أوسم وصفي
الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 13:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حركة الإخوان المسلمون وغيرها من الحركات الأصولية في تاريخ الأديان كلها رد فعل وليست فعلاً روحياً خلاقاً مبدعاً. إنها رد فعل عصابي متشبث بالماضي في مقابل انتشار الفكر التنويري العلماني.
كرد فعل لسقوط الخلافة وتحرك تركيا للعلمانية، قامت حركة الإخوان المسلمون. والأصولية المسيحية التي نشأت في بداية القرن العشرين منها مصطلح الأصولية أصلاً Fundamentalism كانت عبارة عن اثنى عشر كتاباً بعنوان The Fundamentals أي أصول الإيمان المسيحي. وهذه ليست "أصول الإيمان المسيحي" بقدر ما هي تمسك حرفي عصابي متشنج كرد فعل لحركة اللاهوت الحُر Liberal Theology التي بدأت في نهايات القرن التاسع عشر. صحيح أن اللاهوت الحرّ في أقصى درجات تطرفه تخلى عن أساسيات في الإيمان (وهذا تطرف) لكن جاءت الأصولية بتطرف معاكس فابتعد الاثنان عن بساطة الإيمان ورحابته.
الأصولية الدينية نوع من "العصاب" النفسي Neurosis والعصاب هو الإفراط في الدفاعات النفسية حتى لا يستطيع الإنسان رؤية الواقع. هذا يتأكد لنا في كل مرة يخطب الرئيس أو الشاطر أو بديع. تخيلت أن فكرة أن مظاهرات تمثال النهضة وصلت إلى 6 مليون (بحسب سي. ن. ن كما يقولون) هي فكرة أطلقها شخص بسيط من اللجان الالكترونية لكن راعني أن يرددها خيرت الشاطر نفسه. أدلة متوالية على العصاب الذهني والبعد التام عن الواقع. من لا يرى الواقع سيدهسه الواقع ، كما فعل مع مبارك وغيره من المنفصلين عن الواقع.
هذا العصاب كان موجوداً عند حسن البنا لكنه وصل إلى ما يقرب من الذهان Psychosis عند سيد قطب وذلك عندما ينفصل الإنسان عن الواقع تماماً وليس فقط يراه مشوهاً بسبب الدفاعات الكثيفة. أي طبيب نفسي يستمع إلى حلقة ابراهيم عيسى مع حلمي النمنم عن سيد قطب يكتشف أن قطب كان على حافة، أو دخل فعلاً فيما يمكن أن نسميه "الاضطراب الضلالي" Delusional Disorder تكفير المجتمع وجماعته (القطبيون فقط وليس كل الإخوان) هم المؤمنون بالإضافة إلى ضلالات اضطهاد رهيبة وشك في الجميع أنهم يريدون أن يقتلونه. المصيبة هي أن أغلب قيادات الجماعة الحالية "قطبية" وكل من هم ليسوا "قطبيين" تركوا الجماعة والقائمة يعرفها الكثيرون
#أوسم_وصفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟