أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فريد جلّو - -- في الذكرى الخامسة عشر لرحيل المربي والرفيق الشيوعي خيري يوسف الحيدر --














المزيد.....


-- في الذكرى الخامسة عشر لرحيل المربي والرفيق الشيوعي خيري يوسف الحيدر --


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 13:57
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تساءلت مع نفسي هل سأتمكن في هذه السطور ان اوفي حق ذلك الرجل الخالد عسى ان اقترب ولو قليلا من ذلك , واذا كان لابد من وصفه فإن جلّ الاوصاف تصغر امام اسمه ومع ذلك اخترت له وصفين : الاول النخلة فقد اعطى الكثير للاجيال من الطلبة كما اعطى الكثير لحزبه دون مقابل ومات وهو واقف بشموخ كالنخيل عندما يموت , أأسف لكلمة الموت فالموت هو للبشر الذي يمر في الحياة دون ان يضع بصمته وخيري قد وضع بصمات في هذه الحياة , اما الوصف الثاني فكان المنار نعم كان منارا يهدي الى الطريق الصحيح في احلك الظروف وعند اشتداد الظلام وتلاطم الامواج العاتية .
ولد في مدينة الكحلاء عام 1925 تلك المدينة التي كانت تغفو تحت ظلال نخيلها , من عائلة مندائية بسيطة تشتغل بالصناعات الحرفية , ومنذ نعومة اظفاره تحسس الاضطهاد المركّب , هيمنة الاقطاع والاستعمار فضلا عن الاضطهاد الاجتماعي والعزلة التي كانت تعاني منها الطائفة المندائية في المجتمعات التي تواجدت فيها , دفعه ذلك الى المثابرة في الدراسة حتى تخرج عام 1944 من دار المعلمين الابتدائية في بغداد وظلّ يمارس مهنته في التعليم حتى عام 1979 التي تخللتها فترات من السجن والفصل السياسي واخيرا اضطر الى احالة نفسه على التقاعد بعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها القوى الديمقراطية التي بدأت عام 1978 , وطبعا تعرض الى مضايقات شديدة هو وعائلته مما اضطر ابنته البكر الى الهجرة القسرية خارج العراق .
صحيح ان الدنيا صغيرة وسأروي حادثة في هذا السياق حيث سمعت بأسم خيري يوسف لاول مرة من ابي عام 1963 اذ كان آنذاك مديرا لمدرسة السراة الابتدائية في كرادة مريم وكان الراحل خيري احد معلمي المدرسة , جاء قطعان الحرس القومي يسألون عنه فأجاب والدي بأنه لم يحضر هذا اليوم بينما كان هو يدرس في احد الصفوف , وبعد رحيلهم ذهب إليه وابلغه بذلك وأخرجه من الباب الخلفي للمدرسة وانقطعت اخباره عن والدي .... تلك احدى محطات نضاله .
انتمى الى الحزب الشيوعي عام 1942 اثناء دراسته في دار المعلمين وما زالت عائلته تحتفظ بأول بطاقة عضوية له مكتوبة بخط الشهيد فهد , كانت انطلاقته الحقيقية عند عودته للتدريس في لواء العمارة كما يسمى آنذاك وبدأ نشاطه في اوساط الطائفة وتوسع بأتجاه الطلبة والكسبة والمثقفين حيث ساهم بخلق قاعدة جماهيرية واسعة هناك , ومن أبرز الشخصيات التي كسبها للحزب هو قريبه الشهيد ستار خضير عضو اللجنة المركزية الذي اغتيل من قبل جلاوزة البعث سنة 1968 , ولم يقتصر تأثيره على ذلك الجيل بل امتد للاجيال اللاحقة التي كان منها الرفيق الشهيد نافع صكَر الحيدر الذي استشهد عام 1984 نتيجة التعذيب في سجون المقبور ...لقد كانت حصيلة السجون والمطاردات والتعذيب امراض عديدة أخذت تنهش في جسده وكان يكابر ولايفصح عن ذلك حتى اقعده المرض واصبح تقريبا حبيس داره لذلك السبب ولكنه لم يستكين واستمر يقرأ كل مايقع تحت يده خصوصا مع الحصار الثقافي الذي فرضه النظام المقبور على المجتمع وحوّل داره الى مايشبه المنتدى يجتمع عنده الكثير من كبار السن في منطقة سكنه ليفتح معهم في كل امسية موضوعا اجتماعيا اوسياسيا او ثقافيا للحوار , وسنحت لي الفرصة ان احضر احدى تلك اللقاءات فوجدت انه يتعامل معهم بروح المعلم وقدرة رائعة على ايصال الفكرة مع التبسط معهم حتى انهم بكوه بمرارة بعد وفاته , وكنت كلما ازوره يسألني بلهفة عن الحزب وعن اخباره متصورا ان لدي اتصال آنذاك , وفي الحقيقة لم اصارحه بأن الاتصال مقطوعا او بالحقيقة متقطعا بين فترات متباعدة وانقل له ما اسمع من اخبار سواءا من اذاعة الحزب في كردستان او من المحيط الذي اتعامل معه او الاتصالات المتباعدة المتقطعة مع الحزب , ولم يغب عني وجهه الذي يستبشر وتفاؤله اللامحدود بمستقبل افضل ولم تنقطع زياراتي له حتى رحيله عام 1998 .
لقد نقلت لي ابنته ايمان ان لديه مقولة وهو يقينا صادقا فيها اذ يقول : اني لم ولن انحني الا لأشم رائحة وردة .
وأخيرا مصداقيتي لم تكتمل بصدد هذا الرجل الا اذا ذكرت دور زوجته ام حازم التي كانت نعم الزوجة ونعم الرفيقة التي تزوجته وهي في عمر السابعة عشر وكانت السند القوي له في كل الظروف الصعبة التي مر بها , تحملت معه وبدونه مشقة المضايقات والمطاردات من الاجهزة الامنية كما ربت ابنائه افضل تربية وكانت تتبعه الى السجون والمعتقلات اينما يكون , راعت حتى والدته وكانت عائلتهم متكافلة في دعمهم في محنهم ماديا ومعنويا ...
واخيرا وليس آخرا نفذت وصيته التي هي ارتداؤها لثوب احمر عند سقوط النظام المقبور وزيارة قبره بذلك الثوب كما كانت من اول من زارت مقر الاندلس بعد افتتاحه , ذهبنا معا واصطحبنا زوجتي واولادي , دخلنا المقر وكان آنذاك يقوم رفاقنا بترتيب الاثاث وعلت زغاريدها بهذه المناسبة اذ كانت هي الاخرى وصية ذلك النجم الساطع خيري يوسف .



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية الرجل في قضية المرأة
- للتذكير فقط .........الموت
- -- بغداد وجسورها والصور --
- أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟
- هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟
- -- البدعة --
- -- عيبت البصلة على الثومة --
- الثأثأة السياسية
- -- رجم الشيطان --
- عندما يكون العذر أقبح من الفعل
- من قطار الموت الى ساحة التحرير
- نداء


المزيد.....




- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...
- إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا ...
- حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا ...
- افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة ...
- الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان ...
- -ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني ...
- كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
- جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فريد جلّو - -- في الذكرى الخامسة عشر لرحيل المربي والرفيق الشيوعي خيري يوسف الحيدر --