أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجاهد عبدالمتعالي - الحرية والمخال الكاذب














المزيد.....


الحرية والمخال الكاذب


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 20:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يقول بلسان حاله: من حقي أن أقف أمامكم باسم الحرية التي تؤمنون بها، وألزمكم بمذهبكم فيها أيها الأحرار الأغرار، فكيف تحولون دون ممارستي الحرية في مقاومة أفكاركم التي تسمونها "حرة"، ودليلي السجون التي أودعكم فيها، والمشانق التي أهز حبالها أمام أعينكم إن خالفتم مبادئكم في الحرية ؟!!.
تصمت وتستعيد في ذهنك المثل القديم الذي يكشف السلوك الاجتماعي للعبيد في فترة الرق القديمة، إذ يقول المثل: (العبد إذا جاع سرق، وإذا شبع نكح) أي أن ثنائية النضال الوحيدة عند العبيد ترتكز على هذين العنصرين الجوع والشبع، وارتدادات الثورة عندهم ستكون باتجاه السرقة، أما ارتدادات الرضا فستكون باتجاه النكاح.
بعد هذه الالتفاتة لـ (علم اجتماع العبيد/الرقيق) تسأل نفسك هل هناك بيئات يتشكل فيها نفس الارتدادات وسلوكات التعبير؟ هل هناك ارتدادات أخرى يتميز بها الأحرار، بخلاف جناية السرقة وتنفيس الغريزة لدى المستعبدين؟
بالنسبة للبيئات التي يتشكل فيها نفس الظروف، فمن الممكن تشكل نفس الأنماط، عندما تتكرر نفس البيئة الاجتماعية الضابطة للسلوك الجمعي في سياقات خاصة، تقضي على روح المبادرة الفردية التي يتميز بها الأحرار، وترحب فقط بكل مبادرة تلتمس في ثناياها خاتمة (تقبيل اليد للسيد المطاع)، فمن خلال هذا السيد وبه فقط يستطيع العبيد تكوين ذات خاصة بهم، دون الحاجة لاقتراف (المحرم) في (قمار) الحرية، والسيد المطاع هنا عندما يجد من عبيده من يفكر خارج إطار الرق، فإنه يدرك تلقائياً فوائد التخلص منه بالبيع أو المكاتبة، قبل التأثير على بقية العبيد، هذا إن كان (دكتوقراطي) أما إن كان دكتاتوراً/مستبداً خالصاً يستمتع بحياة السادومازوخية المتبادلة بينه وبين عبيده، فإنه سيرى في قوانين الاستعباد القديمة عن (شراء العبد والعصا معه) مرشداً في بناء المحابس واختيار الجلادين من بقية العبيد.
هل هناك من يؤمن ببيع العبيد وشراءهم في وقتنا الحالي؟ نعم.... الرأسمالية المتوحشة في العالم تؤكد لنا كل يوم أنها النخاسة الأولى، فنراها وقد حرصت على خلق بيئات استهلاكية يصنعون من خلالها معابدهم الخاصة/شركاتهم العالمية، لتصبح فردوساً خاصاً، لا يشاركها فيه إلا أولى العزم من سدنة وكهنة المعبد الرأسمالي، فإن قامت ثورة حرة هنا أو هناك، رأيت هؤلاء الكهنة والسدنة يحفون بها من كل جانب ليعيدوها إلى رشدها وصوابها الاستهلاكي، فلا تغامر بالإنتاجية المستقلة، أو التنمية المستدامة، بل يخلقوا لها شعارات وكلمات جديدة لا تحمل معناها، بقدر ما تحمل واقعاً استهلاكياً جديداً بشروط جديدة تشبه سؤالنا للطفل: هل تريد تفاحة مقشورة أم بدون قشر؟!!.
هل مجتمعات العالم الثالث بمنأى عن الرأسمالية المتوحشة؟ بل هم الطريدة الألذ عبر بني جلدتهم المافيوزيين/مصاصي الدماء، ومنظوماتهم الكمبرادورية، أما شعوب العالم الثالث التي تشكلت بفقه اجتماعي بائد لأجيال آمنت بصاحب (الصرة والسيف) فقد رأت في جيلها الجديد مغامرة (السرقة والنكاح) ليؤكدوا لأنفسهم قبل مستعبديهم، أنهم ليسوا أهلاً للديمقراطية، فكيف يخرج العبيد من الرسن، وهم يصفونه عند كل سائل: بالقلادة الجميلة، والتعويذة المباركة.... ثم يقتربون من أذنك هامسين: هذه تعويذة من سيدنا ضد "الحرية ولعنتها... كفانا الله شرها" تنصرف وأنت ترى أشكال العبيد من حولك تحوقل، لأنك قلت: ليس كل مؤنث بالضرورة تنطبق عليه أحكام الحجاب أوالنقاب عندكم، فالشمس مؤنثة، والحرية كذلك، فيشيرون بأصابعهم للسماء، لترى الشمس وقد احتجبت بسحابة مليئة بالمطر، فتنظر إليهم مرة أخرى، لترى الحرية وقد احتجبت عن عقولهم بسحابة لا تحمل الماء، ولكنها تجيد المخال الكاذب، رغم أنها خواء، إلا من سياط العذاب، فكيف يرجون منها المطر، وهي لا تجيد سوى الرعد والبرق، تريد التهام حقول العبيد المثمرة، فتقرر أخيراً أن لا جدوى، لتنصرف عنهم، وينصرفون عنك تاركين نساءهم وراءهم، وقد اجتمعوا لصلاة الاستسقاء، فتسمع إمامهم يتلو قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فتهمس مكرراً على نفسك: صدق الله العظيم... صدق الله العظيم.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجاهد عبدالمتعالي - الحرية والمخال الكاذب