أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجاح محمد علي - ماكان علي طعمة سنيا!














المزيد.....

ماكان علي طعمة سنيا!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 12:24
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أكتب اليوم عن علي طعمة، صديقي الذي عاش على الذكريات طوال ربع قرن من الفراق القسري بسبب هجرتي (ليس التهجير)، فقد ألتقيته مجددا في فندق المربد بالبصرة في أبريل نيسان 2003 بُعيد سقوط النظام السابق، وكان عرف بوصولي مع فريق قناة أبو ظبي، وزارني ليبقى معي ولم يغادرني أو يفارقني في رحلاتي الثلاث للعراق.

علي طعمة، الفتى المدلل لأسرته الميسورة (آنذاك)، كان أبوه رحمه الله، يحبه الى درجة أنه لم يكن يعترض عليه، عندما حول الفندق الذي كانوا يعتاشون منه، الى وكر لنا، نعقد فيه اجتماعاتنا السرية في مرحلة البناء والتغيير (مرحلية!)، وكان يؤمن لنا كل شيء حتى الكباب ولبن أربيل الشهير من المطعم المجاور للفندق في شارع الكويت.

علي طعمة كان سريع النكتة يحب الحياة ولم يدر في خلده أنه سيصبح عضوا في حزب سياسي معارض، حكم النظام على أعضائه بالإعدام بأثر رجعي، وكان يتستر هو على دعاة أعدم معظمهم، منهم سيد عدنان الموسوي وعبد الأمير البدري وشقيقي عبد الكريم ومحمد رحمن سلطان.

ولإنه كان شجاعا مثل خليل ابو الهوب آخر شقاوات بغداد العظام، فقد هب ذات يوم لنجدتي وخطيبتي الشرعية (يعني عاقدين)، وأنقذنا من الاعتقال، هي المحجبة بحجابين: مانتو وربطة وعباية، وأنا المفرج عنه حديثا من إعتقال البيعة بعفو زائف من صدام بعد إنقلابه على أحمد حسن البكر.

ما أطول عليكم السالفة، فقد أشبع علي أبو الهوب، رجال الأمن بوكسات، ولم يعتقل لأنه لفلف الموضوع بالخاوه. وقد رافقني علي طعمة لبيعة السيد الصدرالأول بعد اعتقاله الأول، وهو لم يكن مقلِدا له في يونيو حزيران 1979، واعتقلت أنا وفلت علي طعمة. هذا الصنديد الشجاع نجح في مراوغة رجال الأمن ومرتزقة الاتحاد الوطني لمنعهم من اعتقالي في الجامعة، وقام بلفت انتباههم له، وهذه المرة شبع بوكسات: هم يضربونه وهو يرد عليهم وصار الدم للركب، فقط لكي أنجح أنا في الإفلات من الاعتقال الأخير الذي لم ينج منه الكثيرون، وكان النظام يسلم جثث من يعتقلهم لذويهم في تلك الفترة بسرعة قياسية، لكن علي طعمة الذي اعتقل بسببي لانقاذي، نجح في الحصول على حريته بعد أيام من التعذيب والسؤال عني، فقد اقتنع الجلاوزة أن حزب الدعوة لا يمكن أن يضم في صفوفه.. سنيّا.

إذاً علي طعمة السني ترك البصرة بعد تخرجه من كلية الهندسة، وأقام في بغداد حيث عمل في بيع علب "البيبسي كولا"، هربا من المساءلات الأمنية الى أن سقط النظام. أراد علي طعمة خدمة العراق الجديد من خلال اختصاصه كمهندس كهرباء، ورشحه مقر حزب الدعوة في البصرة قرب جسر المحافظة، لتولي منصب شرطي بشرط حصوله على تزكية مني، واتصل بي علي طعمة من المقر أمام المسؤول لكنني بدلا من تزكيته، تشاجرت مع المسؤول وخرّبت السالفة. شرطي؟!..

وبعد عناء ووساطات وروح وتعال واتصالات، نجح علي طعمة في الحصول على عمل في وحدة المشاريع التابعة لمحافظة البصرة بجهود مباشرة من صديقي الراحل المحافظ الأسبق محمد مصبح الوائلي، لكن البعثيين المسيطرين حتى الآن على كل شيء في العراق الجديد، تمكنوا من إقالة علي طعمة بتهمة أنه "نزيه" عرقل عمل الوحدة لأنه رفض الرشوة.

علي طعمة الذي لم يكن سنيا كما لم أكن أنا شيعيا، كان يأوي في فندقه قبطيا فارا من مصر السادات، وآوى أيضا اسلاميا من نفس البلاد، وعرفني عليهما فأخذتهما الى صديقي الداعية الشهيد عباس الإمارة ليعملا عنده في شركته للمقاولات، لأنهما غريبان.

ولن أنس أنه عرفني على إيراني فارسي دخل البصرة بطريقة غير شرعية ليذهب الى النجف ويلتقي الزعيم الإيراني آية الله الخميني عندما كان يقود ثورة إيران، وساعدنا لتحقيق هدفه.

علي طعمة اتصلت به صباح الجمعة ليرسل لي مبلغا من المال احتجته لتمرير بعض شؤوني. رد علي بصوت خافت:

- ضغطي منخفض ورأسي يدور بي، ادعو لي أنهض من الفراش وأقترض لك المبلغ وأحوله لك.. وقبل أن أشكره انقطع الاتصال.

لأن علي طعمة مات!

مسمار:

إذا كان لا بد لك أن تموت، أرجوك أن تسأل إذا بالإمكان أن تأخذ معك صديقا.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواليت شرقي!
- وزير الدريل !
- البوعزيزي الإرهابي في العراق !
- عمّو شوقي وأنا !
- لستُ سُنِيَّا!
- أسود الرافدين!
- لستُ شيعياً... ؟!
- تعالوا نشمّ !
- ربيع سنّي في العراق!
- أولاد صبحة !
- فليسقط الوطن!
- ربيع الحمار !
- بصل عراقي !
- تي رَشْرَشْ تي رَشْرَشْ!
- البستوكة !
- صور الإمام علي !
- نعاج الشيعة!
- الغرقانة .. فيلم للكبار فقط !
- آلام السيد المسيح !
- شيش كباب كردي !


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجاح محمد علي - ماكان علي طعمة سنيا!