أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - يفتح باب النهر ويدخل














المزيد.....

يفتح باب النهر ويدخل


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


إلى المعلّم الشهيد أحمد الشيخ عطية، وجميع شهداء سورية


يغلق أحمد باب الصفّ ويقف قليلاً،
ينظر للطلاب المذهولين طويلاً،
يبتسم لهم/ حان الوقت..
نزيف الماء من الجسد الدامي لن يتوقف،
والمشفى محتلّ من جزارين سينهون مهمتهم
في كل الأحوال بذبح الجرحى..
فدعوا جرحي يتدفق نهراً حتى يصل النهر..
الأستاذ يغادر أيضاً،
ومِنَ العدلِ بأن يتجاوز قنصُ الأطفال الأطفالَ المختلفينَ
إلى من علّمهم رفضَ تشابههم...

**** **** ****
يغلق أحمد باب الصف بحسرتهِ،
يفتح باب النهر، يقاوم صرخة طفلتهِ أن لا يدخل،
أن يبقى معها يوماً آخر،
أن يخدعَ باب النهر ويفتحَ باب البيت،
يقاوم أن لا يسمعها تعجز وهي تقول له/
ادخل قلبي...
تنزل دمعته.. يا ليت له أن يفعل،
كي يرضي الأطفال "الجهّال" بهذا الأمر،
ويا ليت لطفلته أن لا تجهل
قدر "الديريّ" إذا ناداه النهر،
ويا ليت له أن لا يخذلها إن قال لها:
ألقاك على الضفة ياحبّي...

**** **** ****

يغلق أحمد باب الصف بحكمته،
يفتح باب النهر..
تلامس قدماه العاريتان الطّمي الدافئ،
تتغلغل قدماه بحضن الماء الدافئ،
تتحول قدماه إلى ماءٍ وتسيل فراتاً/
هل هي ذي أحضان عروس الجنة؟!،
ينسحب الألم إلى قدميه ويخرج ماءً..
يضحك أحمد..
هاهو ذا يشهد فيض مظاهرة الدير النهرية/
يالأهالي دير الزور وإبداعاتهمٌ في استبدال الطقس بطقس آخر،
هاهو ذا يشهد صورته طفلاً يهتف معهم،
يشهد صورته محمولاً فوق محفته
بثياب بيضاء على الأكتاف ويهتف معهم،
يهتز، يدور على الأكتاف ويضحك،
يسمع صوت هدير مظاهرة الطلاب ويضحك،
يسمع صوت هلاهيل صبايا الدير ويضحك،
يسمع صوت الأم الكبرى قادمة بخطى الريح ويصمت/
يكفي هذا يا أصحاب،
لقد أعجبني العرس ولكن، حان الوقت،
أطيعوا صوت الخالة أسماء،
دعوها تكمل قبلتها فوق جبيني/
حان الوقت لهذا الفارس أن يترجّل،
يكفيني شبرٌ في بستان أبي تحت شجرةٍ فيها ظل،
إن عزّت مقبرة الشهداء بظلّ القنص..
دعوني يا أصحاب وعودوا،
لا أحتاج إلى أيٍّ منكم في هذي الرحلة،
يكفيني أن أرثي حالي،
فرصاص القناص على الباب، ولا من ظِل...
**** **** ****
يغلق أحمد باب الصف بقبضته،
يفتح باب النهر على سهل التاريخ ويدخل نهراً
يتغلغل في الأرض ويحفر درباً/
ها هو ذا دربي..
جسداً يتمدّد حقل شقائق نعمان ليصل الشام ببغداد،
يمدّ سنابل قمح جناحيه شمالاً،
كي يوصل ما بين النهرين،
فينبضَ ساعده بدماء شعوب التاريخ
العرب، الآشوريين، الترك، السيريان، الأكراد،
ويقف على بوابات النهر
بوجه عصابات مسوخ التاريخ الغرباء كسدّ/
هاهو ذا النهر أنا،
وأنا النهر هنا كنتُ وكان أبي،
ونظل هنا في هذي الأرض من المهد إلى ما بعد اللحد،
هنا وضعتني أمي في سلة سرغون الأكادي،
هنا علّقتُ شريعة جدّي حمورابي،
هنا دخلتْ خيلي بوابة أمي عشتار على صوت الرعد،
هنا مرّت خيلي صاهلةً في ألوية المجد،
هنا كنت صليب خلاص العالم،
وهنا أنهيت صلافة قيصر،
أسلمت عمائم كسرى لنسور الموت بمحراثي الأجرد،
وهنا أقف الآن على بوابة دلتا النهر/ الكسر،
هنا في بستان أبي، مفتوح اليد،
لطلابي لا أحملُ إلا دفتر،
لا أحمل إلا صفحاتي البيضاء/
هنا أقف هنا، لا أطلب من أيّ من طلابي،
إلا أن يمتاز بسطر.

**** **** ****

يغلق أحمد باب الصفّ ويفتح باب النهر، ويدخل.



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج كادر الزنزانة
- في ميزان الشفافية السورية
- ما أجمل السوريين!
- في اصطفافات المعارضة ومجازر النظام.. بإذن الله وإرادة الشعب
- خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره
- أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - يفتح باب النهر ويدخل