خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 03:58
المحور:
الادب والفن
استسلام لا بد منه
************
تقبل هزيمتي أيها المنتصر ،
أسلمت أجري لجيبك المتختر ،
واكتفيت بعينين يرجوان من الله ،
ان لايموت هذا القمر الذي يحتضر ،
كل نجوم السماء والكواكب وأجرامها ،
تصلي من أجل قمر،
باعوا حلكته للمعتصم والمقتدر ،
وأنا سلمت بضعفي ووهني ،
وهذه الحصيرة الممزقة ، سمارها ،
تعفن على قشرة أرض تشكو تشققاتها ،
وتحن لأيام المحراث الخشبي ،
حين كان جدي يحرث أرضه حافي القدمين ،
وعند الغذاء يرتاح تحت ظل شجرة الخروب ،
قبل أن تمد الى فمه جدتي لقمة الحب الأولى ،
ويسقط المطر ،
ويفرح جدي بماء لن يشتريه ،
ولن يؤرقه توقيع الدفتر ،
هاجر أبي للمدينة بعد أن كسد الحرث في أول موسم ،
رهن أرضه ،
ولم يدر أنه رهن حلمي وظله ،
وُلدت في المدينة ،
وأدخلني ابي مدارس الهزيمة ،
ففي كل سنة كان علي أن أقرأ مقررات الشتيمة ،
كل الحكام ، كل الوزراء آلهة ،
خدموا الوطن بكل أريحية الغزو ،
واقتسموا في الظلام بينهم كل الغنيمة ،
صرت رجلا لا يعي غير لغة السيد والعبد ،
وعندما تغيرت أحوال الطقس وتعالى دوي البرق والرعد ،
اكتشفوا أن في الزمن شيئ اسمه الغد ،
ركبوا حمار الغد ،
ولم نصل منذ نصف قرن الى الغد بعد ،
رفعت يدي علامة استسلام ،
وآمنت أن الفصول فصل واحد ،
فصل لادفء فيه ولا ورد ،
فصل زمهرير ،
لا يلد غير البرد ،
فقلت لسيد الظلام ،
تقبل انهزامي ،
فأنا أعجز عن مواصلة لعبة من هام بالفضائح ،
حد الوله والغرام .
8--1--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟