أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هويدا طه - إدوارد سعيد والرسالة الأخيرة














المزيد.....

إدوارد سعيد والرسالة الأخيرة


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 12:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تختلف القنوات العربية الفضائية عن تلك المحلية الأرضية، في كونها تصل إلى جميع الأقطار العربية، ليس فقط من حيث البث، وإنما من حيث الخطاب، الذي تخاطب به مشاهدها في تلك الأقطار، ورغم أن هذا الخطاب تتحكم به إلى حدٍ كبير توجهات ممولي هذه القنوات، سواء كانوا أفراداً أو دولا، إلا إنه خطاب ينطلق من ويعتمد على(القاسم المشترك)بين المواطنين العرب، على اختلاف أقطارهم، من ذلك مثلا(الموقف العربي العام)من العالم، من الآخر، من التاريخ، من الإنسان بصفة عامة، من حركة العصر، من العولمة، من الهيمنة الأمريكية، من الثقافة العربية السائدة، ومن الثقافات الوافدة.. في عالم ٍ أصبح مفتوحاً، بفضل أصحاب بعض تلك الثقافات،.. يتمثل ذلك في البرامج الإخبارية، الحوارية، الوثائقية، الدرامية(مسلسلات تعالج قضايا اجتماعية أو سياسية أو غيرها).. إلى آخره من التنويعات التليفزيونية المختلفة، ربما يكون(الموقف من العالم)هو أهم تلك التنويعات التي تبرز في محتوى البرامج المختلفة، وخاصة في نشرات أخبار الأحداث الراهنة، أو برامج التحقيقات، أو برامج ترصد مواقف النخبة العربية المثقفة، على اختلاف مشارب ومواقف وإيديولوجيات أفرادها، نظراً لكون العالم العربي يعيش في اللحظة الراهنة(مأزقاً حضارياً)في علاقته بذلك الذي اصطلح على تسميته(الآخر)، ربما وقع العالم العربي في ذلك المأزق بسبب تأخره السياسي والثقافي بالنسبة لحركة العالم ككل، وربما بسبب ما(يكمن)في ثقافته من(عنصرية كامنة)تجعل العربي على(يقين)غريب من أنه ينتمي إلى(خير أمة أخرجت للناس)، بما فيها حتى تلك الأمم.. التي سبقته بسنين ضوئية في مختلف الأنشطة البشرية!، وفي جميع الأحوال.. يحتاج تفسير المأزق الحضاري العربي جيشا من الباحثين الموضوعيين، لمعرفة وتحديد سبب هذا الركود، وسبب هذه النظرة إلى العالم، التي تنعكس على رؤية وفكر وسلوك العربي، سياسياً وثقافياً ودينياً، لذلك تأتي أهمية القنوات الفضائية، لما تتمتع به من ميزة خطيرة في الوصول إلى الملايين، كي تغير- ولو بالتدريج- نظرة المواطن العربي إلى نفسه وإلى الأغيار، ليس من خلال برامج سطحية تنقل بعماء إنتاج الآخرين، وإنما ببث برامج عن نماذج ٍ- عربية تحديداً- استطاعت أن تتجاوز تلك الحواجز الثقافية، وتعبر جدار الإغراق في الذاتية العربية، وتتخلص من(ثقافة اليقين)التي تحرمنا من رؤية العالم الخارجي، وبالتالي التفاعل معه، أحد تلك النماذج هي المفكر الأمريكي- فلسطيني الأصل- إدوارد سعيد، الذي رحل عن عالمنا متأثراً بمرض السرطان منذ أقل من عامين، فقد بثت قناة العربية برنامجاً عنه بعنوان(إدوارد سعيد.. الرسالة الأخيرة)، بالطبع لن يشاهده الجمهور المعتاد على مشاهدة(ستار أكاديمي)أو برامج المسابقات أو ما شابه! من يستقر أمام شاشة التليفزيون نحو ساعة، لمتابعة فيلم عن إدوارد سعيد، معظم فقراته أجزاء من محاضراتٍ ألقاها في مواقع مختلفة، هو ذلك المشاهد الذي يستطيع فيما بعد- بشكل مباشر أو غير مباشر- التأثير في الشرائح الأوسع من مجتمعه، إدوارد سعيد الذي تعرفه الدنيا ولا يعرفه من العرب إلا القليل(من نخبتهم)، يحتاج منا إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والدرامية عن فكره وحياته، لا لفائدته هو، فقد رحل عن عالمنا الذي آلمه كثيرا، وقد منحه كثيرون في ذلك العالم.. ما يستحقه من اهتمام.. في وقتٍ كان العالم العربي فيه- ومازال- مأخوذاً بنماذج مشوهة من مثقفيه، صبت في أذنيه وبصيرته المزيد من تكريس العنصرية العربية تجاه العالم، وإنما لفائدة أجيالٍ قادمة من العرب.. ينبغي أن تنقطع صلتها بثقافة اعتبار الآخر غير العربي(من أحفاد القردة والخنازير)! وهي مهمة(تنويرية)يمكن نشرها عن طريق الوسيلة الأكثر قدرة على(التغلغل)في عقل الإنسان المعاصر، التليفزيون، هذا الفيلم عن إدوارد سعيد، ركز بالذات على نظرته للعالم، وكيف يجب على العربي أن يعيد النظر في موقفه منه، فهو الفلسطيني المسيحي الذي ولد في فلسطين، وتربى بالقاهرة، ثم غادر إلى الولايات المتحدة، وعاش فيها دارساً ثم أستاذاً ومفكراً مبدعاً، وناقداً عنيفاً للسياسة الأمريكية تجاه العالم، ومدافعاً عن إنسان الشرق الأوسط الواقع تحت هيمنة الولايات المتحدة، على اختلاف دينه وعرقه ودولته، وهو صاحب الكتاب الشهير عن الاستشراق وكذلك كتاب الإمبريالية والثقافة، وغيرهما كثير، اختزن في أعماقه شعور العربي بالمرارة، تجاه ما تعرض له على يد الاستعمار بمختلف أشكاله على مر العصور، وبدلا من نمو الرغبة في الانتقام بداخله بسبب تلك المرارة، استطاع بسعة أفق وثقافة عميقة.. أن يتجاوز هذه المرارة، ويعبر ذلك الجدار العنصري،ليرسم حلمه بعالم ٍ(خالٍ من الحدود).. البشعة كما يصفها، وفي ذلك الفيلم الذي عرضته قناة العربية، تلا إدوارد سعيد(رسالته الأخيرة)قبل رحيله بأشهر، في محاضرة له بالقاهرة، فقال في أحد فقراتها:"أنا حزين جدا.. لأن أمريكا خلقت نوعا جديدا من السيطرة في العالم، لذا فإن معركة المفكرين الكبرى الآن: هي معارضة ذلك النوع من القوة، المعركة الكبرى اليوم هي: كيف نخلق عالماً بدون سيطرة أو إكراه، كيف نخلق عالما... بدون حدود.."



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو موسى : شاهد مقالش حاجة!
- الثاني من مايو يوم العصيان المدني في مصر
- الأفلام الوثائقية العربية: عقلية ثنائية ترى العالم شرا مطلقا ...
- بعد الأرز في بيروت، النسر المصري يستعد للإقلاع: استغلال الفض ...
- الذهنية العربية الإسلامية تكره الأنثى المتمردة النشطة عقليا ...
- مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية
- الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟
- إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هويدا طه - إدوارد سعيد والرسالة الأخيرة