أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - بهاء الأعرجي والمصباح السحري














المزيد.....

بهاء الأعرجي والمصباح السحري


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بهاء الأعرجي والمصباح السحري
رحمن خضير عباس
لا أعتقد بان النائب بهاء الأعرجي قد عثر – فجأة - على مصباح سحري . وحالما فركه حتى طاب له ان يطلب من المارد ثروة تقدر بالمليارات . ابني عدم اعتقادي لسببين : اولهما اننا تجاوزنا سحر الف ليلة وليلة , وسحر بغداد القديمة , التي كانت عاصمة العالم , لم يبق شيء يذكرنا بماضيها التليد سوى تمثال كهرمانة , التي تصب الزيت على الأربعين حرامي . ولأن حرامية اليوم ادركوا بان لاوجود للزيت , بل هو مجرد نافورة مائية للزينة , لذالك فقد تكاثروا وتناسلوا , واصبح لكل واحد منهم حمايات واتباع ومكاتب ووزارات .اما ثاني السببين فقد تم تطوير المصباح السحري في عصرنا الحاضر . بحيث يمكن ان يقتنى من قبل اصحاب الرواتب والأموال , ولكن على هيئة اي فون او اي باد او اي بود . والمشكلة ان هذه المصابيح السحرية الجديدة تستطيع ان تفعل الأعاجيب , تنقل صاحبها الى كل العالم , ويستطيع ان يتكلم مع ناس بعيدين , ان يرى كل البلدان . بعبارة اخرى يستطيع المصباح السحري الجديد ان يقدم لصاحبه كل شي , ولكنه –اي المصباح- يعجز ان يمنح سيده المال والثروة . ولهذا استبعد نظرية المصباح واسقطها من تحليلي البائس . هناك احتمال آخر وهو ان السيد النائب قد جمع هذه الثروة من رواتبه التي تراكمت من بداية عمله البرلماني الى هذه اللحظة . وقمت بعملية حسابية افترضت ان راتبه الشهري 60 مليونا واضفت اليها مخصصات رئاسة لجنة النزاهة ورواتب الحماية ولكنني لم اصل ألآ الى جزء يسير مما كتبت عنه مجلة (التجارة والأعمال القطرية ) والتي قدّرت ثروته 7.3 مليار دولار !! . فاذا كان نصف التقدير صحيحا فهي كارثة حقيقية . للأعتبارات التالية 1 - ان الثروة المزعومة تعود لنائب واحد , من اصل 325 نائبا وهذا يعني ان اغلبيتهم يبنون ثروات كبيرة على حساب بؤس وفاقة الشعب العراقي 2 - ان النائب اياه هو رئيس للجنة النزاهة في البرلمان , ومهمتها رصد الأنتهاكات المالية ومراقبة الفساد المالي لعمل الحكومة فكيف ببقية النواب الذين لاعلاقة لهم بالنزاهة 3 - ان النائب كان ومازال يزلزل قاعات البرلمان عن حقوق المواطنين ويدعو الى محاسبة الفاسدين . كما ان لديه سلطة في التحقيق مع المقصرين , وهو يمتلك ملفات كثيرة عن الفساد لكثير من اعضاء الحكومة ووزرائها .
اذا كان ما ذكرته مجلة التجارة والأعمال عن ثروته غير صحيحة . فعلى النائب بهاء ان يثبت ذالك امام الشعب العراقي وان يقدم الأدلة على برائته . كما اننا ندعوه الى مقاضاة المجلة بتهمة تشويه سمعته . اما اذا كان الأمر كذالك فاننا ندعو مجلس النواب الى محاسبته ورفع الحصانة عنه تمهيدا الى تقديمه للقضاء بتهمة استثمار منصبه لجني ثروات كبيرة بطرق غير مشروعة .
الغريب ان 7 مليلرات دولار كانت كافية لأنقاذ اوربا الغربية كاملة من براثن أزمة إقتصادية مدمرة , بعد الحرب العالمية الثانية , وهذا ما سمي بمشروع مارشال . ومن الصدف المبكية والمضحكة ان مشروع مارشال يعادل ثروة النائب بهاء الأعرجي.
لقد بلغ السيل الزبى بالنسبة للشعب العراقي . ان سياسة تدجين الشعب عن طريق تجويع اكثريته واثراء اقليته ماهي الا سياسة ساذجة . لاتستفيد من العبر التأريخية . بالأمس القريب بنى صدام امبراطورية اسطورية من المال والسلاح والقصور . ولكن هذه الأمبراطورية تهشمت بلمح البصر .
كنا نعتقد بان السياسيين الجدد سيستفيدون من العبر التي مرت على اسلافهم , ولكن الأحداث تنبيء عن خطأ مثل هذا الأعتقاد . فللسلطة سحر غريب ينقل الأنسان الى فضاء من الخيال . يجعله منفصلا عن الواقع ومنفصلا عن نفسه . كما كنا نتصور بان الرواتب الأسطورية للنواب والأمتيازات الكبيرة والحمايات والسيارات والقصور تجعلهم محصنين عن الشره المالي . ولكن الواقع اثبت لنا العكس .
يروى عن لص دخل دارا في ليل مظلم فعثر على كيس , تذوقه لمعرفة مافيه , فوجده ملحا . فعاد الى الدار المسروقة ورد اليها بضاعتها لأنه تذوّق ملحهم . فما احرانا ان نتعلم من قصة هذا اللص . ان نتعلم أنّ هذا الوطن الذي تذوقنا ملحه ومرارته وهواءه وماءه جدير بان نكون اوفياء له .



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباراة العراق في كأس الخليج
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين
- الفتنة
- جذوع ملّت من الوقوف
- قصة قصيرة اوراق من يوميات حوذي
- هوامش على اقوال ممثل السيد السيستاني
- قسوة الظمأ في مجموعة جذور الفجر
- دراما الموت والحياة
- عفيفة اسكندر والموت الحزين
- عبود الكرخي .. والنبوءات المرّة
- فنانون بلون الشمس
- اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )
- قصة قصيرة بعنوان ( اللوحة )
- اوراق من روزنامة كندية
- طعنات في جسد الديموقراطية
- بؤس الفنان المغربي .. حسن بوضياف مثالا
- النهر
- بين قاسم والمالكي
- ام عامر.. والمكرفون المفتوح
- ثورة تموز ..بين فداحة الفعل وشحة الحصاد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - بهاء الأعرجي والمصباح السحري