جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 12:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أحد يعرف كما يبدو- بمن فيهم إخوتنا الإخوان- لماذا يختفي الله جلَّ جلاله حين ينزل إلى الميدان أحزابٌ
تدعي الانتماء إليه فتتسمى باسمه، ومخابرات تجمع بينه وبين الشيطان أول المتمردين عليه، وشباب استفاقوا
من كبوتهم، أو غفوتهم، أو غفلة بلدهم المحبوكة بالإخوة العروبية والمصاب بداء ( الشقيقة ) ..!
لكن، مشايخ السياسة إن كانوا أمناء عامين أو خصوصيين، ما زالوا يحتكرون كلَّ شيء بدءاً من مسألة الإيمان
ونغل الديدان، ومروراً بملكية السلاح، و الأوطان، ورعاية الجيران..! وانتهاء بمعرفة سرّ اختفاء الله الدائم
وعودة الإمام..!
و اليوم، وقد دقت طبول الحرية من حولهم في كل مكان، يعاودون الهجوم نحو الخلف أي في الداخل الوطني بعد
أن بوغتوا بكمِّ الخارجين على القطعان المجيِّشة بالأساطير الغيبية وقد تنطحوا لصناعة المستقبل بعد أن انهارت
جدران الخوف بانكفاء الأجهزة الجوانية وهروبها الجبان تحت بند الإذعان الممّوه بدواعي احترام أحكام الشرع
، والسنة النبوية، وقرارات آل البيت بيت الأمم المتحدة.!
التجييش الغيبي الماقبل سياسي، هو السلاح الوحيد الذي تملكه أحزاب صادرت الله قبل أن تصادر العقول هذه
العقول التي لا يمكن أن تعمل خارج فضاء الحرية وإلا فإنها تظل راكنةً في الماضي وحده تماماً كما يريد
أصحاب العمائم بلحاهم، وسبحا تهم، وخرافاتهم المأجورة.!
مشايخ أحزاب الله لا تستقيم معهم حالة الناس إلا في صيرورتهم البهيمية حيث يمكن سوقهم على الدوام كما
القطعان نحو مراعي جنة الخلد، ولذائذها.!
شيوخ، لا يعني لهم شيئاً أن يدعمهم قادة استبداد مزمن، أو جنرالات سجون، أو حفاري قبور..! المهم هو الرفقة
في الطريق إلى الجنة الموجودة في عقولهم الغيبية .!
وهم، قبل الصلوات الخمس، أو بعدها، صمٌ بكمٌ حين يُغيِّب الناس أغلب الناس، في السجون، والمنافي، والبطالة،
فطالما أنهم يلقون الدعم، والتغطية، فإن هذا يكفي كي يكون كل من تبقى أرزال، أو عملاء سفارات، أو
جواسيس لصالح الأفندي شارون الذي يهرول وطنيو الأنظمة الخُلّص خلفه في مسعاهم الذليل لإقامة السلام
العائم معه.!
شيوخ، لا يرون غير مشاريعهم الأخروية التي لا تزيد عن كونها أضغاث أحلام عمرها مئات السنين.!
الله سبحانه، مصرٌّ على الغياب التام تاركاً لأحزابٍ وُلدت سفاحاً الغوص في ادعاءاتها الغيبية، والأمر كله صار
بعهدة الشباب والجيل الجديد برّمته..هؤلاء الشباب الذين يريدون أن يعرفوا الله من جديد..! أو على الأقل معرفة
سرّ غيابه الدائم.!؟
27/3/2005
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟