عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 07:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في منتصف الثمانينات بعد الانتصار الكاسح الذي حققه (الطاغية –الجيفة ) الأسد الأب على المجتمع السوري باسم المعركة ضد الطليعة المقاتلة الإسلامية ...راح الطاغية يعاقب الشعب السوري بالتجويع كما يفعل –"جروه بشار" وفق وصف المتنبي لموت كلب قريتهم- وذلك بعد شعور (الجيفة الأسدي) أنه استباحه وأخضعه، وأنه لن تقوم له قائمة ..حيث أصبح الحصول على المحارم الورقية ، أو علب السمنة أو فاكهة الموز مواد نادرة توزع توزيعا خاصا يرشى بها أولياء النظام (المخابرات –الجيش –حزب البعث ) حينها شاعت حكايات عن التلاميذ الأطفال الذين قرؤوا في كتبهم المدرسية عن فاكهة الموز، فكان الأطفال يسألون معلميهم وأهلهم ما هو الموز ؟؟؟
هذه الحادثة التي تعبر عن مأساة أطفال سوريا بعد مجازر الثمانينات وانتصارات (الطاغية )، حولها صديق لنا كان معتقلا إلى حادثة شخصية حدثت معه في السجن ، حيث تحولت من حكاية مجتمعية ،إلى حكاية بطل من هذا الزمان في السجن ...لكن صديقنا باعتباره صحفيا سياسيا ولا يتقن تقنيات السرد ...لم ينتبه أنه بهذه الحكاية –حتى ولوكانت تخييلية - كان يروي لنا حكاية يشارك السجان في مغزى حكايتها ، حيث تفضي من أحد وجوهها عن (إنسانية السجان ) الذي يطالب السجين بأن يحكي حكاية للطفل السجين الذي ولدته أمه في السجن ، والطفل بطبيعة الحال ...لن يعرف العصفور مثلما لم يعرف طفل الثمانينات السورية الموز ...
سكتنا عن حكاية صديقنا: عن ( الطفل السجين والعصفور)، بغض النظر عن مرجعيتها الواقعية أو التخييلية، وبغض النظر عن نواياه أنها كانت تسعى لخدمة قضية الطفولة فإذا بها تلتبس مع خدمة قضية السجان ...يبدو أن كاتبنا بسبب سكوتنا (عن أن أعذب الأدب هو أكذبه) استعذب كاتبنا كتابة الحكايات واجتذبته فتنة السرد ...فانساق ليحدثنا عن بطولة استثنائية في السجن اعترف له بها السجان، الذي اعتبره أنه ثاني اثنين في البطولة، مع سجين آخر أصبح شهيرا بقضائه تسعة عشرعاما في السجن، حيث يحدثنا أنه كان مع هذا السجين المزمن-حسب رواية السجان- أشجع من مر على السجانين بالسجن ...رغم أ (ن كاتبنا- بطلنا) لم ينتبه أن فترة سجنه كانت بعد خروج سجيننا ثاني (الاثنين العظيمين إذ هما في السجن !! ) من السجن.... ونسي أنه استقبل زميله هذا في منزله فور خروجه واستقباله المهنئين والصحافة ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟