موديلز

مينا عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:39
المحور: الادب والفن
    

تناول الفيلم الأجنبى


"Shallow Hal"

فكرة لم تُطرح كثيراً فى ظل سطوة الرأسمالية على الأذهان.

الفيلم من بطولة "جاك بلاك" (هال) الذى يعانى من هوس البحث عن فتاة "مثالية" ذات قوام ممشوق وصدر ممتلئ.

ولكنه يفشل فى كل محاولة له؛ "فالفتيات المثاليات" يبحثن أيضاً عن فتيان مثاليين وذلك لا يتوفر فى شخص "هال" و هيئته.

و تستمر معاناته إلى أن يلتقى صدفة "بوسيط روحانى" شاء القدر أن يُحشر معه فى مصعد معطل ليسرد له مشكلته فينصحه "الوسيط" بالتالى:

إن الجمال له بُعد داخلى ولا يقتصر على المظهر الخارجى، لكن البث التلفزيونى قد شوش العقول ووضع معايير للجمال ربما تختلف عن طبيعته. فمن قال أن السمينات قبيحات، وأن الجمال يكمن فى النحالة، أو أن الصدور الممتلئة دلالة على روعة المرأة.

وتمضى أحداث الفيلم بعد ذلك فى أن هال بدأت ميوله تتغير كما تغيرت نظرته لعوامل الجذب لدى الفتيات، بعد أن ألقى الوسيط "تعويذة" على رأسه مكنته من رؤية الجمال الداخلى.

وما فات على الفيلم ذكره، وحتى لا يدخل فى تعقيدات سياسية ويخرج عن إطار الـ

"RomCom"

، هو أن الرأسمالية قد صنعت موديلز من البشر لترويج المنتجات وجنى الأرباح الواسعة. فيتم الإعلان عن منتجات تفتيح البشرة بجعل البشرة البيضاء دلالة على الروعة - وتأمل عنصرية الفكرة- أو لأن الفتيات ينجذبن إلى الفتيان مفتولى العضلات فعليك أن تشترى الـ "باور جيم" كى تكون أكثر ثقة بنفسك. وحتى تكونين عزيزتى ملفتة للأنظار فعليكِ أن تغيرى قياسات صدركِ ، وعمليات الحقن والنفخ بالسليكون متوفرة فى جميع عيادات ومراكز التجميل.

ولكى تُسعد فتاتك على الفراش وتحظى بوقت أطول فى العلاقة عليك "بالحباية الذهبية"، أقله لن تتحول إلى تيس أو تكون لك رأس بطة كما ظهر فى الإعلان الشهير.
ولأن هناك نموذجاً لكل جزء من جسم الإنسان يجب عليك الوصول إليه حتى تكون الإنسان النموذجى، فتم تحديد "الحجم المناسب" للقضيب الذى يجعلك تتفاخر وسط من لا يملكون مثله، وكذلك لديك "المورسى" رئيساً تتفاخر به بعد ثورات الربيع العربى.

#مينا_عادل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات