أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سالم الفائدة - المغرب الذي نريد














المزيد.....

المغرب الذي نريد


سالم الفائدة

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 21:09
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ألم يحن الوقت بعد ليغير الكثير من المثقفين مواقفهم وتكتيكاتهم ،التي طالما أتحفونا بنغماتها في كتاباتهم وتصريحاتهم ؟أليس الزمن مناسبا لعودة صوت المثقف العضوي للفعل في الساحة الثقافية والسياسية ،لمحاربة الوجوه الشائهة التي صارت تملأ الساحات ووسائل الإعلام ؟أسئلة كثيرة قد تطرح في سياق الهرج والمرج الذي صارت تعيشه الساحة الثقافية والسياسية بالبلاد . زعامات سياسية بلطجية ، وسياسة بلا علوم،ومسرح الأحداث ينبئ بمستقبل قاتم وممسوخ في زمن صار فيه الرغيف صعب المنال .
كثيرة هي المقالات التي تطلع علينا في الجرائد والمجلات ،حول الوضع الثقافي المتأزم الذي يعيشه البلد ، والتي تحاول تشخيص الوضع، دون أن تشير صراحة إلى مكمن الداء . الذي ينخر جسد التفافة والمثقفين ،كما تنخر الأرضة الخشب ،مما يجعلنا نطرح السؤال ألا يمتلك مثقفو اليوم الشجاعة الكافية لقول الحقيقة مهما كانت النتائج؟أم أن الخلاص في هذا البلد لم يعد كما افي الماضي القريب قضية مجتمعية ؟
منذ مطلع الألفية الثالثة ،طويت صفحة الماضي وبدأت صفحة جديدة لا تختلف في شيء عن سابقتها، اللهم في تغير الأسماء لا الصفات ، لا زال النظام السياسي يمسك بالصولجان ،ولا زالت قوانين اللعبة كما هي ،حرية ملغومة ومحدودة ،العصا لمن يعصى ،والجزرة لمن تاب واتقى ،وعين حديدية لا تنام ،تراقب الصغيرة قبل الكبيرة ،كل هذا يجري في زمن العهد الجديد ، وطي صفحة الماضي ،زمن بن كيران ومن معه .
أمام هذا الوضع البائس الذي صار يعيشه المجتمع المغربي قد لا نجد في الساحة سوى بعض الأصوات الطلابية والشبابية والنقابية ،التي لا زالت تحلم بمغرب جديد ،لكنها دائما ما تجد نفسها في الساحة وحيدة ،قبل أن ينتهي الوضع بها في أغلب الأحيان خلف الزنازين المظلمة وأقبية التعذيب .
علينا أن نرفع أصواتنا ونقول بكل حزم، لكل من أرادنا أن نعيش بفتات الماضي كفى ...كفى ،والعمل من أجل تغيير حقيقي ، وألا نكتفي بترديد الشعارات الجوفاء التي شاخت وصارت من الماضي ،فالمغربي اليوم لم يعد قادرا على احتمال كل التفاهات السياسية التي يقصف بها كل يوم عبر وسائل الإعلام الممسوخة .كما لم يعد يطيق النهب المتواصل لثرواته وخيراته أمام عينيه.فمنذ الاستقلال الشكلي والمغاربة ينتظرون جيلا بعد جيل أن يروا تمرة كفاحهم ونضالهم و تضحياتهم الجسام ، وكما العادة في كل مرة يواجهون بنفس الأجوبة المعروفة ، حتى صاروا يضمنون تجربتهم التاريخية والواقعية في حكمهم الشعبية"ثلاثة ما تعاند معاهم المخزن والواد والعافية" ،غير أنهم وكما عودونا منذ انتفاضة 23 مارس 1965، يعاندون ويتحدون كافة الخطوط الحمراء و الحواجز ويدافعون عن أنفسهم ،رغم كافة العذابات التي تعرضوا لها في السجون والمعتقلات السرية والعلنية .
إن المغرب الذي نريده اليوم ،لا يمكن أن يتأسس إلا بتضحيات أبنائه في مختلف المجالات والتخصصات ، كما أنه لا يمكن أن يبنى على أسس سليمة وعقلانية إلا بمساهمة فعالة وإيجابية من مثقفيه الحقيقيين الغيورين ،على شعبهم وحقوقه العادلة،وتتجلى هذه المساهمة في نظرنا ، في تجاوز وضعية الكمون وبالتالي الفعل وقول الحقيقة وتحمل التبعات المنتظرة لذلك ،فلا حرية بدون تضحيات ولا سعادة بدون ألم ،فما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
المغرب الذي نريده اليوم ،ليس هو مغرب الماضي ، والقرون الوسطى ،أو مغرب الرعايا الأوفياء ،ولا مغرب التخلف و الجوع والمرض والتمييز والقمع والأمية ،بل مغرب الحق والقانون والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ،مغرب يحترم فيه الإنسان والحيوان ،وتحقق فيه الآمال والطموحات العادلة ،مغرب للإبداع والحرية تتكافأ فيه الفرص أمام الجميع،المغرب الذي نريد لا زال حلما ،حلم جميل لن نتنازل عنه مهما كانت شدة الرياح العاتية والحواجز القمعية ،لم يعد أمامنا ها هنا سوى الحلم والأمل بغد أفضل ،مغرب السعادة حلمنا فلنتشبث بالحلم ونعمل جميعا على تحقيقه.



#سالم_الفائدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كانت تسمى فلسطين ...ظلت تسمى فلسطين-
- حول المسؤولية التاريخية للمثقف المغربي
- جدلية السجن والكتابة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سالم الفائدة - المغرب الذي نريد