أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - أنا الطائفي الوحيد














المزيد.....


أنا الطائفي الوحيد


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكل في بلادي عاشق للوطن ويفيض هياماً بالوحدة الوطنية ، والكل فيها يلعن الطائفية ويتبرأ منها . يلعنها العامة في الاسواق والمقاهي والشوارع والحارات ، وفي القرى والبلدات البعيدة . ويلعنها الخاصة في دوائر الدولة واماكن العبادة ومعاهد العلم . ويشدوا بلعنها الرعاة ومجاري الانهار والحقول الفسيحة . الكل في بلادي يحمد اللّه على انه لم يتلوث يوماً بداء الطائفية البغيض ، وينكر ان تكون الطائفية نبتاً لتربتنا الطاهرة . لقد نقلته اليهم منخفضات جوية أو عواصف ترابية ، هبت عليهم فجأة وجللتهم برائحتها الكريهة . قد يكون مصدرها شمال الكرة الارضية ، أو ربما جنوبها ، لا أحد يعرف . يختلفون في مصدر هذا الوباء ، ولكنهم يتفقون جميعاً على محاربته . انه في عرفهم نوع نادر من الامراض ، يشبه جنون البقر او سعال الديكة . ولذا يندفع الناس في بلادي بحماسة لمنازلة هذا الوباء الطارئ على تاريخهم ومجتمعهم وحكوماتهم . يندفعون وكل منهم قد طرز جبينه بشعار : لا غربية ولا شروكَية ، وهو يدعو بالويل والثبور على : الطائفية وللطائفيين . وكل الصحف والفضائيات والمنظمات والهيئات والاتحادات والنوادي والاحزاب ، وكل ما يمت بصلة لما يسمونه بالمجتمع المدني ، يقف الآن وقفة تاريخية لمحاربة هذا الداء الوبيل ، قبل ان ينتشر ويصبح من الامراض المتوطنة في بلاد الرافدين : " مهد الحضارات " . أسمع جاري قبل ان يخرج صباحاً الى دكانه يتعوذ باللّه منها وهو يكمم أنفه خوف ان تنقل الريح عدواها اليه ، وارى نساء الحي يغسلن عتبات بيوتهن من آثار خطاها في الليل . قلتُ في نفسي : اذاً ، لم يتبقَ من طائفي سواي . ركبتُ جنوني في جولة أخذتني من الموصل الى البصرة ، فمن عادتي ــ وقد تعلمتُ ذلك من معهد { كَالوب } ــ ان اذهب بنفسي الى الناس واختار اعتباطياً لأسئلتي مَن يلتقيني، ولدهشتي كان الناس ، كل الناس ينظرون اليّ بعجب أو بغضب ، وهم يتبرأون من الطائفية بطريقة غريبة ، اذ لم يطق لا المصلاوي ولا التكريتي ، ولا الكوتاوي أو الحلاوي : ذكر اسمها ، أو حتى الهمس به . أقول لنفسي : اذا كنت انا الطائفي الوحيد الذي يراقص شبح الطائفية في بلاد مترامية الاطراف ، فهل بأمكاني لوحدي ان أفعل الاعاجيب وامنع أهالي المحافظات الوسطى والجنوبية من ان يخرجوا بمظاهرات تأييداً لأهالي الرمادي وتكريت والموصل ؟ وكيف بامكان رجل معزول ان يجهر بآراء يحاربها الجميع : الساسة والاهالي ، ويقنع علاوي والمطلك والنجيفي برفض كل ما تتقدم به كتلة المالكي من مقترحات قوانين ؟ وهل امتلكتُ حقاً معجزة اقناع المالكي وتحالفه الوطني برفض التجاوب مع النجيفي في دعوته لعقد جلسة للبرلمان يوم الاحد ؟ . وهل كنتُ أنا مَن وقف بوجه اهالي الرمادي وسامراء ومنعهم من المشاركة في انتفاضة مدن الوسط والجنوب عام 1991 ؟ انا مَن فعل ذلك ، أم هو هذا الشبح الذي يطارده الجميع : ساسة واهالي ، وهم يدركون انه معهم ، يرافقهم مثل ظلهم وقد يسبقهم الى اسرتهم ، ويتنفسونه في نومهم واحلامهم ؟



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المالكي والاعرجي
- ما مدى واقعية افكار الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط عن الدولة ...
- عن الطائفية ...من وحي مقالة الاستاذ جواد الشكرجي
- رمزية ودلالة المواجهة في طوزخورماتو
- عالم آخر ممكن
- { تلفت القلب }
- الدولة الكردية والشرعية
- صالح المطلك
- عنها
- لقطة
- التكنولوجيا ومنظومة العمال الفكرية
- حكايات طويلة عن احداث قصيرة
- آلهة ورصاص
- بحر وسينما
- العراق : ازمة وعي دائمة ، ام في الطريق الى وعي الأزمة ؟
- نهر ومدينة
- لهاث
- دولة قطر ومؤتمر القمة العربية
- نباح
- موت


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - أنا الطائفي الوحيد