أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تصادمُ المذاهبِ المُسيّسة














المزيد.....

تصادمُ المذاهبِ المُسيّسة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين أسلوب إنتاج رأسمالي متطور غربي واكب عدة قرون وأخضع الشرقيين واستغلهم وخلفهم وقدم لهم بعض قطع النهضة المبتورة، وبين أسلوب رأسمالي شرقي متخلف استغرق قرناً واحداً من التطور عاجزاً عن التجذر، ضاعتْ الجماهير العامية في هيمنات الفئات الوسطى الصغيرة منتجة الشعارات السياسية الشمولية.
بدأت بمرحلة التصادم بين الأيديولوجية الاشتراكية والأديان، ثم المرحلة الراهنة بتصادم الأديان والمذاهب مع بعضها بعضا وتغييب الأيديولوجيات الحديثة.
تغيرت أشخاص المنتجين للعروض الصراعية لكن الفئات لاتزال تنتج نفس العملية.
لماذا الانتقال من مرحلة هدم الأديان لمرحلة صراع المذاهب؟ وهل هناك من سمات مشتركة؟
الأحزاب التي قادت مرحلة العدمية الدينية ورفضت (الأساطير) تشارك الآن في تغذية الصراعات الطائفية السياسية وتحدث انحيازات لهذا الطرف أو ذاك.
الأطرافُ الاجتماعية الصغيرة تفككتْ وانحازت للطوائف، وغاصتْ في الجوانب المحافظة والرجعية من نتاجات هذه التيارات.
عملياتُ الانحياز تؤدلج القضايا وتفصلها عن جذورها، وتغرز الانفصال والعداء بين الجماهير، فالكل يرفض مسئولية الأنظمة المحافظة التقليدية في المنطقة كلها عن هذا المستوى المتخلف عن الحداثة الديمقراطية العلمانية العقلانية.
البرجوازيات الصغيرة المسيطرة على الانتاج المُسيّس السطحي طوال عقود تستمر في إنتاج نفس الخطابات السياسية السطحية، فهذه الفئات تنتمي لهذه الأنظمة التقليدية العاجزة عن الانتقال للديمقراطية العلمانية، متذبذبةً بين هذا الطرف أو ذاك، بين هذا المذهب أو ذاك، بين هذا الدين أو ذاك.
متفقةً على الهيمنة على النساء، والتبعية لحكام المذهب أو العقيدة، وسيرورات الثروات بأشكال غير عادلة وخاضعة لسيطرات الرأسماليات الحكومية عامة، ومتعددة في نسب هذه الرساميل، بين الرأسمال العسكري الصناعي المسيطر، أو الرأسمال السياسي البيروقراطي المتحكم، وفي هذا التلون بين روسيا وإيران مثلاً وبعض الدول العربية، نقرأُ تدرجات هذا التلون الاجتماعي الرأسمالي الحكومي الشمولي. أي هي كلها تشترك في إنتاج الرأسماليات الخاصة السوداء بعد سنين أو عقود.
هذا التماثل والاختلاف هو اشتراك في كون الطبقات السائدة في مختلف الأنظمة تتفق على استغلال العامة، وعلى جعل الجمهور العامل الذي يعيش في مختلف المذاهب والأديان تابعاً لها، سائراً وراءها، لا يمتلك الحريات الكافية ولا الثقافة العميقة الناجعة لفهم الصراعات السياسية اللامعقولة هذه، ولكنه المشترك في غمارها، والخائض في حروبها، والمتصارع فيما بين بعضه بعضاً.
المعارك التي خاضتها أنظمةُ البرجوازية الصغيرة الاشتراكية والقومية قبل سنوات بدوافع الاشتراكية والحرية والقومية ضد ما أسمته الأنظمة الرجعية استُبدلَ بصراعاتٍ طائفية ودينية واختفت لغاتُ الحداثة الشعارية السابقة، أو أنها في الحقيقة تكشفت.
المستوى المتدني من المعارف عند الجماهير الشعبية يؤدي لعدم فهم الأديان والمذاهب وعمليات استغلالها من قبلِ الأطراف المتحكمة، وهي المرتبطةُ بضعف التعليم وانتشار الأمية واحتكار وسائل الإعلام من قبل تلك الأطراف التي تضخ الموادَ المؤدلجة المسيّسة المسطحةَ الثقافةِ لحساباتها.
لهذا نرى الجمهورَ ينتقلُ تدريجياً من المعايشة المشتركة إلى الصراع ثم إلى الحرب، والجماعات السياسية تنقلُ هذا الجمهور، كلٌ من جهته، إلى ثقافة الصراع العنيف، مدعيةً بالحقوق والعدالة لكنها تسيسها وتجزئها حسب الأنظمة التابعة لها.
هكذا تتحول الجماعاتُ السياسية إلى فرقِِ رقصٍ استعراضية، فتصرخُ صراخاً عنيفاً على جهة وتصمتُ صمتاً هائلاً عن جهة أخرى، تشعلُ النيرانَ في جهة وترفض وجود أي نيران في جهة أخرى.
المنهجيةُ الانتقائية الذاتية المصلحية تحددُ طبيعةَ الفئات الصغيرة المتراقصة، وتترابط مع الطائفية والأنظمة العابرة للحدود الوطنية، مما يشكل حرب طوائف وأديان مناطقية، وتنقلُ هذه الفئاتُ (المتعلمة) هذا الجهلَ السياسي العدائي للجمهور الأمي، وتحرضه ضمناً أو مباشرة ضد مواطنيه.
مصالحُ الأنظمة وصراعاتها تنتقل للجمهور، وتقسمُ مناطقَ بلده الكبرى، وتصبحُ مناطق بدوية ضد مناطق زراعية، وتصبحُ مدناً ضد مدن أخرى، ثم تنتقلُ الصراعات إلى الأحياء في المدن، ثم في العائلات داخلها ثم تجدها حتى في الشخص الواحد الذي ينقسم ويصارع نفسه.
ثقافةُ الكراهيةِ والرؤى المبتورة وغيابُ المحاكمات والمجادلات الموضوعية تنتج كائناً طائفياً عدوانياً، تخلى عن روح المواطنة والأخلاق الدينية السمحة والعقلانية وكون فرد الهياج والعنف الذي تعده الجماعاتُ الطائفية وظلالها للحرب ضد مواطنيها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلاتُ عمالِ الريف
- ثورةٌ مع مَن وضد مَن؟
- الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً
- الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي
- الجمهورية والرأسمالية
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية
- الديمقراطيةُ أو الفاشيةُ
- إيران و مخاطر تجربة ألمانيا الهتلرية
- نضالٌ ديمقراطي مشتركٌ
- صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين


المزيد.....




- عربات قطار بأمريكا تستبدل الركاب بالشعاب المرجانية والسلاحف ...
- مسؤولان أمريكيان لـCNN: فريق بايدن ليس لديه خطط وشيكة حول اق ...
- -ميتا- تحظر وسائل الإعلام الروسية الرسمية على منصاتها لمنع أ ...
- -نزهة الغولف- الخاصة بترامب.. -مصدر قلق طويل الأمد- لدى الخد ...
- ماهر الجازي: الأردن يستلم جثمان منفذ -عملية اللنبي- في مسقط ...
- بعد محاولة الاغتيال المفترضة.. بايدن يتصل هاتفيا بترامب
- بعد رحلة تاريخية من جدة إلى الرياض.. -طائرات موسم الرياض- تس ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس وحدة الصواريخ والقذائف في ...
- الإعلام العبري يرصد صواريخ باليستية مصرية في جبال سيناء ويتس ...
- ناريشكين: الأنظمة الموالية لواشنطن في أوروبا تسير على خطى ال ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تصادمُ المذاهبِ المُسيّسة