|
العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 14:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أجد أنه من المهم والضروري جداً التركيز على فصل عملية التطور الطبيعي إلى مرحلتين أساس هما : مرحلة ماقبل ظهور الإنسان مرحلة مابعد ظهور الإنسان المرحلة الأولى تميزت بأنها كانت عملية تطورية إحتمالية كان من الممكن ألاتفضي إلى ظهور الإنسان بل ربما أدت إلى ظهور كائنات لاأحد يستطيع التنبؤ بما ستكون عليه حالها المرحلة الثانية تتميز بأنها أوجدت كائنا يمتلك دماغاً له القدرة على التذكر والتفكير والأهم هو أن له القدرة على التخيل مع المرحلة الأولى لم يكن من الممكن الحديث عن ما يمكن أن نسميه الأفكار أما مع المرحلة الثانية مع ظهور الدماغ كأدة تذكر في البداية مع المخلوقات الحية الأقل درجة والذي تطور فيما بعد ليصبح مفكراً وبلغ أوجه تطوره حين إمتلك القدرة على التخيل فإنه يمكننا وبكل بساطة الحديث عن ماهو جديد في عالم التطور إذ بدأت تظهر الأفكار وبدأ معها البحث الأزلي عن لغز الموت والخلود وسر الحياة وبدأت مع هذا جحافل الأفكار التي لن تنتهي إلا بنهاية الإنسان ذاته وتعددت النظرة إلى كل ذلك إبتداءاً من ظهور الإسطورة فالدين إلى توجت بالفكر الفلسفي الذي ساد قروناً طويلة إلى بدأ عصر التنوير فبدأت النهضة العلمية الصناعية وتراجع دور الفلسفة إلى المرتبة الثانية مفسحاً في المجال لدور العلم بالتقدم إلى المقام الأول ومازال حتى الساعة رافعاً راية إنتصار العلم الذي يثبت يوماً في إثر يوم أنه مازال قادراً على الإمساك بيد الإنسان وأخذه إلى عوالم حضارية ومدنية لم يكن من الممكن تصورها قبل حوالي المئة وخمسين عاماً الماضية ومازال يعدنا العلم بفتوحاتٍ قد تأخذ الإنسانية إلى ما كان في ذاكرتنا المعرفية مستحيلاً مع الفلسفة ظهر مايسمى جدل الأفكار على يد الفيلسوف الألماني هيغل وبعد فترة ظهر على يد الفيلسوف الألماني أيضاً ماركس ماسمي بجدل المادة ولم يتمكن أحدُ حتى الساعة بمحاولة البحث عن ما يمكن أن نسميه جدل الجدل بين الفكرة والمادة إن جدل المادة هو صحيح من ناحية شموله مرحلتي التطور الآنفتي الذكر أما جدل الفكر فهو طارىء طبيعي بعد ظهور الإنسان وتأثيره بسبب تطور دماغه فأصبحت عملية الجدل ذاتها هي عملية جدل بين الفكر والمادة ولتوضيح ذلك علينا الإستعانة بعلم النفس الذي لم يكن من الممكن ظهوره هو أيضاً لولا ظهور الإنسان هناك الآن مدرسة عملية في علم النفس تقر بما يسمى عملية البرمجة اللغوية العصبية وهذه البرمجة تفيد أنه من الممكن والواقعي أن نصنع إنساناً له قدرات متميزة عن طريق برمجته بواسطة الإيحاء المستمر أو من خلال عملية تنويمٍ مغناطيسي وكثيراما تأخذ هذه الطريقة طريقها في علم التربية الحديث مما يعني أن الإنسان لم يعد خاضعاً بالمطلق لجدل المادة بل أصبح حالة فريدة في الكون إذ أصبح وكأنه نتاج جدلٍ مستمر مابين الفكر والمادة إن أهم خاصية للفكرة هي أنها عندما تدخل اللاوعي البشري تصبح مُستَعمِرة له لايستطيع الفكاك منها بسهولة بل يحتاج إلى وقت طويل وجهدِ دؤوب للتخلص منها وإحلال فكرة بديلة عنها في هذا اللاوعي بعملية ذاتية وربما من لاوعي الإنسان الأقل معرفة نحتاج إلى أخصائي ليقوم بذلك يقودني هذا إلى التعريج إلى مايسمى الحالة الإسلامية كثر الحديث في هذه الأيام عن الإسلام بسبب مايجري في المنطقة والعالم منذ فترة وتناوله الكثيرون منهم من رآه كحالة فكرية إيمانية ضاغطة ومنهم من رآه كحالة رد فعلٍ على إحباط سياسي وأنا أجد في هذا المقام أن كلتي الرؤيتين على حق كيف ذلك ؟ لاشك أن كل فكرة دينية بدأت من منطلقات مادية كحالة ظلم ما وربما أيضاً كحالة رفضٍ لفكرً كحالة رفض التسليم بصلب المسيح إن الإسلام كما هو معروف بدأ من الحالتين معاً فكان هناك ظلمُُ ما وكان هناك فكرة غير مقبولة ولكنه مع تحول الدعوة المحمدية إلى دولة بدأت الحالة السياسية تأخذ أبعادها بين المسلمين أكثر من الحالة الإيمانية البحتة وبدأت الصراعات بين المسلمين أنفسهم على السلطة تأخذ أبعاداً خطيرة إذ تم إلباسها باللبوس الفكري (الروحي المقدس ) ومازال الحكام من المسلمين يلعبون لعبتهم التاريخية في المزج بين المادي والفكري المقدس فيجعلون الفكري المقدس غطاءاً شرعياً لإغتصابهم السلطة من سابقيهم والدليل على ذلك هو مايسمى حرب الفتاوى التي إنفجرت يوم إحتل صدام حسين الكويت ومازالت قائمةً إلى يومنا هذا إن مايجري اليوم في العالم العربي هو واضحُُ للعيان إنه صراعُُ على السلطة ولكن بلبوسٍ شرعيٍ ولامانع من إستنفار كل الأحاديث والآيات التي تدعم كلاً من الطرفين حتى أنك لتجد المواطن العادي البسيط وقد إحتار في أمرة ولم يعد يستطيع أنن يأخذ موقفاً واضحاً بسبب هيمنة الفتاوى وإنهمارها من كلا الطرفين طرفي الصراع على دماغه المستسلم للمقدس فهو بسبب جهله لا يستطيع الخروج من عباءة المقدس وبالتالي تحديد موقف نحن بحاجةٍ إليه لذلك أجد أنه من المفيد الإعتراف ولو على مضضٍ بأن المقدس الإسلامي نصاً قرآنياً وحديثاً من السنة مع توفر الجهل والخوف له الدور الأول والأساس في فيما نحن عليه الآن إن وظيفة المقدس في هذه الآونة هو إيجاد هدف بديل عن السياسي وهذا الهدف البديل هو الفكر المغاير من نجد أن الإسلاميين عوضاً عن الثورة على الظلم الإجتماعي نراهم بسبب هيمنة المقدس على لاوعيهم وإستسلامهم لشيوخهم الذين هم على الدوام وعاظ السلاطين على حد قول الدكتور علي الوردي يثورون على الآخر الغير فكرياً تكفيراً وقتلاً إن علم النفس يقول :إن من أخطر الأمور على فاشلٍ ومجتمعه هو أن يجد هدفاً بديلاً لمسبب الفشل الذي هزمه وحطمه اليس غريباً أن نجد الإسلاميين يومولون ويدعمون من الجهات التي عليهم أن يثوروا عليها أولاً ؟ إنه مجرد سؤال
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
-
بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
-
لغة الرياضيات ولغة السياسة
-
أمام الله وجهاً لوجه
-
هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
-
همسة لأجل المرأة في عيد الأم
-
الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات
...
-
المعرفة واليأس
-
هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
-
الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
-
شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
-
لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
-
إنه عالم اللذة المتجددة
-
هل هو عالم اللذة المتجددة؟
-
إله الرعاة
-
بحث عن ملكوت الله أم بحث عن مأزق الوجود؟
-
هل كان محمد يجهل ما سيأتي به العلم؟
-
الطغيان
-
بؤس الثقافة أم بؤس المثقفين ؟
-
عندما يتكسر المنطق
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|