أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب














المزيد.....

مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


هناك ساحات للمعارك المادية وساحات للمعارك الفكرية، ولا شك فى أن الحياة تسع الاثنان، ولا تشكيك فى أن المسرح مرآة تعكس حياة الإنسان، ومن حق كل إنسان أن يختار طريقة دفاعه فى معاركه الخاصة، وقد اختار المسرحيون الكيان المسرحى للتعبير عن هويتهم الإنسانية والوطنية والفنية، والتى تحمل فى طياتها رسائل عدة تصل للجمهور بصدق يقينى كما من ثمر إيمان مؤمن بعقيدته بقدر صدق الفنان، وكان لمسرحية "العملة" صدى واسع فى الاستخدام الصحيح للفن فى مواجهة المجتمع، فقد صرحت بمشاكل تحكمت فيها مشاعر يغلب عليها التعصب والتشتت والتناقض فى محاولة احترام الآخر والاحتماء بالذكريات، وقد سعت لإيجاد النقاط التوافقية الايجابية التى تجمع طائفتى المجتمع بعد أن واجهت سلبياته الطائفية بصدق.

العناصر الفنية تعكس هدف الفكرة

يذكر الكاتب والمخرج المسرحى اشرف عبده القائم على العمل، أن مسرحية العملة هى عمل درامى يلقى الضوء على التعصب بكل ألوانه بين أبناء الوطن الواحد، هذا الظاهر فى التعصب الرياضى والتعصب الدينى، مشيرا إلى أن عنوان المسرحية يؤكد على أن أقباط مصر مسلميها ومسيحييها وجهان لعُملة واحدة تمثل مصر، وأنهم يعانون نفس الآلام ولهم نفس المصير، لذا فقد تم تقديمها بأكثر من فريق وعلى خشبة أكثر من مسرح، وقد قام بها فنانون من المسيحيين والمسلمين المؤمنين بحقيقة الفكرة.

واستكمل انه كتب النص على نهج المذهب الكلاسيكى الحديث، حيث البعد عن الألفاظ والأداء العنيف، كما استخدم التعبير الحركى كالاستعراض الذى جسد الشجار بين شباب الأسرتين، ووظفه ليعبر عن عمق انفعالات الشخصيات وتصاعد الأحداث بشكل مختلف، والذى استعان فيه بأقنعة حيوانات ليرتديها كل منهما، دلالة على تحول الإنسان إلى وحش حين يلجا للعنف ولا يستخدم عقله بالشكل الكافى، وفيه لم يستخدم أداء حاد فى الشجار، أو التعبير عن الإصابات بلون الدم حتى لا يحيد عن المذهب الفنى المتبع.

فكرة المسرحية

وذكر أن أحداث المسرحية تدور حول رجلا باع شقة واحدة لأسرتين، وفُرض عليهم أن تعيش الأسرتين فى هذه الشقة، وبعد ذالك اكتشفوا أن أسرة مسلمة والأسرة الأخرى مسيحية، وبعد مشاورات اتفقوا أن يعيشوا سوياً فى هذه الشقة، مع مراعاة احترام عادات وتقاليد ومعتقدات البعض، وبالفعل اقتسموا الشقة بينهم وكل أسرة استقلت فى نصف شقة، واستمرت حياتهم طبيعية وسوية إلى حين، حتى جاء لهم زوار أغراب مجهولى الجنسية والديانة، حاولوا بكل جهد أن يقيموا الفتن بين آباء هذه الأسرة ولكن الآباء رفضوا بشدة الاستماع لهم وأحبطوا مخططاتهم، بل نجد كل أب يطرد هذا الزائر الغريب من نصف شقته.

فقرر الأغراب أن يدخلوا مرة أخرى من خلال شباب العائلتين، ولكن للأسف هذه المرة نجحوا فى بث روح الفتنة بين الشباب المسيحى والمسلم، ومن ثم يحدث نزاع بين الشاب المسيحى والمسلم، ينتهى بأن كل منهم طعن الآخر بسكين وسقط الاثنان، ناظران لبعضهم البعض فى دهشة وتساؤل ماذا فعلنا ببعض؟ وفقدا الوعى.

فأسرع الآباء إليهم وكل أب يحمل ابنة على ظهره وهو ينزف مسرعا به إلى المستشفى، وجلست الأمهات باكيات مصليات إلى الله الواحد، طالبات الشفاء وإنقاذ أبنائهم من هذا الحادث الأليم، وبعد قليل جاءوا الآباء من المستشفى دون الشباب، وقالوا أن الأبناء لهم فصيلة دم واحدة، ولم يكن بالمستشفى دم يكفى الاثنان، فكان لابد من التضحية بواحد من اجل أن يعيش الآخر، وهنا صرخت الأمهات خوفا كل منهما على ابنها هل هو حى أم ميت، وما هو قرار الآباء فى من يستحق العيش ومن يستحق الموت، وكان الحى بالنهاية هو الوطن الذى رأت فيه كل أم ملامح ابنها.

المسرح ميدان ثورته

ويذكر اشرف انه كتب هذا العمل بعد أحداث ماسبيرو حيث تمزق قلبه لما حدث، ويشير إلى أنه لا يعرف كيف يقود مسيرات أو يهتف بالشوارع أو يدعو لمظاهرات، إنما يرى أن الله أعطاه موهبة تتيح له الفرصة للتعبير، وانه مع الفريق يسخرون مواهبهم جميعا لإحداث فرقا ايجابيا بطريقتهم الممكنة لهم والتى يتفهمها الجمهور، والتى من خلالها يحزنون ويغضبون ويثورون، ويطالبون بحقوقهم الخاصة وبحقوق وطننا، مستشهدا بحقيقة أن الفن رسالة، ويؤكد على أن المسرح هو ميدانه الوحيد الذى يقبل ثورته.

وأخيرا ينوه بأن هذا العمل كُتِب من اجل توعية الناس عن أهمية الوحدة الوطنية، مؤكدا على أن من يدمر هذه الوحدة فهو يدمر الوطن بلا شك.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان
- سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان
- لجنة الرصد والمواجهة تتصدى للتعديات على الآثار
- مجتمع يزرع الدود
- طوبى لمن كفر بإلهٍ زائف
- راسبوتين يتحدى الثورة
- مؤمن وملحد كلاهما حزين
- سأحيا حتى الموت
- نضال يسوع
- استغلينا أنفسنا بالصمت
- احدب نوتردام واحدب مدينتنا
- مناقشة الدستور المصرى الذى نريد ومطالبات بحل التأسيسية فى مك ...
- مَن قتل توم وجيرى؟!
- -تآمروا على طفولتى- إهداء إلى أرواح الأطفال ضحايا حادث قطار ...
- فى إحدى لقاءاتى الروحية
- ارض وأقدام وروح
- حركة الفرق المسرحية الحرة تطالب بدعم وزارة الثقافة
- مازلت أتعلم الكتابة
- انتفضى أنتِ وحريتك ستعيش


المزيد.....




- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب