محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 01:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جلس في شرفة منزله ونظر الى الشارع وذهب بنظره بعيدا بعيدا وذهبت فيه الأفكار الى طرقات وشوارع لم يعهدها في حياته وهي ليست كالطرقات والشوارع العاديه .
اشعل سيجارته وارتشف من قهوته بأحساس وتذوق عال فقال في نفسه كل هذه السنوات من النضال والكفاح والمسيرة الطويلة ماذا فعلت وماذا حققت على الواقع ؟ وهل استفدت وافدت الغير في الفكر والنضال وترسيخ المباديء والقيم عند الرفاق وفي الشارع ؟......
انتابته هواجس قلقه من هذا التفكير وشعر بشبح هزيمة يقترب من نفسه وافكاره يكاد يقتله ..........
اعاد نفسه للوراء وتتبع مقولات رفاق له قضوا شهداء ومنهم من قضى على فراش الموت ...... لامست كلماتهم ومقولاتهم شغاف قلبه واحياء النفس لديه من جديد ........ ذهب بافكاره الى رفاق واصدقاء يقضون خلف القضبان سنوات وسنوات وهم ما زالوا شامخين ثابتين على الفكر والمبدأ وحب الوطن فزاد ايمانه بنفسه انه نعم هو فعل تغيير ايجابي .....
دقق في صور الأمهات ونظرات الزوجات واصوات الأطفال الذين اباؤهم منهم من هو الشهيد ومن هو الأسير ومن هو المطارد ومن هو على الدرب يسير ويسير .......... فقال لنفسه هم من يمدوننا بقوة النفس النضالي هنّ من يدفعوننا للصلابة والصمود ........
زالت كل اوهام ذاك السؤال الذي كاد ان يزعزع ذاته فأنتفض عن كرسيه وامسك بقلمه وخط على الورقه اننا صامدون وباقون ومن بعدنا الأجيال قادمه حتى التحرير والعودة الى الوطن السليب .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟