التطفل على شئون الآخرين !

أحمد سيد نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 13:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

فى مجتمع نامى كمصر لا فرص حقيقة لنمو و تحقيق الذات للشباب نجد بعض الشباب فى حيرة دائمة و إضطراب حول مستقبله و مساره فى الحياة . وللأسباب متعددة كغياب القدوة الحسنة ، غياب الحوار و إيجاد حل مجتمعى للمشاكل النفسية و الأجتماعية . يتبنى البعض منهم سياسة "كن فى قلب الحدث " أى التطفل على أخبار الأخرين و التلصص عليهم بغية معرفة أحوالهم و مقارنته بحاله/ها فيخرج بنتيجة إما متقدم ، مساوى أو متأخر وفقا لمعايرداخلية " ذاتية "أو خارجية "مورثات بيئية" .و أضرب مثلا بما يحدث فى معظم مدن مصر .
ففى المآتم و الأفراح ما أن تطىء قدمك السرادق أو القاعة حتى تمر على الماسح الضوئى البشرى لأحد الحضور ليتفحص جسدك و هيئتك من رأسك لأخمص قدميك ثم ينشىء لك ملف به إنطباعته الأولى عنك ، تقيمك ثم الغرض من التعامل معك و أى كسب و أى خسارة سيفوز بها أو تنال منه .ثم تأتى دراسة و فحص وضعك المهنى ، المالى و الأجتماعى فقد تكون مشروع عريس أو شريك . ثم التدثر بعباءة صلة الرحم أو حق الصداقة و الصحبة للسؤال عن أدق خصوصياتك فأن كنت متزوج /ه و لم يقدر الله لك الأنجاب فى التو و الحال .
إيه يا عم مش ناوى تفرحنا بكتكوت صغير.، أو شدى حالك يا فلانه ...،مفيش حاجة جايه فى الطريق .
و إن كنت أعزب/آنسة
مفيش حاجة كدة ،شد حيلك عاوزين نفرح بيك
فلانة سافرت لأجراء حقن مجهرى
فلان على خلاف مع أخية بشأن الأرث
فلان حجز قطعة أرض
و تصبح خصوصياتك و أحوالك الشخصية غذاء لكائنات طفيلية من البشر.
و الفريق الآخر من الأباء و الأمهات ،فبعضهم يتلصص و يتطفل لذات الغرض و إن كان الباعث هنا "غريزى" هو الأطمئنان على النجاح فى أداء الرسالة الأبوية تجاه الأبناء وفقا لمعتقدات ذاتية و بيئية . فيفرح بعض الأباء أو الأمهات بمجرد زاوج بناته الثلاث أو أولاده زيجات قد تكون مقبولة أو مرفوضة ،لأبتعاده عن ألسنة السوء و فرحه بمدح الأخرين له و لجدارته فى سترة بناته دون النظر للمشاكل الأجتماعية ، السياسة و الأقتصادية التى هى العائق الأساسى فى أزمة تأخر الزاوج . أو تعجل الفتاه حديثة الزاوج بالذهاب للطبيب لغرض الأنجاب كى لا تكون البنت أو الزوجة غذاء جيد لطفيليات البشر .
كذلك الحال فى أماكن العمل فالكل يلهث ليسبق الآخر و ليتفوق عليه فيحب "أنا " و يكره "هو" و لن يتحقق هذا إلا بمعرفة أحوال خصمك .
فكيف نكون فى مأتم و القران يتلى و الكل لاهى لمعرفة آخر تطورات الأحداث من زواج ، طلاق ، إنجاب ، وفاة ،إرث ، مرض ، عقد الصفقات و خلاف ..................إلخ
لما لا يكون السؤال الحق عن الحال خارج مجال العزاء أو الزفاف ؟
و لما لا يكون السؤال الطيب عن الحال خارج نطاق العمل ؟
فلكل مكان و مجال كلام و حوار مناسب له .
دع الخلق للخالق و إشغل نفسك و عقلك بتغير حالك و تطوير فكرك .و لا تكن كائن متطفل .


.

#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات