أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - الإعلام و المزز














المزيد.....

الإعلام و المزز


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 16:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كنت أقوم بحوار صحفي مع أحد الإعلاميي العرب ، و ما إن أنهيت الحوار و تحدثت على تجربتي في التدوين الصحفي و العمل النضالي و ذكرت ما قرأته على روزا لكسمبورغ و جون جوراس و في قلب فخري بنضالات الحركة الطلابية في تونس ,,,, قال لي ذلك السؤال الوجودي : كيف لبنت مثلك أن تقضي وقتها في العمل الميداني ؟ إستغربت السؤال و قلت في نفسي هل لي إعاقة جسدية ؟ أو ربما كنت مختلة عقليا فرفع الله عني القلم و لا حرج عليا أن لم ألبي نداء الوطن .
أجببته بأنني مؤمنة بقضية الحرية فأجابني الزميل الإعلامي : ما تتحدثين عنه مخالف لطبيعتك كأنثي و أعذرني كفتاة "مزة" ... و ما إن قال تلك الكلمة مزة إشتعل تنور بداخلي و هجت و مجت و صرخت أنا مش مزة ....أنا زميلتك . فأجابني : مادهاك ؟ أنا قلت ما رأيت أنت رائعة و أستغرب أن يضيع عمرك في الحديث عن الثورة و السياسة هذه مواضيع تؤرق أنوثتك ...
إبتسم وغير الموضوع ، و في ضحكته رأيت إنتصارات إستضعاف الشرق للنساء . رأيت وجه أمي و هي تنتظر الإذن من أبي للخروج من البيت ، رأيت بكاء أختي عندما يتم منعها من الخروج ... نظر في في عيناي.... و لكنني لا أعرف الخجل ، لم أغير إتجاه نظراتي بل إبتسمت و إعتبرتها مجاملة في غير محلها و واصلت حديثي معه .
وزاد يقينني بأن الوسط الإعلامي العربي لا يراني كإنسانة و لي الحق في أن أشارك و أرفض و أعارض ..فالوسط يستنكر لو تحدثت أنثى عن الواقع و ذكرت المستقبل ... فأنا في نظر المشاهد و الزميل و العامل ذات جسد مثير، إعلامية برتبة مزة .
و تقسيم البرامج يكون دائما حسب شكل المذيعات ، مثال حسب الصدر المتستدير وجب عليها أن تقدم برامج حول المبيعات و المحلات ، ومع أحمر شفاهها فهي تقوم بإعلانات تجارية .. أما التقارير خفيفة في دائما متماشية مع أنغام تحرك خصرها.
يعود ذلك لطبيعة صوت النساء الذي يعتبر نشاز في برامج الفكر و السياسة و الأدب و الثورة ، فالأنثى يناسبها أن تكون خفيفة الظل ، صورة للجمال و للحياة ، وجودها للتسلية فقط ، من أجل ذلك توكل إليها مهمة مراسلة في المؤتمرات الفخمة لتلبس ذلك الكعب العالي و تتبختر مع الكاميرات و لتعطي إبتسامة لأحد المسؤولين ليقدم لها تصريحا و ينتهي الأمر أو تكون مقدمة برامج أطفال ، أو معدة في برنامج إجتماعي بحت .
سمعت مرة أحد الزملاء يقول :" النساء خلقنا سكنا لنا" فرد أخر : "هن زينة الحياة الدنيا " فإستغربت التناقض .. هم نفس الأشخاص الذيين يصدعون أذاننا بالحديث عن نصف المجتمع و المساواة و التفاخر بالمشاركة السياسية للمرأة ...
الأقنعة خلف الكاميرات و الأستوديوات الفخمة تسقط جميع الأقنعة و فتظهر الوجوه الحقيقة و ينسدل الستار عن شرق إصطياد النساء ...
في الكواليس يكثر الحديث عن "بروفيل " المذيعات .. و في ذكر البروفيل لا يقصد طبعا السيرة الذاتية أو الكفائات المهنية أو ربما الحضور أمام الشاشة ... الحديث يدور حول الأجساد و الروح الخفيفة و أحمر الشفاه و طلاء الأظافر و الخلفية التي تتمحور حولها أغلب النقاشات و الأراء والمقترحات ... فهي زاوية المصور و مطلب المشاهد و هي أساس بطاقة هوية المزة .
ألا يقال أن لكل نجمة إعلامية خلفية ؟ إلإجابة : أه طبعا . و في عالمنا العربي لا يقصد بالخلفيات المراجع الفكرية و المدارس السياسية: إسلامية أو ليبيرالية أو قومية أو تروتسكية ,,, الخلفيات هي أشياء مستديرة .. مربعة .. مستطيلة .. يقسمها خط يظهر مع البنطلون ، و لكل بنت حواء خلفية تتميزبها. .
و إعلامنا العزيز يسلط الضوء على الخلفيات من أجل ذلك نرى الجميلات هن أنجح الإعلامايات و هن على صفحات المجلات و لا أقصد هنا ان كل إعلامية حققت نجاحات بفضل خلفيتها و إستدارة صدرها .
نعود للمزة ... التي لا تمنح لها الفرصة إلا في كتابة تقارير عن القطط و الكلاب و أخر موديلات اللباس و ما تشتهيه الأنثى و ما يلزم الطفل الرضيع و ما يجب أن يقدم من نصائح في برامج صباح الخير يا وطن و نشرة قناتنا الفنية و إلى أخره من برامج المنوعاتية التي تأتي على هامش الجدول .
تجد الفتاة نفسها متورطة في غرفة المكياج و أمام مصمم الأزياء , فهي حاملة لصورة القناة التي تعمل فيها بين تنورة قصير و فحتة في الصدر و بياض في الوجه تتحول البنت إلى مزة و تتقدم إلى الأستوديو حيث تتواصل مع المعد الذي يلقنها الأسئلة و يقول لها متى تبتسم و متى تضحك و كيف تستدير للشاشة.
و بوجهي الأسمر و شعري الأشعث و بطلوني الجينز و جذائي الرياضي أناضل ضد صفة المزة ، حتى لا تتسلط عليا تلك السلطة الرابعة ... و تجعل مني جزءا من الديكور .. و تغير تقاسيم وجهي .. إني أحمل عرق الكادحات و على يدي أثر حقيبىة سفري .. تعب الإغتراب الذي يحمل وجع شعبي و أغاني تونس الخضراء ... لتبقى قرطاج عصية أمام صيادي الغزلان ...



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آتاي إما
- إلى سجين إرميل
- بين الحب و الجنس
- خطاب تيزرزرت
- لا ترضي دور البديل
- دور البديل
- حروف الوجود
- أنا إمرأة
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني
- ملامحي تونسية
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى
- ربيع العنقاء


المزيد.....




- المحكمة العليا في بريطانيا تقضي بأن المرأة هي الأنثى بالولاد ...
- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...
- بريطانيا.. المحكمة العليا تقرّ أن المرأة أنثى بيولوجيا فقط
- المحكمة العليا البريطانية: المرأة قانونيا هي المولودة بيولوج ...
- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - الإعلام و المزز