أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟














المزيد.....

مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شرارة الثورة في تونس ، أشعَلَها شابٌ عاطل عن العمل ، صادرتْ السلطات عربتهُ التي يسترزق بها من بيع الخضار ، فأحرقَ نفسه إحتجاجاً ، بعد ان سُدَتْ بوجههِ كُل السُبُل .. وفتح الطريق بذلك الى حرق النظام ورئيسه ، بعد أن هّبتْ جموع الشعب بمختلف شرائحه وكسرتْ حاجز الخوف . وفي مصر حّطمَتْ الجماهير كُل التوقعات وهشمَتْ النظريات ، وأثبتَ الناس العاديون ولا سيما الشباب ، بأنهم فوق جميع الأحزاب وفوق النظريات الجامدة والآيديولوجيات .. وأنهم سبقوا كافة الأحزاب " المعارضة " التي اُجبرتْ على محاولة اللحاق بالشعب !. ولا زالتْ طلائع الشعب المصري الثائر ، مستمرين في فصول الثورة التي سرقها الإسلام السياسي في وضح النهار . لم يتصدر الثورة المصرية منذ يومها الأول ، شيوخ العشائر ، ولا رجال الدين ، ولا أساتذة الجامعة ، ولا الوجهاء والأثرياء ، ولا حتى البروليتاريا الرّثة ولا الأحزاب السياسية .. بل ان الشباب المُتعلم من الجنسَين ، هُم الذين تَصّدوا للنظام الفاسد ، وأجبروه على التنّحي .
هنا ، في العراق .. وبعد عشرة سنوات من زوال الحكم السابق ، وتماهِياً مع العملية السياسية العرجاء ، وإفرازاتها المُشّوَهة .. فأن ( الحراك الشعبي ) الحاصل اليوم ، في العديد من المُحافظات ، يحمل بين طياتهِ ، نفس سلبيات العملية السياسية .. من حيث " الأسباب المُعلَنة " التي أدتْ الى المظاهرات والإعتصامات .. والى " الشعارات والهتافات " الغالبة .. وكذلك في " قادة " هذه الفعاليات ومُنظميها ، وأيضاً في " التأثيرات " الواضحة للعامل الاقليمي . فأما أسباب هذا الحراك ، فتتلخص في " مظلومية السُنة " وشعورهم بالتهميش .. وهو سببٌ ثانوي وليسَ وطنياً ، ويشبه الى حَدٍ ما ، " مظلومية " الشيعة والكُرد سابقاً . والكثير من الشعارات والأهداف ، مُرتبكة وغامضة ، ف " إطلاق سراح السُجناء " ، وعلى الرغم من إلحاق كلمة ( الأبرياء ) ، فان المُراد حقيقةً ، هو إطلاق سراح جميع السجينات والسُجناء ، والذين أغلبهم من مُقترفي الجرائم الكبرى بِحق الشعب العراقي . واما منظمي وقادة المظاهرات والإعتصامات ، فيتراوحون بين شيوخ العشائر ورجال الدين .. وكِلا المجموعتَين ، لا تصلحان للقيام بإنتفاضةٍ حقيقية ضد الطُلم والطغيان ! . فمعظم " لا اُعّمِم طبعاً " شيوخ العشائر ، يرونَ مصلحتهم الشخصية ورُبما مصلحة عشيرتهم ، أهم من مصلحة الوطن والشعب .. ومعظم " لا اُعّمِم بالطبع " رجال الدين ، غير مُنتجين ولا يقومون بأي عمل فعلي ، غير بيع الكلام للناس البُسطاء والتغرير بهم ! . واخيراً فان الأصابع الخبيثة ، يسهل عليها ، التأثير المُباشر ، على شيوخ العشائر ورجال الدين .. فالأولينَ ولاءاتهم للقبيلة أهم من إخلاصهم للوطن ، والثانينَ يعتبرون الشريعة في مُقدمة الاولويات ! . ومن الواضح ان العديد من السياسيين الإنتهازيين ، يحاولون إمتطاء ظهر الحراك ، للحصول على مكاسب أكثر .
لِكُل هذه الأسباب ، فأن مظاهراتنا وإعتصاماتنا الحالية ، بعيدة كُل البُعد ، عن يوميات الثورتَين التونسية والمصرية .
وبالمُقابل ، فأن السلطة ، فاقتْ الخيال في فسادها المُرّكب وإستهتارها بِكُل القِيَم .. وعندما أقول " السُلطة " فأعني جميع المُشاركين فيها .. صحيح ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق ، إئتلاف دولة القانون ، ولا سيما حزب الدعوة والمالكي ، بما يسيطر عليه من مفاتيح القوات المسلحة والامنية والموارد المالية .. إلا ان شركاءه من الشيعة ، يتحملون جزءا من المسؤولية أيضاً . كذلك التحالف الكردستاني بما له من مواقع كبيرة ، وأيضاً القائمة العراقية ، او " السُنة " إذا جاز التعبير ، بما لهم من مناصب خطيرة . فجميعهم ، متواطئون منذ البداية ، على نتف ريش ديك الميزانية العراقية في كُل سنة .. وما معاركهم المُفتعلة ، إلا صراع على الحصص والمناصب والنفوذ !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي الثلج
- اللوحة المُعتمة
- العراق .. دولة العشائر
- كردستان على ضِفتَي دجلة
- مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !
- مجالس المحافظات / نينوى / إئتلاف نخوة العراق
- ملاحظات حول مُظاهرات الأنبار
- على هامش الأزمة
- العراقيون : حزينون .. غاضبون
- تحاميل
- الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز
- صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة نينوى المُوحدة
- نحنُ في ورطةٍ حقيقية
- إذا غابَ الطالباني عن الساحة
- المركز والأقليم .. بينَ مَشروعَين
- إنتخابات مجالس المحافظات ، وجيل الشباب
- إختِطاف أبو جعفر المنصور
- الحَرب التي لا نُريدها
- مُجّرَد دعايات مُغرِضة


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟