|
الحلقة الثامنة : ملك الفقراء و رئيس حكومة الرأسماليين
بركات أوهاب
الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 01:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكاتب بركات أوهاب آفات مغربية الحلقة الثامنة : ملك الفقراء و رئيس حكومة الرأسماليين في البداية كنت قد تطرقت في الحلقة السابقة لموضوع التهاب الأسعار و حل صندوق المقاصة هذا الصنذوق الذي هو بطبيعته جاء أو أنشأ أو أسس من أجل التخفيض من الكلفة الحقيقية للمواد الأساسية و الاستهلاكية و جعل المواطن قادر – يمشي راسه – و لكن حكومة الولي الطالح عبد الإله بنكيران – لهلا ينفعنا ببراكتوا – تسعى جاهدة إلى تجويع الشعب المغربي و تحويل غالبيته إلى شمكارة مع اعتذاري لهاته الشريحة الكبيرة و في المقابل حماية – أصحاب الشكارة – و سأتطرق في هذه الحلقة إلى الموضوع التالي : مالك الفقراء و رئيس حكومة الرأسماليين . ملك الفقراء أو Rey de los pobres-- لقب أطلق على العاهل المغربي الملك محمد السادس مباشرة بعد توليه العرش ، هذا اللقب ليس غريب عليه فمنذ أن كان وليا للعهد ، يرى فيه المغاربة عامة و ساكنة منطقة شمال المغرب و بالتحديد ساكنة تطوان ذالك الأمير المتواضع ، الشاب الحنون ، القريب من الضعفاء ، العارف بحكم تواجده الشبه الدائم بتراب مدينة تطوان و لا يقتصر الأمر على جلالته فحسب بل على أفراد الأسرة الملكية جمعيهم و كذلك كان والده المغفور له الحسن الثاني ، فكان شاب من الشباب أو شخص صعب عليه قضاء حاجة من حاجياته سواء تعلقت بالإدارة أو غيرها و استعصى عليه الأمر ، بدأ عمليه البحث قصد ملاقاة الأمير – سيدي محمد - كمان كان يطلق عليه العامة ، فهذا الأمير المتواضع – ولي العهد أنذاك – من سماته أنه يحيك المناورة تلو المناورة قصد التهرب من حراسه الشخصيين قصد ملاقاة من يقف عليه ، و كذلك نجده المغفور له الحسن الثاني يقول في إحدى كلماته التوجيهية : " إن بابي مفتوح أمام الجميع ، و من خجل مني فباب ولي عهدنا سيدي محمد مفتوح و من خجل من سدي محمد فباب الأمير مولاي رشيد مفتوح " ، و إلى جانب مسؤولياته كأمير و ولي للعهد فهو فاعل جمعوي من الطراز الرفيع و كترجمة و تكليفا و تجميعا لهاته المسؤوليات التي راكمها على مدى سنين و سنين أنشاء المغفور له مؤسسة ذات منفعة عمومية ، أطلق عليه إسم مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، و قد تولى رئاسة مجلسها الإداري ولي العهد أنذاك الأمير سيدي محمد ، و منذ أن تولي عرش المملكة بعد وفاة المغفور له الحسن الثاني يوم 23 يوليوز 1999 و هو يصول و يجول من أجل تحقيق الرفاهية لهذا الشعب ، و يصل الرحم بين مختلف المناطق و المدن و القرى ، و ينشأ و يشرف على المشاريع التي تقوم بها مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، فكان بالفعل إضافة إلى كونه رجل الدولة و القائد الميداني و القائد العسكري و الرجل المتعدد الكفاءات و هذا ليس بغريب على شاب درس في مدرسة المغفور له الحسن الثاني الذي قال في آخر خطاب له : " شعبي العزيز ، سترى ماذا سيحصل للمغرب في العشر سنوات المقبلة ... " ، و بالفعل وقعت تغييرات و تغييرات عميقة و جذرية ففي أقل من 6 سنوات من حكم العاهل المغربي محمد السادس و في يوم الأحد 15 ماي 2005 قدم مقدم الأخبار ما يلي : " تعلن وزارة القصور الملكية و الأوسمة و التشريفات أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سيوجه خطابا إلى الأمة يوم الإثنين 16 ماي 2005 في تمام الساعة الواحدة بعد الزوال " ، المغاربة – من الصغير للكبير بلي جالس على الحصير – ربما لا يعرف عدد الوجبات التي يتناولها بقدر ما يعرف عدد الأعياد الوطنية و التاريخية و الدينية و العالمية ، 16 ماي ماذا سيكون موضوع هذا الخطاب و خاصة أنه لا يصادف عيد أو مناسبة ، المهم المغاربة عامتهم و خاصتهم يضربون الأخماس في الأسداس من أجل معرفة سر هذا الخطاب و مناسبته ، غير أنه يوم الاثنين لم يتوجه العاهل المغربي بهذا الخطاب ، و جاء موعد خطاب 18 ماي 2005 ، الذي أعطى فيها جلالته إطلاق مشروع مجتمعي ضخم أطلق عليه إسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، هذا المشروع المجتمعي الضخم الذي أطلقه عاهل البلاد ، مجهودات يقوم بها عاهل المغرب الملك محمد السادس ، مجهودات على سبيل المثال لا الحصر ، مجهودات يحق لنا الإفتخار و نفخر بها كمغاربة ، مباشرة بعد توليه للملك قطع و إلى الأبد ما كانت تحاول إيصالها بعض رموز الفساد و بعض سماسرة المغرب و بعض الخونة و المجرمين ، فكانوا في السابق قد قاموا بتقسيم المغرب إلى منتفعات و محميات – عروبي * عجب * ، ريفي * مغندف / جاهل * ، سوسي * قرد * ، صحراوي * صاحب لاكريمات و الإمتيازات * ، رباطي * اصحاب النفوذ و الواصلين لمراكز القرار * ... إلخ ، هكذا كان المغرب و أول شيء قام به عاهل المغرب أنه قطع الصلة بين كل هذا و قام بمسحه إلى الأبد و لعل من حسنات المغفور له الحسن أنه أن أنجب للمغرب و المغرب هذا الشاب المتواضع الذي تحول مع المذة إلى ملك الفقراء و ملك للجميع – بتكسير الميم – فالفرق بينه و بين القادة العرب و ربما حتى قادة الغرب على أنه ليس ملك للجميع – بتفتيح الميم – بل ملك للجميع – بتكسير الميم - ، نجده في جل خطاباته يدعوا الأحزاب أن تقوموا بأدوارهم و الحكومة أن تقوم بدورها و المجتمع المدني بدورهم و على أنه لا يمكن أن يجمع بين جميع السلطات و الصلاحيات و هذا ما أكده و أقره في الإصلاحات الدستورية الأخيرة و التي ترجمت في دستور يوليوز 2011 ، لكن الكل في – دار غفلون – و على الجميع و بدون إستثناء كل من موقعه لا يقوم بأي دور منوط به رغم الصلاحيات التي يتوفر عليها ، و لا أستثني أي أحد من المسؤولية و لو كان مجرد منسق لجنة تابعة لجمعية فما يحصل للمغرب و ما يقع للدول العربية ، نحن من نتحمل المسؤولية فيها و كاملة : - رؤساء جمعيات ، نقابيين ، رؤساء أحزاب ، وزراء ... إلخ – نتوقوقع داخل أنفسنا و ننتظر أن يقوم عاهل المغرب بمبادرة كأننا مجموعة من المعاقين . من بين الصدمات أو من بين الضرائب و الغرامات و الجزيات التي قررت الحكومة تنفيذها ضد المغرب و المغاربة هي قرار بحل صندوق المقاصة ، في الوقت ذاته يقف عاهل البلاد أمام الشعب و مع الشعب و ليس مع الحكومة فيقرر التنازل عن 25 في المائة من ثرواته قصد ضخها في صندوق المقاصة و العمل على تخفيف من حدة الفقر و البطالة و الزيادة في اجور الموظفين و هذا ليس بغريب على عاهل المغرب الملك محمد السادس فهو ملك المغاربة عامة و ملك الفقراء و الضعفاء خاصة . الشق الأول خصصته لملك الفقراء و الشق الثاني سأخصصه لرئيس حكومة الرأسمالين . أكبر تناقض يعيشه المغرب حاليا ، هو أنه شعب فقير في غالبياته الفقر المادي و ليس الفقر المعنوي ، و مما يزيد الطين بلة أن رئيس الحكومة الولي الطالح – عبد الإله بنكيران لهلا ينفنا ببراكتوا – منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة و هو ينتقم من الشعب بسبب و بغير سبب ، ناسيا أنه كان في يوم من الأيام يصول و يجول و يقيم و يقعد يسب هذا و ذاك ينتقد هذا و ذاك مستخدما لغة الفقيه تارة و لغة المعارض و لغة محامي الحكومة ثارة ، لغة الفقيه عندما يتحدث عن خطاب حزبه و رجالات حزبه أو فقهاء حزبه ، يلعب عمامة المعارض و هو يتحدث عن هدر المال العام و نهب ثروات البلاد و الجمع بين السلطات و تقسيم و توريث ثروات البلاد و العباد في مختلف المجالات و المناحي ، فنجده يحارب المؤتمرات و المهرجانات و الأمسيات و السهرات – الماجنة – كما كان يحلوا له تسميتها ، محامي الحكومة و غريب أمرك يا وطني فنجده يدافع على قرارات بعض رجالات البلاد ، فنجده يفهم المعارضة على أنه ثورة على العرف ، كل هذا اجتمع في شخص واحد ، عجبت لك يا وطني ، بين ليلة و ضحاها يتحول إلى محامي عن الطبقة الرأسمالية ، معارض فيمن صوتوا عليه و من وثقوا فيه ، فقيه ، كما يقول المثل المغربي – الفقيه لي كنا تنمناوا براكتوا داخل للجامع ببلغتوا – و هذا السبب الرئيسي الذي كلما تحدثت فيه عن عبد الإله بنكيران إلا و قلت عليه الولي الطالح عبد الإله بنكيران - لهلا ينفعنا ببراكتوا - . المعارض من أجل الذي تحول من أجل الجماعة إلى الأفراد ، الجماعة لا أقصد بها الجماعة – جماعة العدل و الإحسان – أو الجماعات السلفية أو التفكيرية أو مسمى من المسميات ، و لكن الجماعة أقصد بها مجموع الشعب المغاربة الذي عانوا الويلات و الويلات طيلة سنوات و التي كان يعتبرها رئيس الحكومة الحالية تسويفا للقوانين و ظلما لطبقات عريضة من الشعب ، فكان في كل خطاب من خطاباته و هو لابس لجلباب المعارض المتدين ، الدفاع عن مصالح الشعب المنتهكة حقوقه بفعل سياسة المهرجنات و المؤتمرات و كل ما ختمت ب – ات - ، هذه كانت منهجية المعارض و لنرى وجه المحامي . المحامي لا يختلف عن المعارض ، غير أنه كان في كثير من الأحيان محامي عن المسؤولين الكبار – كن سباع و كلني – محامي من نوع خاص فثارة تراه يدافع عن مسؤول سامي و ثارة يدافع عن الجماعة و ثارة يدافع عن عاهل البلاد و كأن عاهل البلاد في حاجة من يدافع عليه ، فالشعب المغربي مستعد أن يموت جوعا و أن ينام في العراء و أن يتغطى بالسماء و أن يتوسد الأرض و لكن إذا نداه عاهل البلاد فسيلبي النداء و هذا ما لا يعرفه هذا المحامي الفاشل الذي يرى نفسه في ذاك الوقت على أنه أقرب إلى الشعب في حين أن أقرب إلى الحكومة في تلك الوقت لم نسمع عليه على أنه دفع على نهب الدولة و ممتلاكاتها و مؤسساتها من طرف – صحاب الشكارة – و لكنه كان يقول – بالمرموز – على أن البلاد – سينصلح حالها – و لكن للأسف ، ما سمي الإنسان إلا لنسيانه و ما سمي القلب قلبا إلا لتقلبه و كمان يقول المثل العربي رنين الذهب يعمي القلوب . الفقيه سأقول لهذا الولي الطالح ، لو كنت في بلد عربي أو إفريقي يعرف تعددية في الديانات لما وصلت إلى الحكم ، و لكن وجدت أن الشعب المغربي أكثر من 99 في المائة دينهم هو الإسلام ، فإستطعت بإستخدام الأسلوب الديني أن توصل للناس و للطبقة الناخبة على أنكم الأصلح و الأجدر لأنكم متدينون فلا فرق بينكم و بين ذلك الذي يذهب للحج و يدعي بالحاج و هو لا تربطه بذلك المقام الطاهر أية رابطة سوى لقب ذهب و إشتراه من أجل كسب المصداقية ، و لكن أفعاله يتبرأ منها الشيطان ذاته ، حيث أن الشيطان و رغم أفعاله و غوايته إلا أنه لا يستطيع أن يصل إلى مكان البشر أو صنف من الحجاج أصحاب . عند المغاربة مثل يقول : " أش كان باك قال نفار و راه رمضان تسالى " – لكل شهر هلاله و لكل عصر أذانه – لن يرحمك المغاربة و لن يرحموا كل وزرائك و كل من كان يوما ما يساندك ، لقد كنت تقول أن المهرجانات – من المحرمات التي يجب أن يتوقف المغرب على ضخ أموال الشعب فيها – و لكن مجرد وصولك تضاعفت أعدادها ، لقد قلت ستنهج سياسة التقشف و سياسة إجتماعية من أجل التخفيف من معاناة المواطنين و أول شيء فعلته أنك قمت بزيادة مخيفة في الأسعار من مواد غذائية و أساسية و خضر و فواكه و فاتورة ماء و كهرباء ، لقد قلت ستقوم بإصلاح إجتماعي يراعي الفقراء و محدودي و معدومي الدخل و بالفعل تفكر و فكرت في الإستغناء عن صندوق المقاصة ، من أجل تغطية فضائحك تجاه الأسر المغربية قلت أنك ستنشأ صندوق للأرامل و المطلقات في حين أن هذا الصندوق موجود من عهد حكومة عباس الفاسي و لكن ربما من كثرة تعودك على الكذب أردت أن تنسب أي إصلاح و إن يكون ترقيع لك و لحكومتك ، لقد كنت تقول الخوصصة و ماذا فعلت في هذا المجال ثروات البلاد سرقت و تسرق ، نهبت و تنهب ، أنت كرئيس الحكومة تتوفر على صلاحيات لم يكن يتوفر عليها رؤساء الحكومات أو رؤساء الوزراء من قبلك ، هل فكرت مليا في مراجعة ملف الخوصصة ، هل فكرت في إنشاء معامل و مصانع تابعة للدولة . إلى الحلقة القادمة و موضوع جديد و قادم و الذي سيكون بمثابة رسالة مفتوحة إلى وزير العدل و الحريات .
#بركات_أوهاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلقة السابعة : الشعب المغربي بين التهاب الأسعار و حل صندوق
...
-
الحلقة السادسة : اللصوص بين الصفة و المهنية
-
بنكيران و وليداتوا
-
آفات مغربية - الحلقة الرابعة : بدون عنوان
-
آفات عربية الحلقة الثانية : محمود عباس و الشرعية الغربية
-
آفات مغربية الحلقة الثالثة : المغرب و هيئة الإنصاف و المصالح
...
-
آفات مغربية
-
آفات مغربية / الحلقة الثانية : محمد السادس و قفة رمضان
-
هل المحكمة الدولية اللبنانية هي صياغة جديدة لخطة سايكس – بيك
...
-
آفات مغربية - الحلقة الأولى : المغرب و ساسية المهرجانات
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|