أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مالك ابوعليا و حسام الصابر - الرأسمالية و الوهم الاجتماعي...














المزيد.....

الرأسمالية و الوهم الاجتماعي...


مالك ابوعليا و حسام الصابر

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 07:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يقصد بالأوهام الأفكار والمعتقدات والآراء التي لا تنطبق على الواقع ، وتوجد أسباب مجتمعية في تناقضاته تولده و تدعم وجوده و هو إدراك مزيف للواقع في الإدراك الحسِّي أو في الاستنتاج العقلي يأتي على تجليات مختلفة عند الأفراد و لكن مضمونه اجتماعي.
تعيش الرأسمالية بفضل تسويق الأوهام التي تتغذى على تطلعات تخلقها أوهام أخرى .. هذا البناء المجتمعي الطبقي يجعل من الصعب بشكل فردي و غير واعي مواجهة تلك الأكاذيب التي استقرت في أذهان اغلب الناس بشكل يقيني .

إن التشويه في المجتمع الرأسمالي يتأسس على عاملين أساسيين هما الطابع السلعي للمجتمع الذي استطاع بإمكانيات الآلة الإنتاجية الضخمة أن يخلق مزيدا من السلع، و يعزيز الوهم بحاجة الجماهير الى النظم السائدة المتعفنة، عن طريق القيام باحتواء عقلي للطبقة الكادحة و الجماهير المهشمة, لتخلق وهما عند الجماهير بأنها تتشارك مع أصحاب رؤوس الأموال في حاجاتهم، واهتماماتهم, لتغدو هذه الحاجات التي ينتجها المجتمع الرأسمالي وعي يضرب بجذوره في أعماق البنية الروحية للإنسان. أما على الصعيد الاخر فهو يكمن في العامل التكنولوجي، لتصبح التكنولوجيا بدورها وسيلة التشويه الأساسية،ففي المجتمع الرأسمالي تقوم الفئات المستغلة باستغلال التقدم التكنولوجي و يتم تعميق كافة التناقضات الاجتماعية، والعمل على إخضاع الجماهير عبر تزييف حاجيات الإنسان المادية والفكرية, لتصبح الحاجيات التي ينتجها هذا المجتمع مجرد حاجيات وهمية من صنع الدعاية والإعلان،, و يتوهم الإنسان إنه حر بمجرد أنه يستطيع أن يختار مجموعة كبيرة من البضائع والخدمات ، فما أشبهه من هذه الزاوية بالعبد الذي يتوهم أنه حر بمجرد أن منحت له حرية اختيار سادته,إذن عبر هذا التشويه العام الذي يسود في المجتمع أصبحنا أمام مجتمع لا يمكن لأفراده أن يتعرف على ذاتهم إلا من خلال سلعهم، ويجد الفرد شخصه في سيارته، وفي هاتفه (الحديث) والمنزل المريح, لتتجلى السيطرة الطبقية في كثير من الجوانب و احدها يستقر داخل الحاجات الجديدة المبتكرة.
و يتجلى احد أشكال الوهم الاجتماعي في (الوهم المتذبذب) المرتبط بالظروف الشخصية , و ظروف العمل المؤقتة , و يعتقد من خلالها الشخص أن العالم جميل و مريح بمجرد انه وجد عملا, و انه مرتاح, و أن العالم مظلم و سوداوي إذا كان عاطلا عن العمل, اي انه يقيم مجمل الوضع العام بالظروف الفردية خاصته, و هو يعتبر وعي جمعي لارتباطه بأساس اقتصادي في البنية الرأسمالية, و يكمن الأساس المادي لمثل هذا الوهم في عواصف الازمات الاقتصادية للرأسمالية و ما ينتج عنها من بطالة و فقر, و تذبذب الأوضاع الاقتصادية.
تقدم المنظومة الاقتصادية الرأسمالية الحوافز والقروض للعمال لكي ينخرط العامل في عمل مضني و رتيب ساعاته طويلة حيث يظن العامل انه قد أصبح (شريكا) في المسؤولية, و يسكن في بيت ممول ستقيده قيود قروضه إلى ما بعد مماته.
في صيرورة علاقات الإنتاج الرأسمالية, يبيع العامل قوة عمله إلى الرأسمالي,فينتج العامل ربحا يفوق بكثير ما يحصل عليه من اجر بتشديد وتائر العمل, و يصبح العامل قطعة مشوهة, يخلو من الأحاسيس و المشاعر و لا يعلم أي شيء عن العالم المحيط إلا ما يدور حوله في بيئة العمل, و يعتقد الناس حينها أن هذا (شيء طبيعي للغاية), و حتى تصل الأمور بأنه لا احد يفكر بأنه حدث شيء أم لم يحدث,عندئذ يبدو الاستغلال و العبودية كأنها إفراز من افرازات ((الحرية و المساواة))
و يمكن ملاحظة الكثير من الأوهام الاجتماعية التي تخلقها (اشباه الأنظمة الاقتصادية المتخلفة), اي دول الأطراف و ما يصاحبها من بعض العادات السائدة و الموروث المهتريء,فمثلا إذا أصبح شخص ما فقيرا, و شخص ما ثري, فيعتقد المتوهم أن ما هذا إلا نتيجة (إرادتهما الحرة) , أو أن هذا يعتمد على الحنكة, أو اجتهاد احدهما و كسل احدهما الآخر, و لا يمكن أن يتصور بأن هذا ينبثق من علاقات الإنتاج و الرابطة الاقتصادية التي يتواجهان فيها, يروج هذا التزييف و الوهم بكافة أشكاله, حتى في وسائل الاعلام لخلق الاستكانة و الضعف, و لكي لا تستطيع الجماهير أن تدرك جوهر ما يحدث في الواقع . تتجلى النزعة الاستهلاكية كإفراز نتن من علاقات الإنتاج الرأسمالي بشكل أوهام اجتماعية متعددة, فالإنسان في النظام الرأسمالي يستبطن الرؤية السائدة في المجتمع فتسيطر عليه كليا بكامل رضاه وهو لا يستطيع التخلص منها أيضا, و تصبح نظرته للعالم هو الغرق في استهلاك المواد و الأشياء, و هذا التوحش الاستهلاكي ليس مظهرا لحدث فردي, ملازم لأفراد معينين, بل هو طابع اجتماعي ملازم لنمط الإنتاج الرأسمالي, و هو حالة عامة تهيمن على الناس موضوعيا, و هنا ينظر إلى الناس على أنهم مجموعة من (الحاجات) الجسدية الصرف فيدجن و يدخل إلى (مطحنة) الاستهلاك, و لكي تلبى هذه (الحاجة), تصنع له كل أشكال الرفاهية, فلا بد من شراء سيارة جديدة كل سنة, و هاتف من نوع معين, و تتحول كثير من الشكليات إلى ضروريات لا يمكن الاستمرار بالعيش من دونها. يحول النظام الرأسمالي و علاقاته المتعفنة البشر إلى سوق بلا قرار و لا نهاية يمكن إلقاء جميع أنواع السلع فيه دون أن تمتلئ, و يصبح الناس مثل الثقوب السوداء الكونية, التي تنعدم فيها كافة العلاقات الطبيعية حيث ينعدم الزمان و المكان و يبتلع كل ما يصادفه.
إن الوعي الذي تحاول البرجوازية أن تنشره بكافة الوسائل و تقيمه لتخدع به نفسها و تخدع به الجماهير. أما الماركسية اللينينية, و الوعي في المجتمع الاشتراكي يقودان نضال الجماهير الكادحة إلى مجتمع يخلو فيه استغلال الإنسان للإنسان, و يخلو فيه تزييف واقع الإنسان في إدراك الجماهير.



#مالك_ابوعليا_و_حسام_الصابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مالك ابوعليا و حسام الصابر - الرأسمالية و الوهم الاجتماعي...