أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمير على - ياللهول.. الطائرة تقودها إمرأة!














المزيد.....

ياللهول.. الطائرة تقودها إمرأة!


أمير على

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 02:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سمعت وقرأت كثيراً عن حوادث طيران عديدة حدثت فى سماء هذه المدينة الأوروبية التى كنت متوجهاً إليها.. حوادث تُحيكها طبيعة غاضبة تسلّط مناخها الحاد وعواصفها العنيفة, حتى أنهم قرروا إيقاف الرحلات الجوية إلى هذه المدينة وغلق المطار لفترة طويلة قبل معاودة الرحلات بعد أخذ الإستعدادت والتعاقد مع قائدى طائرات أشداء.
لكن كانت مفاجئتى بعدما صعدت الطائرة وجلست فى مقعدى أن أسمع صوتاً أنثوياً يأتينى عبر السمّاعة الداخلية للطائرة مُرحباً بالمسافرين ومعرفاً أو معرفة بنفسها على أنها كابتن الطائرة المسئولة عن الرحلة. وكنت الوحيد من بدا متفاجئاً, فالركاب الآخرين كانوا إما مسترخيين فى مقاعدهم أو آخرين ملّوا هذه الترحيبات المكررة بتكرار أسفارهم, فإنشغلوا بأمور أخرى.

"الكابتن كان واحدة ست".. وتخيلت وقتها لو كان مكانى شىء من تلك الأشياء المعروفة بيولوجياً بـ"الشيوخ"!
ورغم أفكارى وإستعدادتى الذهنية المُسبقة عن عالم مختلف تماماً عما شهدته فى مجتمع الجرذان الملتحية, تفاجئت.. أنا القادم من مجتمع ربما أصبح مؤخراً من حق المرأة القانونى أن تستخرج بطاقة إنتخابية وتشكل فرقاً سياسياً بصوتها (أو كما يفترض طبعاً قبل أن يعيد الأخوان المسلمون تحوير مفهوم العمل بالسياسة إلى جمعية مواد تموينية), من حقها أن تستخرج رخصة وتقود سيارة, من حقها إن أثبتت كفاءتها أن تصير مشرفة ومديرة (ورئيسة بلد؟! ليس بعد وربما ليس إطلاقاً), أو أن تصير قاضية (إلى حد معين لكنها على أية حال, تصبح عضوة بنادى القضاة وتحمل لقب قاضى)..
لكن يظل مشهد إمرأة تقود سيارة أمراً محط سخرية أغلب المجتمع الذكورى ونادراً ما تستقل تاكسياً مثلاً وتلمح إمرأة بسيارتها دون أن يتناهى إلى سمعك سخرية السائق منها وربما سبّها ولعنها لا لشىء إلا لكونها إمرأة.. ويبقى منظر المرأة المديرة أمراً مثيراً للغيظ لمن يعمل تحت مسئوليتها ومهيناً لشرف ذكوريته الوهمى.. وتبقى صورة المرأة قاضية أمراً مثيراً للإمتعاض وعدم الإرتياح للكثيرين ونذير شؤم!
والأسباب معروفة, إذ كيف تصبح ذات الصوت العورة والمنقوصة شهادتها وعقلها مديرة أو قاضية أو سائقة !!

لكن حتى هذا المجتمع الذى إعتبرناه أكثر حظاً بدأ بدوره يفقد هذا الحظ القليل بعد تمكن أعداء الحياة من الوصول للحكم وبدأ يقترب بإنحطاطه من مستوى مجتمعات لصيقة ترزح أكثر تحت نير ثقافة بائسة ودين أعرج. لا تزال تُـفضل قتل البنات فى حريق مدرسة بلا مبالاة بشعة ودون نية التفكير فى إنقاذهم, فقط لأن الدين أفهمهم أنهن عورة ولا يجوز دخول رجال المطافىء عليهن.. ولا تزال تفضل قتل البشر دون أن تقود إمرأة سيارة ربما تمكنها من إنقاذ حياة واحد من هؤلاء البشر فذلك أفضل جداً عند الله وعند إسلامهم.. ولا يزال كل إهتمامها بالبحث عن تلك الناشز وتلك الكافرة التى قد تعترض أو تلك التى تجرؤ على إرتداء زياً عملياً ومريحاً أكثر كالبنطلون مثلاً وتعاقبها بالجلد أو ربما بالقتل بما لا يخالف شرع الله لمنع فتنة قد تزلزل عرش الرحمن فيزلزل بدوره (أو بقدمه) الأرض..ولا تزال تلوم البنت على ملابسها وإتهامها بأنها السبب والمتهم فى تعرضها للإغتصاب والتحرش بها مع أنه حتى لو كانت عارية فلا يمكن تبرير إغتصابها إطلاقاً.
ببساطة وبأسف مرير, ثقافة تضع المرأة فى مكانة بين الإنسان والحيوان, وأقرب للثانية لكن حتى الحيونات أصبح لها حقوقاً أكثر منها فى كثير من البلدان!

وصلنا المطار بعد رحلة لم نشعر فيها بأى إهتزاز أو أى زلزلة ربانية للطائرة وحطّت الطائرة بكل سلاسة بفضل كابتن الطائرة المحترفة التى حياها الركاب بتصفيق حاد شاكرين لها و"مفتونين" بمهارتها خلال الرحلة قبل أن تظهر هى واقفة على باب الطائرة متبسمة تحيى الركاب وتودعهم.
وعندما عبرت بوابة الخروج, كان الظابط المسئول إمرأة وفى الخارج كان سائق التاكسى إمرأة وكانت الحياة تدور دورتها فى تناغم وهدوء وفوق ذلك, فى تقدم وتحضر لا تعرفه مجتمعات أوهمتها قيمها البالية وأفكارها الدينية أنها تحيا فى قمة المثالية رغم أنها تتنفس تخلفاً وتعيش هراءاً صافياً.
وغبت فى شوارع المدينة وأنا أسأل نفسى ماذا لو أن هذه الكابتن قد تربّت فى مجتمعنا, ماذا كانت لتصبح الآن بجانب أنها سوف تضع مصحفاً فى كابينة الطائرة كى يحميها من الفتنة ومن وساوس الذكور وإن نجت من إحتقارهم, هل ستنجو من إحتقارها الذاتى؟!!



#أمير_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الضعيف!
- وبدأ موسم الحج الأكبر على وجه الأرض
- أيها المغفلون, لو كان ربكم موجود وذى عقل, لبدأ بإبادتكم
- أفكار شاردة 1
- دولة العفن تسجن ألبير صابر!
- أبوكوا البنا مات (الفشلة تحلم بأستاذية العالم)
- أين العدل والمنطق فى محاكمة ألبير صابر؟َ!
- المسيح يُبعث زوجاً
- الإنسان أقدس من الإسلام ورموزه
- تحلّوا ببعض الخجل وأفرجوا عن -ألبير صابر-!
- إحتجاجات نُصرة أم إحتجاجات عُهر!!
- الشيخ عبد الله بدر وعرنوس الذرة
- -فى وقت ما, يوم الجمعة..-
- لماذا لا يتم إنتاج أعمال عن العصر المسيحى فى مصر؟!
- نحو ديانة كونية عالمية موحدة ( 1 )


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمير على - ياللهول.. الطائرة تقودها إمرأة!