عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 00:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
( أيتانا الراعي يحمله في الفضاء نسر قوي
كلاب الماشية تحدق في أجواء السماء
وقد حيرها اختفاء سيدها )
رقيم بابلي
تكوين فوضي ونسق مغلق ، عالمنا المرئي الخجول في داخل ذاته ، تشويه قابع في أعمق المفاصل ، صحراء تنعتق من العالم المحيط بها إلى عالم من صنع طفل مصاب بالتوحد ، ( إني سقيم ) ، كم هو الشعور معقد ذاك الذي يمر به الكائن الذي نصفه كذبة ونصفه الأخر هيولي ينتظر التشكل ، وبقى ( سقيم ) وأورثنا سقمه من جيل لجيل ، يا ليته أورثنا شيء أخر ؟!
الأزمنة تنشد الآن أكثر شفراتها تعقيدا ، الأزمنة تحطم الثورة وتحطم المرأة ، الثورات تتحول لمقاصل لأجنتها .. الأزمنة تعلم النساء أن الموت لا يأتي على شكل دفعة واحدة ، بل يأتي على شكل حلقات وهالات سريالية ، خريف متدرج قاتم اللون ، تجلس وحيدة الآن مع ذكرياتها ، ذكرياتها فقط !! كومة من بشر حولها ، يعتقد أنهم أبنائها ، ينتظرون موتها سريريا في غرفة الإنعاش ، حتى يلحقوا في الركض خلف الخبز ، ينتظرون أن يلتهمونها وكل جيوبها المثقلة بالذكريات .. الثورة تتحول عبر الساعات والأيام ، تحولات سريعة من كرنفال ماطر من الأكاذيب والوعود التي لا تتحقق نحو بحر من الفوضى والظلمة المعادة تدويرها عشرات المرات في العقل المجوف ، الشعارات تتبدل بسرعة عبر الزمن ، الشعارات تتحول من بياض إلى مقاصل .. يقتلني ويقتل الثورة والمرأة والزمن طريق تؤدي لباب وحيدة ، باب مكتوب في أعلاها : السماح لمرور شخص واحد ، من سيمر ؟
الزمن يخدعنا ، ينساب مجددا نحو كذبة جديدة ونبقى تافهين حمقاء مثل البهائم ، بهائم الله .. الزمن يخدعنا ولا نحفظ ابدا شكل المصيدة ، من غير الفئران تشبهنا في هذا ؟؟!!
( الزمن لا يحطم إلا أثنين : الثورة والمرأة )
اختفى كل شيء والزمن هو نفسه ، والمقبرة لا تشيخ ولا تفنى تسكنها طيور جريحة ، بقايا أرواح هنا وهناك ، لم تجد شيء في الأعالي ، وبقت حكايا في فم سيدة توزع الزهور في المقبرة ، سيدة فقدت أطفالها في الثورة
( وكما خربت حياتك هنا في هذه الزاوية الصغيرة ، فهي خراب أينما ذهبت )
كافافي
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟