جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أخيراً، أقرَّ السيد الرئيس بشار الأسد بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها حرية الأحزاب، وهذا يعني
الاعتراف العلني و الصريح بأن سورية كانت ولا تزال تعيش وفق آلية سلطوية استبدادية طوارئية لم يعد
بالإمكان إخفاء مضامينها الحقيقية بالشعارات الخلبية، و مفاعيلها السياسية والشعبية بالإفساد، ومراميها
الخنفشارية بادعاء البطولات الوهمية التي يكِّذبها التاريخ الوطني البعثي، وواقع الاحتلال المديد للجولان ..!
لقد انكشفت أحشاء سورية السياسية بالكامل، وبانت كل حقائق مسيرتها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية،
منذ وطئها البعث ( الخالد ).!؟
واليوم، لم يعد لغير الحقائق مكان في عالم يشهد تحولات سياسية اجتماعية جذرية في كل بقاع الكون.
يا حيا الله فلقد قال السيد الرئيس أخيراً وبعد طول انتظار : إن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة حرية
الأحزاب.!؟ ولا أعتقد أنه ينتظر من الشعب السوري سؤال عن حيثيات غياب هذه الحرية البديهية طيلة حكم
البعث.! لكن، المفارقة الفاجعة، تكمن في استمرار ذهنية المداورة، والمناورة ..! وتتجلى هذه الذهنية في
استمرار التساؤل السلطوي المعيب في حق الناس، والقاصر في كل ما يتعلق باحترام كفاءة الآخرين، عن
التوقيت المناسب لإطلاق الشعب من السجن الوطني المحروث بجحافل الجيش الأمني..! ويبدو أن معرفة
التوقيت المناسب لرد الحقوق الإنسانية لأصحابها يحتاج لمراجعة العرّّافين، وقراء الفناجين، على أن لاتكون
فناجين من إنتاج القطاع العام الاشتراكي.!
السيد الرئيس يريد المزيد من الوقت لإيجاد الطريق الذي يؤدي إلى وضع أكثر ديموقراطية بحيث لا يؤثر
ذلك على الاستقرار السياسي في البلاد.. وحق الله لا يعني هذا الاستقرار غير استمرارية أهل الحكم
والتحكم وديمومتهم، وازدراء فاضح لأهل الرأي الأخر ، وتجاهل سافر للحالة الاجتماعية المذرية وماهية
استقرارها و التي لا يمكن فصلها عن الاستقرار السياسي تحت أية ذريعة إلا قسريا،ً و إلى حين من الزمن.!
أبداً، لم يكن للحرية منذ فجر التاريخ الإنساني توقيت.. فهي كانت على الدوام آنية، وملازمة للكينونة البني
آدمية وما عدا ذلك لا يزيد عن النشاز في الفكر والسياسة و مآل النشاز كان على الدوام مذبلة التاريخ
الفسيحة..!
نعم، لم يعد من اللائق أن يستمر السوريون على هذه الصورة.!
28/3/2005
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟