أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - الماركسية من وجهة نظر خروف














المزيد.....

الماركسية من وجهة نظر خروف


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 17:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سأشرح أولاً في نبذة مختصرة الإجراءات الطقسية التي تسبق وتلي ذباحة الخروف بالطريقة الصابئية .يتم حرق سكين حديد لتنقيتها من أي دهون وأوساخ ثم يتم بردها جيداً بالمبرد. وُتحضر بسطة - جباشة - من السعف أو القصب غير المستخدم سابقا.ويجرى فحصٌ للخروف الذكر - يحرم ذبح الإنثى - للتأكد من جنسه ومن عدم وجود أي عوق أو تشوّه أو زائدة أو نقصان في جسده، أي خروف ذكر كامل الخلقة. ويتم تنظيف الخروف بالماء وربطه بحبل نباتي الأصل ، كل ما له أصل حيواني يُستبعد من الطقوس الصابئية المندائية ، وعادة ما يكون من خوص السعف ويؤتى به إلى البسطة - الجباشة . يجلس القائم بالذباحة والسكين بيمناه إلى الشرق ووجهه إلى الشمال حيث قبلة الصابئة بعد إغتساله بالماء ويُفضل أن يكون لابسا ملابس الرستة البيضاء أو على الأقل يشد وسطة بحزام - الهميانة - أي الإيمانية وهي أهم أجزاء الرستة ويغطي رأسه بغطاء ، يقابله شخص آخر لطرح الخروف والإمساك به وشخص ثالث يمسك قدرا لإحتواء الدم ورابع خلف القائم بالذبح لمراقبة صحة الإجراءات الشعائرية ليشهد في الآخرة له أنه ذبح الخروف بطريقة صحيحة ونظيفة ، وينبغي أن يكون الجميع قد إغتسلوا وتطهروا مع أدواتهم في الماء الجاري.

يقرأ القائم بالذبح بالارامية المندائية النص الديني الخاص بالذباحة وهذه ترجمته:

بسم الحي العظيم

ملِكُ الموت أقرّك ، ملِك الضياء تفقّدك ، أذبحك بسكين طاهر ، عقلاً وصحةً وتقويماً تهبُ كل من أكلَ منك ، إسم الحي المولى والعارف مذكورٌ عليك.

في اللحظة التي يباشر فيها القائم بالذبح عمله ينطق الشاهد الذي يقف خلفه وقد ألقى بكفه على كتفه الأيمن مرددا: آنا سَخدخ ، أي أنا شاهد. يتم إحتواء الدم كاملا في القدر المعد لذلك الغرض ويُنتظر حتى يسكن الجسد تماما فيذهب القائم بالذباحة إلى الماء ويشطف يديه مع السكين قائلا:

بسم الحي العظيم ذبحتُ بالسكين وتطهرتُ بالماء أنا المخطيء وربي الغافر إسم الحي المولى والعارف مذكورٌ علي.

عام ١٩٩٨ قمنا أنا وأحد أقاربي بذباحة خروف وفق الشعائر الصابئية أعلاه وكان صاحبي ماركسيا من النوع الستاليني الذي يحفظ عن ظهر قلب كتب افاناسيف وبونوماريوف ويسخر كثيرا من الشعائر الدينية وقد وافق على مشاركتي تطبيق هذه الطقوس المفعمة بالمعاني الإنسانية التي تقدس الحياة إحتراما لذكرى آبائنا وأجدادنا التي توارثوها وحافظوا عليها من أزمنة قديمة ، وكان هو من تولى مهمة الذباحة في حين كنت أنا أقابلة لطرح الخروف والإمساك به وكان الخروف المسكين ينتفض ويرافس وهو يقاومني لتثبيته ولكن ما إن بدأ صاحبي ينطق بنص الذباحة قائلا - بشما اد هيي ربي - بسم الحي العظيم حتى هدأ روع الخروف وسكن مستسلما بين يدي فاتحا عينيه وكأنه ينصت لنداء موجه له بتقبل هذا المصير. وبعد إنتهائنا من الذباحة نظر صديقي إلي متعجبا متفكرا يسألني :
هل رأيت الخروف كيف هدأ وسكن حين نطقت بالنص ؟
فقلت له نعم ، أنا شعرت بذلك أكثر منك لأني كنت أمسك به فماذا تقول في هذا ؟!
أجابني مبتسما حائرا عجيب حقا !
فقلت معقباً : هذا يعني أن كل ما تعلمته من افاناسيف وبونوماريوف قد إهتز وأصبح موضع شك بسبب خروف مسكين ذُبح بالطريقة الصابئة.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة السويدية آني لوند
- إلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله
- مالك خازن جهنم ، لماذا لا يتبسم ؟
- في سرداب أسود تحت البيت الأبيض
- اللوحة الأخيرة لفان كوخ
- بتاحْ
- صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر
- القذافي وحلف الناتو بعيني نوستراداموس
- جميلتي أحلى من صلاة التراويح
- أقوال ومواعظ في جنازة قصيدة ثملة
- ياصديقي ، في الخراب ... للشاعر السويدي ستَجنيليوس
- نداء الى أدونيس والمثقفين بخصوص الحداثة والباروريكل بويتري
- أحجار الكتابة
- رسالة إلى القاريء بيان عن جرثومة البعث
- تهنئة للدكتور كاظم حبيب بمناسبة تكريمه من قبل الشعب الكوردي
- لماذا حشر الجواهري في بيان صفوة المثقفين ؟
- مسعود البرزاني وأردوان ملكا والصابئة المندائية
- تراتيل للسلام في كنيسة القديسة كلارا
- نداء إلى مدعي عام محكمة لاهاي بخصوص وحش السعودية
- حسناء السويد ووحش السعودية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - الماركسية من وجهة نظر خروف