أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - شهرزاد وحكاياتها المملة....!














المزيد.....

شهرزاد وحكاياتها المملة....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 22:33
المحور: الادب والفن
    



أيام طفولة القراءة عرفتنا حكايات الف ليلة وليلة قبل أن نعرفها . فقد اتينا الى الحياة وهي قبلنا منضودة على رفوف بيوت صنعها دهشة الجدة وكفاح الاب وحنان الأم .
تلك البيوت توارثت الليالي الالف في رغبة لتبقي الامل قائما في مغادرة الحال الفقير والحزين ولتبقى تنتظر من الحكايات ما تحققه لاحلامنا . القصور ، الجواري واشرعة سندباد يذهب بنا الى الامكنة الابعد . ولكن كل هذا لم يتم . بقيت تلك الحكايات كما سراب ينعشنا بما نعتقده انه لن يتحقق ولم تتعدى شهرزاد بحكايتها سوى انها متعة للخيال وبعضهم افاد من هذا الخيال ليطور الموهبة لديه وليحسن صنع اخيلة القصيدة و خاطرة والقصة و رسالة حب.
الآن في ظل عولمة وفضائيات وحروب تتقن اكتساح المدن واحتلالها . وفي ظل سينما الاكشن والالعاب الفديوية ورسائل الهوتميل وصداقات الفيس البوك اختفت متعة ما كنا ننتظره مع ضياء الفوانيس في دفء الشتاء القديم لنقيم ودا مع شهرزاد وهي تحكي للملك كاره النساء خدع دليلة والزئبق وجولات الرشيد المتنكرة في ليل بغداد مع جعفر البرمكي ، وكان هذا الود يشبه العشق وكنا ننتظره كما مواعيد الاكل والواجبات المدرسية لنغادر بؤسنا وحزننا ونقائض ما نراه ونعيشه في المقارنة بين بيوتنا الفقيرة والبيوت التي يسكنها التجار وموظفي الدولة وأناس أنعم الله عليهم ، وربما مثلنا يطالعون حكايات شهرزاد لكن الفرق بيننا وبينهم انهم يقرأونها للتسلية ونحن نقرأها لنتقمصها . هم يقرأونها تحت ضوء النيونات والمصابيح الملونة ونحن نقرأها على ضوء الفوانيس وقناني الفتائل .هم يقرأونها وهم يتدثرون بالبطانيات الفرو ونحن نقرأها مدثرين بلحف القطن التي يعود زمنها الى بدايات زواج الأباء ،تلك اللحف الممتلئة برائحة المكان ورطوبته و( شخاخ ) الطفولة ، هي من بعض محفزات تخيل الصورة الشهرزادية بأيحائتها وصورها الاباحية او تلك التي يصنعها مارد القمقم وبساط علاء الدين وأجساد المرمر التي تحملها الجواري السُلافيات والروميات والفارسيات والتركيات في بلاط الخليفة والولاة.
لم اعد اسمع كثيرا عن حكايات الف ليلة وليلة ، ولم تعد الاجيال الجديدة تتناقلها كما كنا نفعل عندما كان هو الكتاب الاول في الاستعارات المكتبية حيث لم يسمح في أيامنا للصبيان في أستعارتها لأن فيها من الحكايات من تدفع ذكورتنا الى الامام وتنضج مبكرة ولهذا نتوسل الى من هو اكبر منا ليستعيره لنا ولنغوص في لهفته ودهشته وتلك العوالم الفنتازية التي ظلت والى الف حلم تصنع العجائب والغرائب وتخيل ما تخبئه الاناث الجميلات خلف نظرات الخليفة الثملة وهو يتمتع بدسائسهن واغرائهن وهن يصبن له الخمرة والزنجبيل في كؤوس من الذهب.
أختفت الحكايات وأطفالنا اليوم في سن العاشرة يحترفون الاشتغال على جهاز الحاسوب ويفتشون في الانترنيت عن مواقع العاب الاطفال الالكترونية ، والشباب اخذتهم موجات حداثة بليدة بين بنطلون جنز وقصة الشعر واحتراف كآبة الايمو والتمايع مع اغنيات لايعرفون معانيها لمطرب كندي اسمه جاستن بيبر .والذي لايحب الانكليزية ينقل ذوقه الموسيقي الى تفاهة ما نراه من اغنيات هابطة تملأ الفضائيات عدا اغنيات الزمن الجميل الذي ظل الكبار يحترفون عشقها والغرق في متعة الذكريات من خلالها.
لم تعد هناك حكايات الف ليلة وليلة .قرآها شحوا كما تشح مياه الأنهر بفعل ظاهرة التصحر وثقب الاوزون .واغرب ما سمعته وشاهدته قبل ايام في استطلاع تلفازي في واحدة من الكليات الانسانية العراقية عندما سأل مقدم البرنامج طلابها ...هل قرأتم قصص الف ليلة وليلة ..
أغلبهم قال : لا ... ! غير ان احدهم قال : قرأت بعضا منها فوجدتها مملة وتركت قرآتها ...!

دوسلدورف 10 كانون ثان 2012
[email protected]



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار الأثنين ( أما الأسكندر أو البرابرة )...!
- مديح الى أودنيس ونوبل ....
- بكاءٌ يشبهُ العمى .. وصينيٌ يشبه البطاطا ...!
- كنيسة مدينة كولن ...وجامع محلة الشرقية !
- مندائي من أهل الكحلاء يبتسم ...!
- أغريقيو القصب ...معدان أثينا ..( مدائح )..!
- الشيخ الكبيسي والهدهد والمخبر السري..!
- الخيال واحمر شفاه وقلب أمي .........!
- خالتي النجمة ...والشفاه عمتي..!
- قبل ساعتين من 2013...!
- أيروتيكيا المسلات والقصور والجواري..!
- نهاية العالم ....
- من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!
- أمطار في آواني الشتاء والفقراء...!
- الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!
- حياتنا والأسطورة...!
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - شهرزاد وحكاياتها المملة....!