أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - جمهورية الدولمة ؟














المزيد.....

جمهورية الدولمة ؟


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان ذلك حديثاً شيقاً مع إحدى الصديقات العزيزات وعبر القارات والمحيطات وكان القاسم المشترك لحديثنا عن الغربة والوطن وهموم المساكين في عراق السياسيين ووعاظهم الفاشلين .. وأخذ الحديث جوانب مختلفة حتى كان عن الأكلات ا
العراقية وإصرار العراقيين في المنافي على الإحتفاظ بها كأكلات عراقية معروفة وتراثية .. وهل أن أكلة الدولمة هي أكلة عراقية بإمتياز أم قد دخلت إلى العراق ضمن الأجندات الأجنبية وفي فترة من التأريخ وما أكثرها في عراقنا الديمقراطي .. وقد تكون إدخال الأجندات السياسية الغريبة إلى العراق أكثر خطراً من إدخال الأكلات لأن تخمة الفكر أقسى وأشد ضرراً من تخمة المعدة .
والظاهر أن هذا الحديث قد راقت كثيراً للصديقة وإسترسلت تستعرض قابلياتها وإمكانياتها وإجادتها في تركيب وترتيب الدولمة وطبخها وأكدت بأن الدولمة أكلتها المفضلة وعندما يسمع أهل البيت من الأولاد والبنات بالدولمة في يومهم تغمرهم الفرح حتى يبكرون في العودة إلى البيت لكي لا تفوتهم هذه الأكلة وهي حارة وشعارهم عاشت الدولمة .. أما زوجها المسكين فإنه في أعماقه لا يحب الدولمة ولكنه لا يريد الطيران خارج السرب بل يبدي إعجابه وفرحه بالدولمة ويأكلها بشهية ولكن على مضض وبين كل مضغة وأُخرى يهز رأسه ويدندن دلالة على الرضا وهو في أعماقه يهتف تسقط الدولمة.
وضمن حديثنا أبديت للصديقة بعدم رغبتي في الدولمة وبأنني من الذين يرفعون صوتهم عالياً أمام زوجته بأنني لست من عشاق الدولمة وفي اليوم الذي يكون غدائنا دولمة أعلن حرباً بدون هوادة .. ثم إسترسلت الصديقة في حديثها عن الدولمة لكي تشجعني على الإنسجام مع الدولمة وأكدت بأن هناك دولمة من ورق العنب أو العريش والنوع الثاني من اللهانة والآخر من الخضروات المشكلة من الطماطم والبصل والبازنجان .. وأكدت بأن كل هذه الأنواع الثلاثة لا بد من إضافة الفلفل والبهارات وبعض المطيبات لها لتطيب نكهتها وقالت بأن وضع عصير السماق على الدولمة بأنواعها الثلاثة مسألة لا تحتاج إلى مناقشة وحتمية طبخها على نار هادئ .
وعندما كانت هذه الطباخة الشاطرة تتكلم عن الدولمة .. فكرت في المشهد العراقي بكل جوانبه السياسية والإجتماعية والإقتصادية وكم هو قريب من وصف صديقتي للدولمة .. وتذكرت ثلاثة من أصدقائى الأول منهم كردي يموت في أكلة الدولمة بورق العنب والثاني من جنوب العراق له رغبة شديدة للدولمة بورق اللهانة أما الثالث فمن مدينة الموصل وكم يرغب الدولمة المشكلة من الخضروات .. وأنا كنت أرفض الدولمة بكل أنواعها وأذكر أصدقائي بحكمة إيرانية طريفة عن الدولمة وهي أن أحدهم قال أكيد هناك في الدولمة فخ ولغم وإلا لماذا كل هذا اللف والدوران.. ثم أقتربت أكثر من المشهد لأُخمن بأن السماق كان العامل الأساسي لكل التغيير الذي جرى في الوضع العراقي .. والنار الهادئ ذكرتني بسياسة الدولة الاُولى التي إسعمرت العراق في العشرينات من القرن الماضي.. وأكيد الفلفل والبهارات إذا زادت عن حدها المعقول تجعل من الدولمة غير مرغوبة وهي الأجندات الأقليمية في العراق .. وأنا الذي أرفض الدولمة بكل أنوعها وأعلن ذلك على الملأ .. فأنا أُمثل من يحلق خارج السرب .. ولا أنسى هذا المسكين زوج صديقتي الذي سلم أمره للطباخة وهو يمثل الشريحة الكبيرة من أبناء شعبي المسكين حيث يسلمون أمرهم لكل جلاد ودكتاتور .. والطباخة وأولادها وبناتها يغمرههم الفرح من أكل هذه الدولمة وهم يمثلون المنتفعين والطبقة الجديدة في العراق الديمقراطي .



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه هي جمهوريتي ؟؟
- عند أبواب سوسة
- بين الدين والحب ؟؟
- مملكة الحب
- قلب إمرأة ؟؟
- الحب كما عرفناه ؟؟
- ليلة حب كردية
- الرهان على الحب
- هكذا يكون الحب
- قناديل الحب
- همسات القلب
- بغداد ومني هذا العتاب !!
- مرة أخرى .. الإسلام في الميزان بعد مجيء الإخوان في مصر
- بين نيسان ونيسان أين أصبح العراق ؟
- سيادة اللواء لا يعرف القراءة ولا الكتابة
- الذكرى الثانية لرحيل الكاتب والإعلامي الكردي سكفان عبدالحكيم
- عاشت السلطة الرابعة إلا في وطني
- مفهوم الدولة في قريتي وفي وطني
- رحل الأمريكان.. فماذا أنتم فاعلون ؟؟
- همسات بين الإحتلال والتحرير


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - جمهورية الدولمة ؟