محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 11:11
المحور:
الادب والفن
على
جسر الراين
أعُدْتَ مِن
سَفَرٍ طويل ؟
لَكَ بَهاءُ الْمَليحَةِ
مُمَدّدَةً..
وحْدك النّشيدُ
الوَقورُ أيُّها الشّيْخ
أنْت هُو أنْتَ..
في الخَرائطِ
تتَعَرّى للرِّياح.
شَقْراءُ
مُهْرَتُكَ الغاضِبَة
أنْت أغانٍ مُتَناثِرَةٌ !
تسْبحُ كالطّيْرِ
ومالَكَ لا تسْتريحُ ؟
كمْ..كَمْ أنْتَ
جميلٌ أيُّها السّاري !
تنْسابُ غيْماً.
ها أنْت ذا..
اَلأفُقُ الرّحْب
تَسيرُ مِثل
فُلْكِ نوحٍ..
تَسْتَنْسِـرُ في مدى
الأوطن والأزْمان.
ليْس كثيراً..
أن يَضُمّك خافِقي.
أنا هُنا فوْق
الجِسْر أيُّها الفجْرُ
أعُدُّ لكَ الوِلاداتِ
وَسَطَ الأخْضَرِ.
ماذا أرى ؟..
أهذا ما عَزْمُكَ
شَيّدَ أمْ..
عَزْمُ الرِّجالِ ؟
أرى الحَرْبَ الأخيرَةَ
تَكْنِسُ عنْ ضِفافِكَ
ما تبَقّى مِن دَمِ
الحَرْبِ تَسْتَحي مِنْكَ
مِثل عاهِرَةٍ وَتُغطي
بِبَرْقَعٍ وَجْهَها !
إلى أيْنَ تأْخُذُني ؟
لكَ انْعِكاساتُ بَريقٍ.
جذْلانَةٌ وُعولُ مِياهِكَ
الجامِحَةُ وَقدْ هدّتِ
السّورَ الحَزينَ
تحْت الشّهُبِ.
إلى أيْن تَهْتَزُّ
بيَ صافِناً على
هذا النّحْوِ..
مِثل مَلِكٍ ؟
خذْني مَعَكَ إلى
أقاصٍ أحْلُمُ .
أنْت غَبَشٌ وَحُداء
أنْت خمْرٌ..
ومِنْ فـرْطِ
النّدَمِ أيُّها السّكْرانُ
أنْت جُرْحٌ !
مِن كُواكَ أُطِلُّ
السّاعَةَ على أبْراجِ
الحَمامِ والْمُدُنِ الجَميلَةِ
أنْت الرّذاذُ
الذي يَسْقُطُ الآنَ.
تَمْشي مِثل
امْرأةٍ شَهِيّةٍ
فلا تَغِبْ !..
تنْداحُ في
كَفِّكَ النّهاراتُ
شاسِعَةٌ أرْيافُ
صَهيلِكَ صَوْبَ ظِلٍّ
لا شيْءَ يوقِفُكَ..
تَلْتَحِفُ التِّيهَ عَبْرَ
الغاباتِ كأنّما تبْحَثُ
عنْ حانَةٍ أيُّها
النّهْرُ الهَصور.
لا غُبارَ
عليْكَ تسْتَأْسِدُ
تَصيدُ الفُهودَ في
سَماءِ لَوْحةٍ ! !
وحْدَكَ ذا باعٍ:
أنْت خَطٌّ طَويلٌ
مِن الأحْلامِ والزّبدِ.
وَحْدَكَ في غَلَسِ
الرُّؤى تَصوغُ
امْرأةً مِن بِلّوْرٍ..
تُدْلِجُ صَوْبَ
الأغْوارِ إلى ما
هُوَ أعْمَقُ مِنَ
الْمَشارِفِ والقِباب.
لكَ شَهَواتي
تتَهادى..
في الْمَسافَـةِ.
ها قدْ سَطّرْتُ
على صَدْرِكِ
أحْلامي وأنا أتَفَرّسُ
في حِسانِكِ شَغوفاً
بِهِنّ معَ الصّعاليكِ
وَأكادُ أنْ…
ثُمّ تَصُدُّنـي !
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟