد القتلى والهدم والتدمير والتهجير والدمار. واما المبادرة الاخيرة المطروحة من قبل الائتلاف الوطني فلا تختلف عن المبادرة الخليجية من حيث فبركتها .
فمن الواضح للعيان ان الثورات العربية التي جاءت نتيجة تفسخ الهياكل الاقتصادية والسياسية للدولة الرأسمالية ،قد جعلت من مهمة الرأسماليات الكبرى وحتى الوسطى رص صفوفها، والوقوف بوجه الثورات، وتشويه طابعها الطبقي ،التي كانت تتضح معالمها بتقدمها، والحيلولة دون تقدم حركات ثورية نقيضة لحركتها أي لحركة رأس المال ،تأخذ على عاتقها مهمة القضاء على سلطة رأس المال.
ولكن ورغم كل ذلك يبدوا جليا ان الثورات مستمرة، الحركات الثورية في تونس ومصر( وبدرجات في اليمن وليبيا والبحرين) لا زالت على قدم وساق، وان لم تتقدم كثيرا نتيجة شراسة خطط الامبريالية، ولكن بتجاربها ومع ما يحدث في العالم أجمع، بسبب حكومات رأس المال والازمة المالية العالمية، وسبلها للخروج منها عن طريق التدخلات العسكرية في البحث عن اسواق والقيام باستثمارات بايدي عاملة رخيصة ،وما تحدفها من ويلات ومصائب على البشر، ونتيجة التواصل الاجتماعي، ستشق طريقها نحو أهدافها المنشودة في تحقيق الحرية والعدالة على كافة المستويات، وستدفع بافكار النخب جانبا والتي تحصرمهمة الثورات، والحركة الثورية في نطاق تخلص السلطة من الاحادية والمطالبة بالتعددية ، دولة قانون ،مؤسسات ديمقراطية او هياكل اخرى للدولة لاتخرج من اطار نمط الدولة الرأسمالية، كحل للخروج من الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المستديمة، ستحاول من اجل تشكيل سلطة ثورية تكنس دولة رأس المال، سلطة نابعة من الجماهير الثورية، قائمة على أساس حكم الاغلبية، سلطة مدنية ، لا دينية ،ولا قومية ، تقوم بالتغيير السياسي والاقتصادي الجذري.
#زينب_رحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حصان الثورة والمتآمرين على الوطن ،وحملتهم المسعورة
-
الغايات، غايات ثورة
-
من اعمال الحملة التضامنية مع الحركة العماليةالمصرية_استراليا
-
من اعمال حملة التضامن مع الحركة العمالية المصرية_ استراليا
-
رسالة من المجلس الاسترالي للنقابات العمالية
-
من اعمال الحملة التضامنية مع الحركة العماليةالمصرية_استراليا
-
من اعمال حملة التضامن مع الحركة العمالية المصرية _ استراليا
-
الاضرابات الواسعة الانتشار تضع الحكومة المصرية امام اختبار
-
اعلان تشكيل حملة تضامنية مع الحركة العمالية المصرية في استرا
...
-
الفقر والبطالة هما عنوان الانتفاضات..................
-
مبارك والالتفاف حول الانتفاضة!
-
آمالنا بالحرية
-
BNP الحزب القومي البريطاني يخطط للاحتفال انظم الى الاحتجاج
-
المسح السنوي لمنظمة العمل الدولية لعام 2008عن الخروقات الحاص
...
-
هرطقة الولايات المتحدة: الى اين؟
-
الحرب و الديمقراطية
المزيد.....
-
رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و
...
-
وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و
...
-
مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا
...
-
2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
-
رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
-
-القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
-
لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ
...
-
زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
-
بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل
...
-
استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|