عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 19:38
المحور:
الادب والفن
فرانك سيناترا يغني، عزف البيانو والسكسفون واضح يتفوق على الغيثار، أصابع الولد الأمريكي تحرك الآلة بحذاقة، عيناه ذابلتان، لكنهما مسددتان صوب لوحة التحكم. يتسارع إيقاع الأغنية، ترتعد يدا الولد. ينعكس بريق الشاشة على وجهه المنمش. يتجمع البريق في عينيه طيفا راقصا على هيأة عشيقته الطالبة في جامعة سياتل. يسوي وضع خوذة السماعة على أذنيه. يدندن مرافقا سيناترا في المقطع الأخير من الأغنية.. "وعند اللحظة الحاسمة حين يملأ عطرك رأسي".. يضغط على الزر الأول.. "وتحمر النجوم وتزداد السماء زرقة". يضغط على الزر الأيمن ".. "أقوم بإفساد كل شيء بقول شيء أحمق" .. يتصبب عرقا. تتسارع دقات قلبه. ينهض فاتحا ذراعيه. تموت على شفتيه الكلمة الأخيرة. تظهر على شاشة التحكم النتائج الأولى من الجولة. إبادة قرية عراقية. مقتل أطفال ونساء وكهول وشيوخ. يسمع تصفيقات تشجيعية قادمة من الأرض. يصيح ضاحكا كمخلوق بدائي. "أحبك". يشرع في الهبوط نحو أرضية مطار حاملة الطائرات. فيما تصدح أغنية الراب المفضلة لديه ولدى حبيبته. تسد أذنيه عن سماع ما دون زعيقها المموسق. وفي اللحظة الحاسمة يسمع دوي انفجار. يتحول المصفقون إلى البحث عن الصندوق الأسود.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟