أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر الناصري - دعونا نلعب كرة قدم














المزيد.....


دعونا نلعب كرة قدم


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 13:51
المحور: المجتمع المدني
    


لم يفز المنتخب العراقي بكأس خليجي 21 ولكنه فاز بحب العراقيين أو فئات وشرائح منهم على أقل تقدير، وهذا فوز عظيم في بلد نتحسر فيه على التنافس واثبات القدرة والمهارة فما بالك بالفوز. مباراة نهائي كأس خليجي 21 وعلى الرغم من النتيجة، أعاد إلى الأذهان ما حصل في عام 2007 عندما فاز المنتخب العراقي بكأس آسيا في مباراة مثيرة وتحمل الكثير من التفسير والتأويل. لقد أعاد الروح او التشبث بها، اقصد روح الانتماء او الإحساس بها والتعبير عن ذلك بصوت عال، فالجميع تذكر ان له وطنا يسمى العراق حينذاك. أعادها الى أناس كثيرين وفئات كثيرة كانت قاب قوسين او أدنى من الشك بمدى صحة انتمائها ويقين ضياعها. كانت تتقاتل وتتغنى بموت العدو "الآخر" أبن بلدها وجلدتها.

في عام 2007 كان للحرب الطائفية وطأتها وكان للموت المجاني حضوره الرهيب وكان الإنسان أو المواطن العراقي يخرج من داره وهو لا يعلم ان كان سيعود إليها ثانية ام لا. كان الانقسام على أشده وقادة المليشيات هم سادة الموقف. هم الحكم في كل ما يتعلق بحياة هذا القسم من العراقيين او ذاك. كانوا يقتسمون الموت و الرعب والتهجير ويوزعونه علانية وبكل فخر كأنهم يقتسمون غنيمة صيد، لكن ما حققه شباب منتخب العراق في بطولة آسيا قد أعاد اللحمة ولجم زعيق الموت وأعاد الجميع الى رشدهم ووضعهم أمام السؤال الذي يجب ان نعيد طرحه دائما وأبدا، هل نحن شركاء؟ شركاء في هذا الوطن وهذا البلد وهذه الحياة؟ هل نعيش معا أم نعلنها حربا للإبادة، إبادة الجميع وحرب الجميع ضد الجميع؟

يوم أمس خسر المنتخب العراقي في المباراة النهائية لكأس خليجي 21 امام المنتخب الإماراتي. جهود كثيرة تضافرت حتى يخرج المنتخب العراقي خاسرا في هذه المباراة. أولها انه يلعب في بيئة ليست صالحة أصلا، اقصد التنظيم والتعامل مع المشجعين والتحكيم و..الخ . بيئة تعمل المستحيل حتى يتم إقصاء العراق من هذه البطولة التي لم تحظ باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ولا يلوح في الأفق انه سيعترف بها لمناقضتها قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم أصلا. ولكن العراق متشبث بها ولا احد يعرف لماذا؟ ربما لأنها تعتبر من ضمن دعاية إعادة العراق إلى ساحته ودوره الإقليمي.

خسارة المنتخب العراقي في نهائي بطولة معينة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة حتما لأننا امام لعبة كرة قدم تحتمل الفوز و الخسارة وليس هناك من فائز أبدا. لكن هذه الخسارة وحدت الكثير من العراقيين وجعلت الساسة أمام وطأة السؤال الأزلي : لماذا ينجح لاعبوا المنتخب الوطني في توحيد العراقيين واعادة الروح اليهم ولماذا تفرقونهم انتم؟ لماذا نتسمر أمام الشاشات ما ان نعلم ان المنتخب العراقي سيلعب أمام دولة ما مهما كان حجمها ووضعها ؟ ولماذا نهرب من أمامها ما ان نعلم ان احدا منكم سوف يطل علينا ايها السياسيون؟

أجواء الاحتفال بالمنتخب العراقي رغم خسارته في نهائي خليجي 21 أعادت الى الأذهان أجواء ما حققه فوز المنتخب العراقي في نهائي آسيا امام السعودية في عام 2007 .كان احتفالنا احتفال فوز او احتفال من يتشبث بقشة النجاة. لأننا كنا نخوض في دماء تنزف بفعل الحقد الطائفي الأهوج آنذاك ولأننا الآن نشم رائحة الدم والجثث الموعودة بالقتل والانتهاك وبالتهجير فإننا نعلم حجم الكارثة القادمة. نعلم ان لا أحد من ساسة العراق يمكنه ان يعلن لنا طريق نجاة ولا طريق حق ولا طريق شتات حتى. نعلم ان الساسة يخوضون في مجالسهم ويعدون مكاسبهم مثلما يحصون انتصاراتهم وأولها أنهم أذلونا.

في عام 2007 كان الجميع يعلن براءته من الانتماء الطائفي وكان الجميع يتمسك بالعراق بلدا ودولة وانتماءا .وها نحن في عام 2013 نعلن براءتنا من الانتماء الطائفي ونعلن تمسكنا بالعراق. ها نحن، إذن أمام حالة متفردة ولعلها تخصنا وحدنا كعراقيين. فحين نلعب كرة القدم فإننا نشعر بعظم الانتماء والشراكة والإخوة والمواطنة السليبة.

دعونا نلعب كرة قدم اذن، لنلعب كرة القدم. سنضحك وسنفرح وسنبني الآمال وربما نحلم وسنحلم كثيرا وسنشعر إننا ننتمي لوطن اسمه العراق وسنحقق الفوز ولكن لن نتقاتل.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني
- المثقف، رجل الدين وأستقلال مؤسسات الدولة
- التموينية والجوع
- مدن الأعرجي المقدسة وحملة اللاءات الاربعة في مدينة الكاظمية ...
- العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم
- مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!
- منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير
- التعليم في العراق : نظام متردي وأبنية آيلة للسقوط
- صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!
- السلطة : رموزها ونُصبها
- مناقصة مجلس النواب وشذاذ الدملوجي
- صحف ومجلات مجلس النواب العراقي : الفضائح تتواصل
- عن المثقف والسلطة والمصالحة الوطنية
- الأمر وبكل بساطة : إنها حريتنا وحياتنا الشخصية
- مهرجانات وزارة الثقافة : محاولات لتلميع الخراب
- الفلم الدنماركي الثأر - HÆVNEN - :هل يمكن أن نعيش دون ...
- سيرة حرب.......2 ، قسوة تل الخراء
- عن الإيمو والحرية وكراهية الحياة
- سيرة حرب ...1 .حين أضعت الطريق الى بيتنا


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر الناصري - دعونا نلعب كرة قدم