سونيا ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 15:46
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كيف يأتِ الإله المقدس ؟
في أوطان تخنق أحلامنا ، و تقيد أجساد النساء ، كما تفعل الجواهر الثقيلة « العادات و التقاليد » ، قيود حول الرقبة ، و حول اليدين ، و سلاسل حول القدمين ، يصبح لدينا عقدة نفسية للتخلص من كل هذه الحواجز ، بل تصبح لدينا جدرانا ينسجها خيالا يمنعنا من رؤية ضوء الشمس .
الأسود كفن يلتحف فيه الجسد النابض بالحياة ، الغطاء فوق أعلى زينة تتمتع بها المرأة عقلها ، و العائلة/ القبيلة هي سلسلة أطول من الحبل السري لا يقتلعونها من حول السُّرة حتى بموت المرأة نفسها .
العبدة الذليلة تعد الطعام ، و هو يتملق بتحسسه من ملح الطعام الزائد ، العبدة الذليلة تخدم عائلته و كأن حبلها السري حول رقبتها ( عائلتها ) لا يكفي لخنقها . رجال الدين يستشهدون بأحاديث نبوية " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " ، و هي تنجب كل مرة طفل أو طفلة لا يحق لها أن تعطيه اسم عائلتها ، هو وحده من يستطيع منح هذا الوسام ، كل مرة تنجب أطفالاً من العنف ، و الزواج المبكر ،و اضطهاد المرأة ، و سلطوية عالم شهريار، يخرجون من رحمها لا يرون الضوء إلى عالم عربي جاحد على عضو المرأة التناسلي حصرياً على متعتهم ، و قدرتهم الانجابية ..
تتكرر ولادتها للأطفال ، و هو يطفش لزيجة ثانية ، يعدد زوجاته حسب قوانين المحكمة الشرعية ، لينجب الطفل الذكر .. ليست خيرهن " الودود الولود " .. خيرهن هي من تأخذ منه فقط ( Y) و هكذا يأت من يرث ضعف الأنثى ، و هكذا يأت الطفل الذكر المبجل الذي شهادته بشهادة أنثيين .. هكذا يأتِ من يحق له أيضاً أن يضرب ، و يهجر ليُربّي هذه العبدة (!!) ..
هكذا يأت من يرجم إمرأة اتهموها بالزنا ، و يهنئ الذكر الذي شاركها الفراش .. هكذا يأتِ ولدهم الذكوري المقدس ( الإله ) .. هكذا يأت ولي العرش صاحب أكبر « خصية » بالكون .. و سيأتِ أيضاً« الخال » من يستولي على ميراث أخواته البنات ..
هكذا سيتكاثرون ، و هكذا ستصبح الأنثى الشرقية ضد نفسها ، و ستكره جسدها ، و ستحقد على أبنائها .. نعم هكذا سيعمدونها العبدة – لهم – إلى – الأبد !
#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟