|
نقاش -سباحة بين الحروف-لكاملة بدارنة في اليوم السابع
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 17:27
المحور:
الادب والفن
نقاش "سباحة بين الحروف"لكاملة بدارنة في اليوم السابع
القدس:31-1-2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الاصدار الجديد للأديبة الفلسطينية كاملة بدارنة ابنة قرية عرابة البطوف في الجليل، ويحمل عنوان"سباحة بين الحروف" وهو مجموعة خواطر وجذوات. وصدر قبل أسابيع قليلة عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، ويقع في 133 صفحة من الحجم الحجم المتوسط. مما يذكر انه سبق وصدر للأديبة بدارنة عدة كتب منها: *طار الطير-دراستان في الحكايات الشعبية الفلسطينية. * زخات المطر-مجموعة قصص قصيرة وقصيرة جدا. * ذات خريف- مجموعة قصص قصيرة وقصيرة جدا. والأخيرة سبق وأن نوقشت في ندوة اليوم السابع. ومما كتبه عنها الشاعر رفعت زيتون: بدأ النقاش رفعت زيتون الذي أدار الأمسية فقال: هذا هو الإصدار الثّالث الذي تناقشه ندوة اليوم السّابع المقدسيّة للكاتبة كاملة بدارنة. وفي هذا الإصدار وضعت الكاتبة بين أيدينا خواطرها وجذواتها الأدبيّة في قوالب رفيعة المستوى، سامقة الصّياغة، أنيقة الثّوب. جاءت الكاتبة اليوم بحلّة أدبيّة فريدة، مبنيّة على التّجربة الانسانيّة، تحملها على أكفّ ثنائيّات ومقابلات وتناقضات كانت الصّبغة الرئيسيّة التي على أساسها رسمت لوحاتها تلك. واختارت أن تكون عناوين كثيرة من هذه الخواطر تقوم كذلك على هذا التّصنيف من الثنائيّات، وكمثال على ذلك :(حزّ السّعادة ووخز التّعاسة)، (بين صفريّة الموجود ومئوية المنشود)، (اكتمال وتجزئة)، (جنّة الأمانة ونعيم الخيانة)، (جمرة وثلج)، وغيرها. وكأنّها بذلك تجعل من خواطرها مرآة للحياة القائمة على ثنائيّات مشابهة، كالخير والشرّ، والنّهار والليل، والحبّ والكره، وما إلى ذلك من مفاهيم. من يقرأ الإصدار الجديد للكاتبة يجد أنّه أمام كاتبة لديها مخزون لغويّ كبير، وتمكّنٌ من فصيح القولِ وبليغه، واحترافٍ في صياغة الفلسفة الخاصة بها بأسلوب يعيد للغة احترامها. فجزالة الألفاظ وتنوّعها شاهدة على ذلك والاشتغال على التّراكيب والصّور، رغم كثرتها والمبالغة فيها في بعض الأحيان، يؤكّد على مقدرتها على نسجِ وحياكة أثواب الجمال اللغويّ بيسر وبدون تعقيد، وبعفويّة أعلمها عن الكاتبة. عنوان هذا الإصدار " سباحة بين الحروف "، هو عنوان أحد خواطرها الجميلة، ولعلّه كان عنوانا موفّقا لأنّها في أكثر من خاطرة عمدت على تفكيك الكلمات الى حروفها الأوّليّة، لتعطي لهذه الحروف معانٍ خاصة – حسب تحليلاتها ومختبرها اللغويّ الخاص بها – لتجعل من هذه الحروف أمواج بحر تسبح خلالها كيفما شاءت، ومطلقة العنان لفكرها أن يغوص في الأعماق، وتبقى هذه المعاني مجرّد افتراضات اختارتها الكاتبة، ويمكن أن يفترض كاتب آخر عكس المعنى تماما، وهذا ما فعلته الكاتبة في المعاني التي اختارتها لكلمة " صديق "، في ( جنّة الأمانة ونعيم الخيانة) عندما تحدّثت عن الصّاد والدّال والياء والقاف في حالة رضا الصّديق وسخطه، وكيف سبحت بين هذه الحروف مدّا في حالة الحبّ، وجزرا في حالة السّخط، ولا أظنّ أنّها اختارت تلك المعاني بهدف تحديد دلالة ما للحرف بقدر ما أرادت لهذه الدّلالة أن تخدم الهدف الذي تريد. تناولت الكاتبة مفهوم الأمل وماذا يعني لها وتركت للقارئ أن يضع تفسيره الخاصّ كذلك عندما قالت " وهو وهو وهو ". تحدّثت كذلك عن الصّراع الأبديّ بين الخير والشرّ بأوجهه المختلفة، ودخلت إلى دهاليز النّفس البشريّة سابرة أغوارها بتعقيداتها الجمّة لتصلَ إلى حيث موضع الدّاء وتشخيصه لوصف الدّواء اللازم والشّافي. تحدّثت عن الفقد بأنواعه، فقد من رحلوا، وفقد من شاءت الأقدار أن لا يأتوا أبدا، ولعلّ أكثر ما يؤلم في هذا السّياق ما جاء في خاطرة برّ العقوق من استسلام لمشيئة الأقدار واعتبار ذلك بِرًّا لربّ العالمين على حساب عقوق لابن ما عقّ أمّه لأنّ القدر أقعده عن عقّها. تحدّثت الكاتبة عن أنسنةِ الكلمة وكيف يمكن أن تكون مرهما أو أن تكون سمًّا قاتلا في خاطرتها" كلْمٌ وكلِم". تحدّثت عن اغتراب النّفس لمن وصفتهم بزهرة اللوتس عندما يشعر أشباهها أنّهم في بيئة لا تنتج إلّا سخاما فكريّا ومسلكيّا. كثيرة هي الهواجس التي وضعتها أمامنا على مائدة مادت بلذيذ الحروف وازدحمت بفاكهة الكلام، وكثيرة هي الأمثلة التي عجّ بها الكتاب على جماليات اللغة وذكاء صياغتها وأختار بضع جمل للتّوضيح: - ص 11: ( محوّما حول نحل أمله، كيْ يحظى بعسله) - ص 11: ( الأمل حياة من نسج الخيال) - ص18 : (فقدّموا لك خمرة أجسادهم، في كؤوس الفداء) ص 24 : ( قد نحسُّ بصفريّتها، لأنّنا نريد مئويّتها) - ص58 : ( كأنّنا نأمر ديمة مشاعرنا باللحاق بهم، وإغراقهم بمطر محبّتنا) - ص 58 : (فها هو الموت يخطف منّا عزيزا، ويغّيبه في ساحات الغيب لنشعر بعد حين أنّه يرحل إلينا، وليس عنّا) - ص59 : ( يرحلُ الحبيب جسدا، وتظلّ الذّكرى دثارا يلفّ جسد المحبّ). - ص 72 : ( قمْ وارضع الحركة كيْ تعيد للحياة حبوها ثمّ جريها وبهاءها) ومثل هذا الكثير الكثير، هذا طبعا عدا عن الجذوات التي أختارت أن تكون في القسم الثّاني من الكتاب لتحتوي على حكم وفلسفات تلخّص تجربة انسانيّة طويلة، يظنّ القارئ صاحبتها أنّها بلغت من الكبر عتيّا. وقد ذكرتنا هذه الجذوات بكتابات الكبار الكبار من كتّابنا العرب، وليتها أكثرت منها وجعلتها في كتاب خاصّ بالجذوات. كان واضحا التأثر بالقرآن الكريم والحديث الشريف في طرح أفكارها، وفلسفتها، ومجمل أهدافها، ورسالتها التي أرادت ان توصلها للقارئ، وهذا ليس غريبا على كاتبة اتخذت من القرآن رداءً ومن الحديث دثارا لسلوكها وحياتها. كان هناك بعض الأخطاء التي أرسلت الكاتبة تنويها بها معتذرة عن حصولها في مرحلة الطّباعة وكعادتها تقول لا كمال إلّا لكتاب الله عزّ وجلّ. وفي الختام أكرّر ملاحظتي التي نوّهت لها في نقاش الإصدار السّابق من أنّ الإكثار من السّجع يوقع الكاتب في التّكلّف، وهذا يؤثّر سلبا على متانة النًصّ وبلاغته، وكذلك هناك تزاحم في التّراكيب في بعض الفقرات مما أرهق النًّصّ وضيّع شيئا من متعة القراءة، وهذه الملاحظة الأخيرة كانت في القليل من الفقرات. وقال جميل السلحوت: في هذه الخواطر تسبح كاتبتنا في بحر جماليات اللغة، وتكتب لنا فلسفتها الحياتية في بعض المواضيع، وواضح أن أديبتنا تملك ثروة لغوية، وتملك القدرة على صياغتها ببلاغة واضحة، وقد أكثرت من المقابلة"الضدية" مما أعطى موضاعاتها فهما أوسع يقربها الى ذهن القارئ...أما السجع عند أديبتنا فهو عفوي وغير متصنع.
وقال ابراهيم جوهر: تطرق الأديبة كاملة بدارنة في كتابها هذا باب الكتابة التأملية الفلسفية ذات الإيقاع البلاغي الذي يدل على قدرتها اللغوية وتمكنها من الكلمة بأبعادها الأدبية الموحية . هنا تكتب كاملة بدارنة نصا بليغا في لغته، إنسانيا في رسالته، صحيا في هدفه وهو يعالج واقعا مرضيا مأزوما في النفس البشرية والفردية. تميز أسلوب الكاتبة بالتركيز على فكرتها المعالجة، وبالاستطراد الذي يبدو أحيانا وكأنه يبتعد عن الفكرة ليعود إليها مجددا. إنها تهتم بإيصال فكرتها إلى قارئها بأدوات متباينة الشكل وهي تستخدم لغة بليغة تعتمد على التشبيه والاستعارة والمجاز والسجع. كما تعتمد على المقارنة والتضاد حتى في عناوين نصوصها المنشورة. حملت النصوص في بعضها روحا قصصية فيها الوصف والحركة والحوار. كما جاءت على العموم في قالب شعري الأداء ليخاطب عاطفة القارئ وعقله معا. ولم تبتعد كثيرا عن تجربتها الحياتية الذاتية . هذه تجربة للكاتبة تستحق الوقوف عندها وتمليها وتحليلها بعيدا عن القراءة الانطباعية السريعة. وشارك في النقاش عدد من الحضور منهم: سامي الجندي، ديمة السمان ومحمد موسى سويلم.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدون مؤاخذة- ما يجري في مصر مخيف
-
لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية
-
الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله
-
نقاش رواية ظلال متحركة في ندوة اليوم السابع
-
محمود شقير يمتطي فرس العائلة ويحلق في عالم الابداع
-
نازك ضمرة وظلاله المتحركة
-
نقاش ديوان-بيت المقدس في حيرة وصمت- في اليوم السابع
-
بدون مؤاخذة-عام مضى وعام يهلّ
-
الفرح القادم
-
شوارع القدس الحزينة
-
بدون مؤاخذة-يجب وقف الكارثة في سوريا
-
الخيال الواسع في قصة الأطفال -أولاد الحي العجيب-
-
مناقشة أولاد الحي العجيب في اليوم السابع
-
بدون مؤاخذة- وظلم ذوي القربى
-
ثنائية-بنت الأصول-الروائية لديمة السمان
-
السيّدة من تل أبيب في اليوم السابع
-
بدون مؤاخذة-بين الدولة القومية والدينية
-
لقاء الجماعات الثقافي في جامعة القدس
-
بدون مؤاخذة-لا يتعلمون من التاريخ
-
بدون مؤاخذه- نتنياهو يعرف ويفعل ما يريد
المزيد.....
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|