أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - الغيب ليس من شأننا -قصة قصيرة -














المزيد.....

الغيب ليس من شأننا -قصة قصيرة -


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


الغيب ليس من شأننا- قصة قصيرة
************************
عندما أخبرني "باتريك " أن "حسن " قد تم اعتقاله ، لم اندهش لأنني لا أعرف "حسن " هذا ، حاول بكل ما أوتي من تقنيات الايصال والتقريب والافهام ، لكنني قلت له ، يا باتريك : أنا لاتهمني الأسماء ، قد تجد اسما واحدا لملايين الأشخاص ، ما يهمني هو الأفعال . قل ماذا فعل يمكن أن أعرفه ،لأن الأفعال هي ما تميز الانسان عن الانسان . انطبع شيئ من الدهشة على محياه ، وظهر وكأنه يفتش في ذاكرته وخياله عن فعل يميز حسن هذا عن بقية الآخرين ، لكنه وبعفل تركيبة ذهنه الخاضعة للمقاربات الاسمية والفيزيولوجية ،انتفض قائلا وكأنه عثر على شيئ مهم :
- انه أخ مروان الذي نهب ذهب الصائغ قبل شهرين ، وما يزال هاربا ومبحوثا عنه .
ارتسمت صورة حسن في ذهني تلقائيا ، فحدث سرقة خمسة كيلو من الذهب كان حديث الحي والمدينة منذ الدقائق الأولى للحدث .
نعم الآن عرفت من هو حسن ، فهو يشبه أخوه كثيرا في المواصفات الفيزيولوجية والمورفولوجية ، طويل القامة ، قوي البنية ، كان دائما يمر أمامي بسيف الساموراي ، لا أدري ماذا يفعل به ، لكنه كان يحمله دائما بين يديه ، قبل أيام أحدث عاهة مستديمة لأحد سكان المنطقة ، لكن صاحب العاهة تنازل عن الدعوى في انتظار انتقام شخصي كما يشاع .
ولماذا اعتقلوه ،سألت باتريك ؟
أجاب في حماس لم أفهم دوافعه :
- في قضية السلفيين .
-لكنه ليس سلفيا .
-كل أبناء الحي في نظر المخزن سلفيون ، ولهم قائمة مفتوحة من الأسماء .
-لكنني سمعت أن لهم ثلاث قوائم مفتوحة .
-المهم أنه اعتقل على خلفية الانتساب للسلفيين .
- وهل أصبحت السلفية موضة العصر المخزني الجديد ، جاهزة لالصاقها بكل من سولت لهم نفسهم تصفية حساب ما معه ؟ ، وملء الملفات الفارغة ؟ ، كي يثبتوا انهم لا يتهاونون في عملهم . شيئ مضجر .
- يجب أن نخبر جمعيات حقوق الانسان .
ابتسمت ، وسألته بخبث :
-أليس لديكم جمعيات حقوق الحيوان ، ربما تكون أجدى في بلادنا .
رد علي بامتعاض وامتقاع شديدين:
-لاتسخر مني يا فؤاد ، فأنا جاد معك ، المنطقة تعتبر من البؤر السوداء في عرف هؤلاء الأنذال .
- وما شأني أنا ، أنا مجرد كاتب هاو ، أكتب ما يتماشى مع القيم الكونية والانسانية ، كما أتوهم ، ولا أهتم بالشأن المحلي ان كان لا يستحق الذكر أو الاشارة .
-لا بد أن نؤازر أبناء المنطقة .
راجعت صورة حسن هذا في ذهني ، وأجبته :
- سيطلقون سراحه قريبا ،
- كيف تقول هذا ؟ سألني والدهشة تملأ وجهه البيضوي .
-سيوظفونه لصالحهم .
-وهل تقرأ الغيب ؟.
-لا ، بل أقرأ التناسبات والمصالح ووظائف الكائنات في الوجود .
بدا على باتريك نوع من الريبة مني ومن قولي ومن مصطلحاتي ، لكن صورة وجهه أثبتت لي أنه اقتنع شيئا ما بكلامي .
دخلنا في نقاشات عامة ، وفي احوال المنطقة .
وبعد أقل من اسبوع التقاني باتريك صدفة في الطريق ،كان الوقت صباحا ، بين العاشرة والحادية عشرة ، استوقفني وقال لي :
-لقد افرجوا عن حسن ، واعتقلوا اثنين آخرين .
ابتسمت في وجهه ، وقلت له :
-ألم أقل لك ، ابتسمت وودعته ، لكنه استوقفني وقال :
-والله العظيم عندما سمعت الخبر ، وقفت عند كلامك كثيرا وانتابني العجب والحيرة .
ضحكت في وجهه وانصرفت لحالي ،تاركا باتريك يغوص في حيرته أكثر .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة بالوصاية
- أمطار الجحيم -21- رواية
- موت حزب الاتحاد الاشتراكي
- وصايا للغراب
- نضج الثورة المصرية
- أمطار الجحيم -20- رواية
- أمة جاوزت مدة حمل حلمها
- الفساد حالة طارئة
- ارحلوا عنا فقد تعبنا من مهازلكم
- أمطار الجحيم -19- رواية
- انتقام اليوطوبيا
- التفاحة لم ترث خطيئتها
- العاصفة والجعة -قصة طويلة
- اطار عام لقصيدة ما
- ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين
- دعاء التماسيح
- مزامير صامتة
- خايف ومش خايف
- أمطار الجحيم -18- رواية
- الديمقراطية الانسانية -3-


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - الغيب ليس من شأننا -قصة قصيرة -