أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - أغبيــاء بلا حــدود















المزيد.....

أغبيــاء بلا حــدود


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور الآن معركة حامية الوطيس في أمريكا لنزع أنابيب التغذية feeding tubes عن المريضة تيري شايفوTerri Chiavo التي أصيبت بتلف بالدماغ منذ خمسة عشرعاما وأصبحت عاجزة عن الحركة,وتقوم المظاهرات وتعقد الندوات والتجمعات بين مؤيد ومعارض. والجميع يترقب جلاء الموقف وانتظار الفرج, ويبدو أن تلف الدماغ هذا قد أصاب الكثيرين في هذه الأيام. وقد يكون بوش قد وقع قانونا خاصا يتيح لذويها "التخلص"منها بطريقة قانونية, بعد أن فقدوا أي أمل بعودتها لحياة طبيعية ,وأصبح وضعها مزريا جدا,ومثيرا للشفقة, ولا أمل في التقدم ولو خطوة واحدة للأمام.ولا يسعنا إلا أن نؤكد على الأسف الشديد لهذه الحالة الإنسانية المؤلمة .وعند خروج هذا المقال إلى حيز النشر ,قد تحصل تطورات لا نقدر على التنبؤ بها, واعذرونا على هذا القصور, الذي هو من طبيعة البشر, ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولكن ما علاقة كل هذا بموضوع المقال؟

لاجديد. هذا هو عنوان القمة,وأهم ماتمخض عنه الجبل العربي ذو الذرى التي لم ترتفع كثيرا عن سابقاتها ولو بسنتيمترات,بل انحدرت بضعة كيلومترات ,واجترت نفس الكلام,وفعّلت مبادرات قديمة لم تقدم ولم تؤخر,وما أروعنا في الرجوع إلى الوراء ,ولكنها كالعادة لم تر النور والحياة,وأجهضت في المهد وقبل الولادة,وأصبحت هي أيضا مجالا للخلاف يتطلب عقد المزيد من المؤتمرات.كما صارت الصيغ التوافقية التي لا تزعج كما قلنا سابقا حتى جزر القمر والصومال, ومع الاحترام الشديد لجميع الأعضاء, تقليدا راسخا وأهم مايميز هذه المؤتمرات فهل فقدت هذه الأنظمة صلاحيتها وقدرتها على تحقيق أي انجاز؟لاشك أن جميع هذه الأنظمة مهددة بشكل ما نتيجة للسياسات التي اتسمت بضيق الأفق, والبطش والتهور وسوء تقدير الحسابات.وقد أظهرت الأيام أن كل الإجراءات التي قامت بها والتي بدت تعسفية جدا لم تجلب لها الأمن والسكينة والاطمئنان. وما ميز قمة الجزائر, وعلى لسان "عميد الزعماء" هو وابل التجريح والمكاشفة والاتهامات, الممزوج بروح الدعابة والمزاح التي لم يألفها الشارع من قبل, والذي كان تعود أصلا على التكشيرات والعبسات, و"بوز"القرف من كل الأشياء الذي كان يميز الوجوه أيام زمان. وأظهر في حديثه بعض العيوب والنواقص والسياسات الخاطئة, وتطرق لبعض المحرمات,والاكتشاف المذهل في قمة المؤتمرات,الذي لم يتوصل له ديكارت وفرويد واينشتاين, هو وجود أغبياء في هذه الحياة, وقد تحمل القمة القادمة مزيدا من الاكتشافات لأغبياء جدد وحمقى ونماذج أخرى نعجز عن تسميتها بسبب عدم وجود الإلهام الذي يتمتع به العظماء, والله وحده الأعلم لما في صدور الرؤساء من علم غزير ونبوءات. وكان ذلك اعترافا ضمنيا حول التراجع الكبير الذي أصابها والخسائر الكبرى التي منيت بها,وفقدانها للكثير من الامتيازات التي كانت موجودة في الفترة التي أعقبت ما يسمى بفترة الاستقلال الوطني,مقارنة مع دول كثيرة في العالم استطاعت, وبنفس الفترة تقريبا التي نالت بها هذه الدول استقلالها, أن تصبح نمورا وسباعا سياسية واقتصادية وعسكرية, فيما بقيت هذه المنظومة متخلفة, وقططا وأرانب تتسول في السياسة والاقتصاد ,وتنتظر الهبات ,والمكرمات ,وتقف بمهانة على أعتاب الدول الكبرى,وعواصم القرار تستجدي شهادات حسن السلوك, والرضا ,والرفع من كل القوائم السوداء التي تصدرتها بامتياز على الدوام,ولم تُجد معها كل العربدات والصولات والجولات.

ولقد كانت مجمل السياسات تصب في البقاء في الحكم, ولو تطلب الأمر التحالف مع الشيطان, والقيام بشتى المهمات, وتقديم كل التنازلات ,وكان بناء أوطان قوية ,منيعة وقادرة على الوقوف في وجه المد العولمي والتطور البشري,وعاديات الزمان كما هو حاصل الآن, آخر اهتماماتها. واعتبرت أن أي دعوة لذلك هو تهديد لأمنها ووجودها وخروج على ثوابت البقاء. ولذلك تم رفض كل دعوات الإصلاح "المفروضة"من الخارج ,لأنها لاتتوافق مع الثوابت,وأما الإصلاحات من الداخل فمؤجلة حتى تسوى وتنضج الظروف الخارجية,فمن فهم شيئا من هذا الكلام؟ومن يحل هذه الألغاز؟

والأدهى والأنكى من ذلك هو الخيار الذي طرح بشكل غير مباشر,ومن منطق الزعامات السرمدية ,ومر مرور الكرام, وهو التلويح بالتهديد إما القبول "بصدام" ,أو وجود البديل الآخر الزرقاوي الذي ينشر الرعب والموت والدمار,فهل أصبحت هذه الجماعات ,ومرادفاتها الكثيرة التي تملأ أسواق السياسة ,والتي فرختها أنظمة الاستبداد, هي البديل الوطني الوحيد المطروح الآن في الساحات بعد وصول كوابيس الشموليات إلى حافة الموت والهلاك؟وهل يستخدمها البعض كفزاعة للشعوب قبل أن تكون فزاعة للأنظمة.وأن لا خيار لنا إما الأنظمة الهرمة,أو الزرقاوي و"شركاه",حيث لم تكن مثل هذه الأسماء موجودة أيام صدام ؟ولا وجود لخيار ثالث أبدا. وأما الفقر,فليس مشكلة وليس هو سبب الإرهاب, طالما أن بن لادن كان مليونيرا ,وينعم بفوائض البترودولار,فلا حاجة الآن لمحاربة الفقر والقضاء عليه, فابشروا يا فقراء الشموليات بحقب جديدة من البؤس والتردي وسوء الأحوال, وخلو الجيوب من القروش والأموال. وموازنة الجامعة التي لا تتجاوز الخمسين مليون دولار في أحسن الأحوال,ومن جميع الأعضاء, هناك خلاف عليها ,وتلكؤ وتسويف في التسديد,وهي لا تعادل سوى "فكة وفراطة" مما يجنيه اللصوص الكبار يوميا. كما ظل السلام خيارا استراتيجيا, أي استجداء أبديا لعواصم القرار لكي تحن على العربان,ولا يهم هنا إذا كان خيارا أو خسا أو فجلا استراتيجيا ,المهم أن تحدث الاختراقات وتعود بالخير والفائدة على هذه الشعوب التي أدمتها حقب الشموليات. وأما المشاكل المعلقة,فستبقى معلقة, إلى أن تنقضي الآجال, وتحال من لجنة إلى لجنة, ثم إلى لجان الإختصاص, التي لايكتمل نصابها بسبب انشغال أعضائها بالسفر, والتنقل وعقد الصفقات,وأخيرا تجد طريقها للدفن في الأرشيف والخزانات.ومن بدع هذه القمة أن تقوم "ترويكا" معيّنة تعيينا بالتفاوض نيابة عن أصحاب الشأن ,والقضية لحل بعض المشكلات, ولا داعي لوجود المعنيين بالأمر, وهذا كان محور خلاف آخر,مما يعني استنساخا آخرا لأوسلو وبقية الفصول والأدبيات المعروفة والمحزنة التي نعاني منها الآن.والخاسر الأكبر في هذه المتاهات والسجالات هي الشعوب المغلوبة على أمرها.

وطالما أن هذه القمة وغيرها ,والقادمة في المستقبل لم ولن تفعل لنا شيئا, ولم تقدم ولا تؤخر ولم تحل أي مشكلة بل أصبحت هي عقبة كأداء في طريق نظام جديد أكثر حيوية وديناميكية فلماذا تعقد, ولماذا تذعن ,وماهي الغاية منها ,ولماذا تتصالح مع القوى العالمية, وتستقوي على شعوبها الضعيفة وتمعن في إنكار وجودها؟ ؟فهل تطرق أحد ,في قمة أو هاوية ما من الهاويات, مثلا لفتح الحدود بين الدول الأعضاء,وإلغاء التعرفة والحواجز الجمركية,والكلام عن العملة الواحدة والوحدة الاقتصادية ,والسوق المشتركة والتجارة الحرة,وعلم واحد كما هو حال الاتحاد الأوروبي مثلا,وجواز سفر واحد ,وإلغاء التأشيرات, وسهولة الحركة وانسياب البضائع وتنقل الأفراد,أم يدخل ذلك كله في باب التفاؤل المفرط والأحمق ولا مجال لمناقشته كونه يجلب السعادة والرفاه؟أما حقوق الإنسان ,والديمقراطية والانتخابات,وتداول السلطات,وحرية الصحافة والإعلام,فهي من المحرمات والممنوعات,وتخرق الثوابت والمقدسات.

كم تيري شايفو لدينا في دنيا العربان ,ولماذا يتناسل بكثرة تالفو الأدمغة هذه الأيام,ويتحولون إلى بلهاء وأغبياء؟ومهما يكن من أمر, فالجميع الآن بانتظار من يسحب أنابيب التغذية و"التغذيات الأخريات", التي تمد الشموليات بالحياة,وعندها سيتم إعلان الوفاة الرسمي لهذا الجسد المتهالك ,الذي فقد القدرة على التجدد والحركة والعطاء,والذي مازال منذ فترة طويلة في حالة موت سريري وسبات.فهل عرفتم الآن ماهو وجه الشبه بين تيري شايفو والعربان ,ومن ,ومتى سيوقع القرار؟

واذكروا محاسن موتاكم ياشباب .

نضال نعيسةكاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة
- طوفــان الإنترنت
- ليل العــربان الطويل
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - أغبيــاء بلا حــدود