أسامة الحمصانى
كاتب
(Osama Homosany)
الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 18:44
المحور:
الادب والفن
حديث خاص جداً
بقلم : أسامة الحمصانى
ساءنى بشدة تلك الحسرة المطلة من عينيها .. تظللها دموعا حبيسة مكتوبة مكبوتة .. راحت تحدثنى و هى تحتضن طفلها الذى لم يتعد السنة الأولى من عمره فوق بطنها المنتفخ بحمل جديد قائلة:
" لقد هجر بيته لم يعد يطيقه .. يضيق بى وبأبنه .. إذا ما جاءنا منتصف الليل ظل واجما حتى يغلبه النعاس مكان جلوسه ... أشفق عليه .. فأدعوه إلى فراشه فيأبى إلا أن يظل كما هو.!! بالله عليك ماذا أفعل ؟"
ترفقت بها وحاولت أن أسرى عنها:
" يا سيدتى هكذا نحن معشر الرجال ... يكدنا العمل و يرهقنا السعى ... نعمل كثيران معصوبة العينين عما قد يحدث لنا من فرط العمل و الاسراف فيه.. فمن الافضل أن توفرى له سبل الراحة فى عندما يعود إلى بيته.."
قاطعتنى قائلة:
" أخشى أن يتحقق ما يقال عنه على ألسنة كل من يعرفه ، لقد وصلنى أنه ينوى الزواج منها ، بل هو فعلا على علاقة غير واضحة بها ، ولا سيما أنها سيئة السمعة كانت تقضى إجازات مشبوهة معه ومع غيره وأنت تعلم ذلك جيداً"
أيقنت أنها تعلم الكثير عن سلوك زوجها و لكنى رحت أراوغها:
" يا سيدتى أن معيشتكم بالكاد ... و ما يجنيه من مال لا يكفى حاجاتكم الأساسية فكيف يقدم على الإرتباط بأخرى...."
ردت بإنفعال حاد:
" كل ذلك يلا يهمنى ... تعرفون عنى أنى لا أحب البذخ فى العيش ولا الترف.. أستطيع الحياة تحت ظروف أصعب من ذلك ... أن أعود فأعمل من جديد لا يهمنى ذلك كله ... لا يهمنى إهماله لبيته أو لطفله هذا أو حتى طفله القادم منى ...كما لا يهمنى أيضا أن تكون مشبوهة بهذه المراة أو بأخرى"
قلت متعجباً: سيدتى ... ماذا يهمك إذن؟؟؟
ردت دون أن يتلون وجهها بحمرة الخجل: "ليفعل ما يريد ... على ألا يهجر جسدى ليلة واحدة "
#أسامة_الحمصانى (هاشتاغ)
Osama_Homosany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟