أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تجارب حكومية مغربية














المزيد.....

تجارب حكومية مغربية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش المغرب تجارب حكومية مختلفة و متعددة حد التناقض,فقد عرف حكومات غريبة,تدير البلد بدون برامج,بل تبحث عن توجهات خارج اختيارات أفرادها,و مكوناتها الحزبية,ثم تلتها حكومة برئاسة اشتراكية,سمح لها باكتساب أغلبية غير مندمجة,قريبة من حكومات التوافق الوطني التي عرفتها الدول الحديثة الإستقلال,وكانت هذه الحكومة أول مجسدة لما عرف بالتناوب التوافقي,لتتلوها حكومة من نوع مغاير,حكومة ملتحية لأول مرة,رئيسها من حزب ديني,نجح في جر أحزاب محافظة وطنية و أخرى ذات توجهات اشتراكية,فما هي أوجه التشابه و الإختلاف بين هذه الحكومات و ما هو السر في هذه التركيبة الغريبة التي يعرفها المغرب و ما هي رهانات الحكم للدفع بمثل هذه الصيغ إن كان له دخل في ذلك؟
و هل هي انعكاس لما يعرفه المجتمع المغربي من تحولات مست ذهنية المواطنين و ثقافاتهم التي عبرت عن المركب في اختياراتهم السياسية؟
1حكومات الحكم
هي تلك الحكومات التي كان النظام المغربي يأتي بها لتزاحم أحزاب الحركة الوطنية و تعلمها طقوس الخضوع,و كيفية إدارة دواليب الدولة وفق الديمقراطية المغربية و ليس الغربية,التي لا تصلح للنظام المغربي و لا يقبل بها حتى المجتمع المغربي نفسه,و قد كانت رئاسة هاته الحكومات تسند بناء على درجة الطاعة التي يبديها الحزب الذي ينتمي إليه الوزير الأول,فهو يقدم النموذج لرجل الدولة كما أراده الحكم المغربي قبل تجربة التناول و مجيء السيد عبد الرحمان اليوسفي,الذي استوعب في المرحلة الثانية شروط التناوب المراد فرضه,فترك السياسة و طج منها,لكن الكثيرين حتى من المعارضة السابقة كانوا قابلين بما رفضه,بل هناك في حزبه من اعتبر الدستور هو كل ما ينطق به نظام الحكم في شخص الملك.
2حكومة التناوب
قادها حزب اشتراكي معارض,دعمته قوى و طنية محافظة كحزب الإستقلال,و انضافت إليه أحزاب عرفت في أدبيات المعارضة بأحزاب الإدارة,التجمع الوطني للأحرار و الحركة الشعبية,و بذلك كانت رئاسة هذه الحكومة غريبة في تركيبتها,قبلت على مضض المخاطرة برصيدها الشعبي حماية للوطن من التدهور الذي عرفه الإقتصاد الوطني,أو ما سمي بالسكتة القلبية,و توقف مصادر الدولة المالية بلغة الإقتصاد السياسي,و قد حاول الحزب الإشتراكي الكبير,الظهور بمظهر المنقذ من الهزات الإجتماعية و السياسية التي كان المغرب معرضا لها في نظر الكثير من المؤسسات المالية و الدارسين الإقتصاديين الذين تعجب العديد منهم من استمرار دواليب الإقتصاد المغربي من الدوران رغم الأزمات التي كان المغرب يتخبط فيها.
3جكومة الحفاظ و المحافظة
في تركيبتها تثير العديد من التساؤلات كسابقتها,إذ تتشكل من المحافظين و الإشتراكيين و حتى الدينين,أي حزب العدالة و التنمية,و هي لازالت من خلال رئيسها و وزيرها الأول تدعي كما الحكومة السابقة,الرغبة في إنقاذ المغرب من تبعات الربيع العربي,و يعتبر الحزب القائد للتناوب الإسلامي منقذا هو الآخر للمغرب من الهزات التي تعرفها العديد من الأقطار العربية,التي انهارت نظمها السياسية و لازالت الدول فيها تعيش صراعات مريرة حول السلطة,بل إن رئيس الحكومة الملتحية ما انفك يهدد بالعودة إلى الشارع السياسي,الذي اعتبره نفسه معبرا عنه رغم موقف العدالة و التنمية من حركة 20 فبراير التي فرضت الدستور الجديد بما له من حسنات مقارنة مع الدستور القديم,فقد كانت حركة الشباب المعبر الرئيسي عن الإستياء الشعبي من الرشوة و الفساد واقتصاد الريع و ما يليه من امتيازات عائلية و قبلية و حتى فئوية راكمت سلطات و أرباح بدون مجهودات تذكر.
خلاصات
يبدو أن الفكر السياسي المغربي,يعرف جمودا عنيدا,بحيث أن المبررات تكررها التجارب رغم اختلاف ظروفها التاريخية و تعارض برامجها السياسية و حتى إيديولوجيتها,مما يعني أن الساسة و قادة هذه التجارب,فقدو القدرة على إبداع ما يلائم زمنهم السياسي,فسرقوا فكرا مختلفا و مغايرا لواقعهم الذي عجزوا عن استيعابه سياسيا,و خصوصا عندما هاجرهم المثقفون و تركوهم في الظلمات يعمهون و يتهافتون على تجميع مالا يجمع من العبارات للدلالة على متحولات فقدوا القدرة على إدراكها في حركيتها فجمدوها و صدقوا صدقيتها بوثوقية غريبة,مع بعض الرتوشات البسيطة من قبيل استبدال مطاردة الساحرات,بعفا الله عما سلف,و استبدال مقاومة التغيير بالتماسيح و العفاريت,مما زاد المشهد غموضا و ضبابية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون
- الرواية,كيفيات الكتابة
- الدين والأخلاق
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تجارب حكومية مغربية