يوسف غنيم
(Abo Ghneim)
الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 01:43
المحور:
الادب والفن
فكر بغيرك
عندما تتلفح الغطاء وأنت ممدداً أمام المدفئة الكهربائية، تذكر من يعيشون في الخيام من النازحين السوريين الذين يذبحون في سياق ذبح الشام، عندما تشوي حبات الكستناء على " الفاير بليس " وتشاهد اللهب المتصاعد مع قطع الخشب لشجرة زيتونة رومانية زرعها أجدادك في حقول التين التي أقسم بها ربك عند بدء الخليقة، تذكر آلاف اللاجئين الذين لا سقف يحميهم من الثلوج المتساقطة على رؤوسهم، ولا جدران تمنع الرياح العاصفة من نخر عظامهم التي فارقها الشحم نتاج شحة الغذاء، وكالة الغوث أبقت على حياتهم من خلال المساعدات الإنسانية التي قدمتها لهم طيلة السنوات التي إنتظروا بها تطبيق القرارات الدولية بإنهاء النزاعات المسلحة التي تديرها الإمبريالية في كل أرض تتعارض طموحات شعوبها مع مصالحها ومشاريعها.
عندما تقوم في الصباح لتلعب بالثلوج التي تراكمت في حاكورة منزلك، تذكر الذين ما زالت أجسادهم تنتفض منذ الليل وهي تحاول إشعال الدفىء من خلال تلاصق الأجسام العارية إلا من أقمشة الرايات التي رفعت لنصرتهم وخيطت لتغطية بواقي أجسادهم.
عندما تتفقد أولادك النائمين على أسرة غطتها لحف معبئة بصوف المواشي التي ذبحت للولائم التي دعوت إليها من تفجر شبعاً، تذكر الأطفال الذين مات والدهم وهو يلملم حشائش الأرض من حقل ألغام زرعت لتحد حركة البحث عن الحياة.
عندما تتذكر أن تتذكر أن الحياة المعطاة لك لا تعني شيئاً إذا عشتها لذاتك أو لأولادك فقط، فإعلم أنك أصبحت مشروع إنسان، يمكنه التطور ليصبح إنسان قادر على الشعور بمن حوله والعمل من أجل خلق واقع إنساني يحيى به الإنسان بغض النظر عن لونه ودينه وجنسه.
#يوسف_غنيم (هاشتاغ)
Abo_Ghneim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟