جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 00:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
رغم طغيان العربية في الشرق بصورة خاصة lingua franca و انتشارها في العالم بصورة عامة و كونها احدى لغات الامم المتحدة و لغة القرآن و الدين الاسلامي و تدرس في جميع الجامعات الاوربية الا انها تبقى لغة غريبة او ما يسمى بـ exotic عند معظم الاوربيين. طبعا يكمن السبب في كون العربية لغة سامية من عائلة لغوية تختلف اختلافا جذريا عن اللغات الهندو- الاروربية و لكونها تكتب بابجدية نبطية من اليمين الى اليسار لاتعطي اية مساحة للحركات تكتفي بالفتحة الكسرة و الضمة اي بابجدية عدائية للحركات hostile to vowels فالعربية بقت على الابجدية القديمة بكل محاسنها و مساوئها في حين بدأت اليونانية بثورة خطية عندما اضافت الحركات للابجدية السامية.
طبعا يمكن كتابة جميع اللغات باية ابجدية كانت اي يمكن كتابة الانجليزية بالابجدية العربية (تلفزيون – فيديو - باص) او كتابة العربية بالابجدية اللاتينية بعد اضافة اشارات خاصة كما نرى في السويدية و الفرنسية و كما تفعلها الكردية مع الابجدية العربية و لكن الابجدية العربية تحولت ايضا الى ثقافة لا تسمح بكتابة القرآن على سبيل المثال بالابجدية اللاتينية. كيف يا ترى ستظهر نصوص القرآن لو كتبت باللاتينية؟ هل يفقد القرآن قدسيته حتى عند المسلمين لو كتب باللاتينية او الروسية؟ يفضل عدد لا يستهان به من الاوربيين في تعلم العربية بالخط اللاتيني بهدف عدم الانشغال بمسألة تعلم الخط و البدء باستعمال اللغة مباشرة.
عندما يحتك الاوربي بالعربية يتفاجأ و يجابه مشكلة لفظية و مشكلة خطية:
اولا مشكلة لفظ غريب لبعض الاصوات و لغة تترك انطباع عدواني لدرجة يعتقد الاوربي اذا سمع العرب تتكلم بالعربية و كانما هي في شجار دائم مع بعضها او في مجادلة كلامية عدائية شديدة لربما بسبب التكلم بصوت اعلى من المتعود في اوربا الغربية او لانها لا تزال غريبة بالنسبة للاذان الاوربية.
ثانيا حروف تتصل مع بعضها من اليمين و اليسار (ماعدا ستة) مما يؤدي الى تشويش و تحريف صورتها رغم ان اتصالها مع بعضها يضيف عليها سيولة رائعة مثل خط اليد. يظهر الخط العربي للاوربي و كانما هو مخطاط دقات القلب او رموز غير واضحة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟