أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - بعد عامين .. الربيع يحرق الشعوب














المزيد.....


بعد عامين .. الربيع يحرق الشعوب


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل التضحيات الكبيرة التي قدمتها الشعوب العربية منذ انتفاضة تونس وحتى يومنا هذا جسيمة وكبيرة، ولكنها لم تكن تضحيات غير مبررة لكونها أزاحت نظما استبدادية لا يمكن إزاحتها بسهولة ودون تضحيات.
وهذه التضحيات لشرائح مختلفة من المجتمع جعلت البعض من المفكرين يطلق تسمية الثورة الشعبية، وهذا ما يجعلنا نفكر مليا عن نوع الثورات التي قامت بها الشعوب العربية.
الثورات ثلاثة أنواع: ثورة تحصد شهداءها وتبني بذكراهم تاريخها الجديد وتسير نحو المستقبل المشرق، وثورة تأكل أبناءها وتطحن رموزها فتضيع مستقبلها، وثورة تنتج الشهداء، وتمنح ثمارها للآخرين من الذين عادة ما يقفزون إلى هرم السلطة من جديد تحت مسميات عديدة وهويات جديدة وأيديولوجيات ظلوا يتنقلون فيما بينها حسب ما تقتضيه مصالحهم.
ووفق هذه التوصيفات، فإن ما يحدث الآن في مصر وتونس في مرحلة ما بعد إزاحة النظامين يمثل قمة القفز على الثورتين من خلال بروز تيارات وقوى وشخصيات تحاول جاهدة توظيف الحدث الثوري الشعبي لها من خلال ما تخطط له في جر الشارعين المصري والتونسي معا للتصادم والتناحر والتقاطع، فوجدنا في مصر مثلا استحضار الثنائيات ومحاولة إدارة الصراع بينهما من أجل إدامة حالة الفوضى وتمرير ما يمكن تمريره، ورغم أن هذا التناحر ليس وليد اللحظة الحالية ولكن نجد أن إثارته في الوقت الحاضر لا تصب بالتأكيد في المصلحة الوطنية للمصريين، وحتى محاكمة رموز النظام السابق في مصر تحت وطأة ضغط الشارع الشعبي لا يمكن أن تكون هي المخرج الحقيقي للأزمة التي تعيشها مصر. والحال ينطبق أيضا على تونس التي تراجعت وارداتها الاقتصادية بنسبة 51 في المائة في الأشهر المنصرمة نتيجة هروب السياح والاستثمارات السياحية معا، فضلا عن تعطيل الكثير من المرافق العامة.
لهذا نجد اليوم أن شعبي تونس ومصر يعانيان من البطالة التي تتفاقم، وفرص العمل تتضاءل وميكانيزمات الاقتصاد تزداد هشاشة، ورأس المال يكشف عن جبنه اللامحدود عبر هروبه للخارج، وخاصة أن أحدث التقارير الاقتصادية تؤكد أن أكبر مشكلة تواجه اقتصاد تونس ومصر تتمثل في هروب رأس المال، والسياسة تتحول إلى خبز يومي يقتات منه المتحزبون، ويلفظه الفقراء رغم حاجتهم إليه، ويتعقد الوضع الأمني الهش الذي يهتز من «هبة ريح» أيا كان مصدرها حتى وإن كان إشاعة، وهذا ما يجعل المواطن هناك يعيش حالة ضبابية للمستقبل الذي ينتظره.
وهذا يؤكد إن الثورات العربية تعيش مرحلة التخبط وقد تفشل في إدارة الدولة وفق مفاهيم الديمقراطية التي قامت من أجلها؟ لكن الهاجس الأكبر الذي ينتاب المواطن العربي يكمن في أن الأحزاب الموجودة في الساحة الآن سواء في مصر أو تونس هل قادرة على أن تكون أحزابا وطنية أم سنجدها تعزف على وتر الهويات الثانوية وقد تقود البلدين معا إلى حالة من التناحر الطائفي والجهوي والمناطقي من أجل أن تحقق هذه الأحزاب مصالحها الضيقة جدا التي لا تتعدى كرسيا ومقعدا في البرلمان والحكومة.. هذه المخاوف تؤرق أبناء تونس ومصر وهم يرون حالة الهستيريا والتشظي التي تعيشها النخب السياسية وحجم التقاطعات الكبيرة فيما بينها في مختلف المجالات.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتركوني أمشط شعر حبيبتي
- إخوان العراق
- عباءة أمي
- وإذا العراقية إنسحبت ؟
- لا إكراه في الشراكة
- الحُسين يجمعنا
- حلول ألأزمة العراقية
- الأنبار تحرق علم إسرائيل
- هل آن الأوان لتقسيم العراق ؟
- قدوري فاد بقرنا
- هل تؤيدون دولة كردية؟
- مسوكجي العائلة
- المطر وأجندات دول الجوار
- رزنامة أزمات 2013
- إنتخبوني رجاءً
- الدور الإسرائيلي .. المخفي والمعلن
- البطاقة التموينية والمبالغ النقدية
- أربيل والكويت
- متى يأتي الأسبوع القادم؟
- حجاج أردوغان


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - بعد عامين .. الربيع يحرق الشعوب