أرسم لها أرضاً حنونة.. وأرفع فوقها سمائي

فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 17:22
المحور: الادب والفن
    

يا بلادي
وأنا حرّ
أرسم وجهكِ كما أشتهي
وأحبّكِ كعصفور يراقص الهواء
في عبوديّتي
يذبل فلّ قلبي
ويذوي عطره في الأغلال.

00

أرسم لها أرضاً حنونة
وأرفع فوقها نجومي
أرسم سماء ضاحكة
وأتركها تُطبق على قلبها
أرسم عينين فرحتين
وغمّازتين على الخدود
وأتوه بإغماءة حالمة
أرسم فراتاً وأطفالاً يسبحون
شجراً ساهراً على شطوطه
وأنام في ظلّها ملء حلمي
أرسم حصى ورمالاً ناعمة
مركباً يتهادى
وموجاً تدفعه أمامها الأسماك
ملاكاً بلا أجنحة
وحيداً على جوانبه يمشي
أرسم نفسي طفلاً وسيماً
وأتجلّى بكل شقاوتي هناك.

00

أرسم الدمع وأمحوه
وأقول: هذا عرق ظهيرة حارق
أرسم قناديل عاشقة
تتأرجح في ذلك الظلام
أرسم حارة قديمة
وأنادي جميع الأصدقاء
أرسم "فلّة" بعينيها الزرقاوين
وأقبلها ثانية
خفية عن الأصحاب
أرسم حذاء عتيقاً
حملني ذات عيد وأنا أبكي
أرسم ثياباً جديدة وأوزّعها
وأترك لي آخر واحد فيها
أرسم أمّي بضفائرها البيض
وألوّنها بحنة حمراء.

00

أرسم قلماً مكسوراً
في يد طفل صغير
يشتهي أن يكتب:
أحبكِ يا بلادي.

00

تعب الحارس
ولم تتعب الفرشاة والألوان
أنتظر أن يتفتّح فجركِ
أتعمّد به وأغفو.


يا بلادي
وأنا حرّ
أرسم وجهكِ كما أشتهي
وأحبّكِ كعصفور يراقص الهواء
في عبوديّتي
يذبل فلّ قلبي
ويذوي عطره في الأغلال.

00

أرسم لها أرضاً حنونة
وأرفع فوقها نجومي
أرسم سماء ضاحكة
وأتركها تُطبق على قلبها
أرسم عينين فرحتين
وغمّازتين على الخدود
وأتوه بإغماءة حالمة
أرسم فراتاً وأطفالاً يسبحون
شجراً ساهراً على شطوطه
وأنام في ظلّها ملء حلمي
أرسم حصى ورمالاً ناعمة
مركباً يتهادى
وموجاً تدفعه أمامها الأسماك
ملاكاً بلا أجنحة
وحيداً على جوانبه يمشي
أرسم نفسي طفلاً وسيماً
وأتجلّى بكل شقاوتي هناك.

00

أرسم الدمع وأمحوه
وأقول: هذا عرق ظهيرة حارق
أرسم قناديل عاشقة
تتأرجح في ذلك الظلام
أرسم حارة قديمة
وأنادي جميع الأصدقاء
أرسم "فلّة" بعينيها الزرقاوين
وأقبلها ثانية
خفية عن الأصحاب
أرسم حذاء عتيقاً
حملني ذات عيد وأنا أبكي
أرسم ثياباً جديدة وأوزّعها
وأترك لي آخر واحد فيها
أرسم أمّي بضفائرها البيض
وألوّنها بحنة حمراء.

00

أرسم قلماً مكسوراً
في يد طفل صغير
يشتهي أن يكتب:
أحبكِ يا بلادي.

00

تعب الحارس
ولم تتعب الفرشاة والألوان
أنتظر أن يتفتّح فجركِ
أتعمّد به وأغفو.

#فواز_قادري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات