أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - فيروس الاخونة...يهاجم مصر















المزيد.....

فيروس الاخونة...يهاجم مصر


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




فيروس الاخونة ... يهاجم مصر

عند الدخول إلى عالم الفوضى ..يصبح كل شيء مباح, حيث تنتهي الاعتبارات المنطقية والحسابية والأخلاقية ....وليست هناك قوانين ابتدعت بعد لوضع تصنيفات وتوصيفات ممكن الركون إليها عند اشتداد الفوضى وتصاعد حجم الخسائر البشرية والتي يكون فيها الخاسر هو من يمارس السياسة والصراع ويلتزم بالمبادئ الأخلاقية الثورية مع الآخرين الذين تبرر لهم مبادئهم استخدام شتى الوسائل وتطويع الدين لها خدمة لمشاريعهم في الاستحواذ والقفز الى سدة الحكم بدعوى ان (الضرورات تبيح المحصورات ) .وهم في هذا يمارسون الميكيافلية بأبشع صورها والانتهازية التي تتعارض مع قواعد وإحكام الدين الإسلامي .
إن الأمر الطبيعي الذي يجب أن يدرك هو ابتكار وسائل جديدة في الصراع تربك الآخرين وتجعلهم يعيدون ترتيب أوراقهم في كل مرة وبذلك فأنت تضعهم خلفك بخطوات وتكون المبادرة في يدك دوما وبهذا الأسلوب تستطيع أن تخضع الآخرين وتكسب جولات دون أن تجبر على تقديم الكثير من التضحيات .....كما إن التنوع في أساليب الصراع وفتح أفاقا للشباب في أن يبتكروا أساليب حديثة سوف تعزز ثقتهم بأنفسهم وتحقق نجاحات مبهرة وأنت بذلك تكسب وبسرعة.... قادة ميدانيين جدد ممكن أن يكونوا الرديف للقيادات الكبيرة في السن ,,,, الواجمة تحت جلودها المتيبسة .
تحديدا ما يحدث في مصر هو إن الإخوان قبضوا على السلطة... ويتوهم كثيرا من يعتقد أنهم سيتخلون عنها بانتخابات او باعتصامات أو بتظاهرات ...والسبب... أنهم يعتقدون أنهم أولى من غيرهم في حكم مصر وإنهم قدموا الكثير من التضحيات التي تجعلهم متقدمين على غيرهم إضافة الى أنهم يملكون ماكنة تنظيمية ذات قدرة هائلة على تزوير أية انتخابات قادمة في السنوات الثلاثون على الأقل . وهذا إضافة الى أنهم مطمئنين من ان لديهم الميليشيات والفصائل المدربة على القتال والاغتيالات ومجابهة أي تغير ممكن ان يحصل من قبل الجيش او القوى الديمقراطية الأخرى ... او أية احتمالات أخرى .
لم يعد خافيا ان أمريكا هي راعية تسليم السلطة للإخوان المسلمين في الدول التي شملها الربيع العربي , نتيجة تفاهمات سابقة ....أكدتها وثائق قد تم الكشف عليها مؤخرا في بريطانيا... وعلى ضوئها تم تسليم السلطة في بلدان الربيع العربي الى الإخوان طبقا لإرادة أمريكية وإسرائيلية ..
وهذا .يضعها في مواجهة تاريخية مع شعوب المنطقة التواقة الى الديمقراطية والحرية والتي عانت الكثير من استبداد الأنظمة السابقة . ولكن في قراءة سريعة لمجمل الإحداث ونتائج الانتخابات التي جرت في هذه البلدان نلاحظ ان انحيازا قويا من قبل تيار الإخوان الى الجماعات الإسلامية المتشددة وابتعادها عن الخطاب الوسطي مما يجعل هذه الشعوب في مواجهة هذه القوى المتشددة التي تحاول ان تفرض أجندتها على العالم الإسلامي .
د ونما منح اية حقوق عامة او خاصة لاي مكون سواء كان هذا المكون يختلف بالعقيدة او بالعرق... ناهيك عن احتقارهم للمرأة . التي تشكل أكثر من نصف المجتمع .مما ينقل هذه الشعوب وقواها الديمقراطية العلمانية والليبرالية ومنظمات حقوق المرأة الى أتون صراع من نوع أخر ...صراع سيكون لإثبات الهوية وانتزاع للحقوق بشكل أشرس مما عهدته شعوب المنطقة لان هذا الخصم يقتلك بمبررات الدين ويكفرك على هواه وأنت لا تملك الا ان تناضل مرتين مرة لإسقاط هذا الحق الإلهي من يديه ومرة أخرى لتنال حقوقك التي اتفق العالم كله على منحها للإنسان أينما كان .
وستدشن هذه الشعوب الدخول بمرحلة الفوضى على يد الأحزاب الدينية ولتحترق عقودا وأجيالا في صراع مؤلم ومحزن جدا ....يكون المستفيد منه في النهاية أمريكا وإسرائيل ....
وإذا ما أرادت القوى الديمقراطية الوطنية ان تختزل وتحرق مراحل الصراع على قوى الظلام المدعومة من قبل أمريكا وإسرائيل فعليها ان تبتكر وسائل للصراع تتفق وحجم التحديات الكبيرة ...ذلك ان العدو هنا اختلف في توجهاته وأساليبه مما يستوجب ان تتجه الإطراف الديمقراطية والوطنية الى تكتيكات مبتكرة وان تعطي للشباب دورا اكبر في القيادة والعمل ...وللمرأة مواقع متقدمة في العمل السياسي والاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني ...
ان إدارة الصراع بأخلاق الثوري الحالم لن تؤدي الا الى ابتلاع الشارع من قبل الإخوان المتغولين على الآخرين ....وهنا يجب ان ندرك حقيقة ان غالبية قيادات الإخوان هم ممن قضى فترات طويلة من عمره في السجون والمعتقلات ... هذا الأمر في الوقت الذي شد من ارتباطهم ببعضهم كما انه جعلهم يرتابون من الآخرين ولا يثقون بأي فرد او مجموعة من خارج الإخوان ...ولا يسمعون لأي صوت غير صوتهم المستنسخ عند الجميع ...فالكل يتحدث بنفس النبرة الخطابية المستعارة من السلف (كما يعتقدون) ولا يستمعون أبدا للصوت الأخر مهما يكن .... عاقلا وواعيا ...فهم مستنسخين بطابع واحد يميزهم عن الآخرين هم ولحاهم الغريبة العجيبة التي تتخذ إشكالهم المتجهمة .
لا بل الأدهى والأمر أنهم يحولون كل صراعاتهم السياسية مع الأخريين إلى صراع طائفي فهم لاماكن للمختلف عنهم مذهبيا ولا مكان للمختلف عنهم عرقيا...لذلك تجد خطابهم تحشيدي تعبوي موجه لجماهيرهم فقط ...محملا التاريخ أكثر مما يحتمل ...ينبش ليؤجج نار الفتن والأحقاد من جديد ...ليفرض على الأخريين تشدده كما فعل طالبان في أفغانستان
....وكما يفعل المتشددون الإسلاميين في السعودية والسودان ومالي والصومال وغيرها من المناطق التي تشهد تواجدا للإسلاميين المتشددين.
من المؤكد ان بعض الأنظمة العربية تتحمل المسؤولية الكبيرة في العنف الذي يشهده العالم ...ذلك أنهم بدلا من ان يكونوا خير امة أخرجت للناس ...كانوا خير امة في تمزيق وحدة الإسلام وابتكار المذاهب والمدارس المتشددة والتي لا تتناسب مع سماحة الإسلام وتطور المجتمعات وإنما تتطابق مع خشونتهم التي اكتسبوها من قساوة الصحراء ....رغم أنهم اليوم من أغنى شعوب الأرض قاطبة ....و شعوب تستخدم احدث ما أنتجه العلم والتكنولوجيا ....ولكن بعقول بدوية وأفكارا همجية تصدر أفكارا تكفيرية وفتاوى القتل بدم بارد .....وتغدق المليارات في سبيل نشر ثقافة القتل هذه....مما يستدعي الحاجة الماسة والضرورية الى التصدي الحازم من قبل القوى الوطنية الديمقراطية والليبرالية للوقوف بوجه هذه القوى الظلامية وإزاحتها عن السلطة مهما كانت التضحيات .والسعي لبناء الدولة الوطنية الحديثة المنفتحة على ثقافات الشعوب .والحريصة على إقامة دولة القانون والحريات العامة ...والمساواة بين الرجل والمرأة واحترام حقوق الأقليات ....
وللصراع الدائر بين القوى الديمقراطية المصرية والإخوان المسلمين الساعين إلى أخونة الدولة ...واستغلال الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد المصري تمهيدا لدخول الرأسمال القطري المرتبط بإسرائيل وسيطرته على أصول الدولة المصرية وخاصة قناة السويس لما لها من أهمية قصوى على امن إسرائيل وارتباط ذلك بسيناء والمشاريع الأمريكية والإسرائيلية المعدة لها ... نقول ان هذا الصراع له طعم خاص ونكهة مصرية ...
وليؤكد ان قطر هذه الدويلة الصغيرة والتي عقدت حلفا مع إسرائيل وأمريكا والتي لا يذكر لها التأريخ أية دلالة تحاول ان تبتلع دولة بحجم مصر... طبعا والملين المستخدم في عملية البلع هم الإخوان المسهلين ...وكما يقول المثل البغدادي (صار للخنفسانة حيل ... وتريد تركض وية الخيل )...
فالكل يترقب ويراقب.... ذلك إن نتيجة الصراع في مصر(الدولة العربية الأكبر) سيؤثر سلبا او إيجابا على الإحداث التي تدور في كل مناطق الوطن العربي التي تشهد صراعا بين القوى الإسلامية والقوى الوطنية الديمقراطية العلمانية والليبرالية . .من هنا فأن دعم ومساندة التيار الوطني الديمقراطي المصري هو من الأولويات الملقاة على عاتق كل القوى الوطنية الديمقراطية في العالم العربي.
ولابد لنا من ان نقول ....بعد أكثر من 65 سنة على قيام الدولة الإسرائيلية في فلسطين ... اكتشف أعراب الخليج أنفسهم ووجدوا أنهم يستطيعون أن يدمروا المسلمات العربية والإسلامية...التي تقف حائلا أمام إسرائيل وشرعيتها ...وأمنها... ففتحوا خزائنهم لمعاقبة الشعوب العربية الممانعة ......وجلبوا لهم كل عتاة الذباحين والقتلة ليرهبوا الشعوب العربية... وهذا ما يجري في سوريا اليوم ويحضر لحدوثه في العراق . وليفرضوا على هذه الشعوب مسلمات جديدة تجعل من وجود إسرائيل حقيقة واقعة مسلم بها ...



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ...والتحدي الكبير
- حديث الساعة المتأخر
- اللهم فاشهد اني حلمت
- جيكا
- سقوط القناع التركي
- لماذا الان ....وما الذي يحدث في الانبار ...؟
- جحوش الاخوان
- مصر ...تتأهل ..للدخول في مرحلة الفوضى الخلاقة
- عمر ... ورط ....مرسي
- حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟
- السيانيم
- عبد العظيم ....اشوكت اتحج.....؟
- عبد العظيم ... اشوكت ترتاح
- يحكم ...من داخل قبره
- بيدي ...لا بيد عمر ...؟
- بوتين ... وعودة التوازن
- طوب ابو خزامة
- الفرص الضائعة للعراق الجديد ...؟
- لماذا لا يتم تجاوز..... عقبة الاردن
- عودة السلطان ....رجب اردوغان


المزيد.....




- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - فيروس الاخونة...يهاجم مصر