أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - اليمين متعدد ومتناقض والدين وسيلته














المزيد.....


اليمين متعدد ومتناقض والدين وسيلته


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يستطع اليمين تاريخيا وعلى مختلف مشاربه ، الا ان يكون متعددا ، وهي حالة مرتبطة بالضرورة بفكره وعقيدته الانغلاقية ، فالحركات الفاشية تعددت نهجا واسلوبا ، والحركات الدينية تعددت نهجا واسلوبا ، فالحروب تبداء بالافكار اولا ، وازمة الفكر اليميني دائما هو رفض الاخر ! من الصراع بين الفرق المسيحية ، التي انطلقت منذ عام 150م، حتى الفرق الاسلامية التي بداءت منذ سقيفة بني ساعدة ، حتى العصر الوسيط وبروز الافكار الرجعية اليمينية التي تطورت حتى شن الحربين العالميتين في القرن العشرين، ثم اتخذ اليمين منهج اخر تحت ستر الراسمالية ، والهيمنة على العالم ، لكن باسلوب غير الحروب ما امكن ، فنشئت الشركات فوق القومية ،واساليب الاحتواء ،والتحالفات مع اليمين الاقليمي والوطني ، في محاولة عابثة لوقف تطور الفكر التقدمي ، واستمرار نهب الشعوب وابقاء مضامين العبودية .
لقد تحالفت اميركا مع الحركات الاسلامية لمحاربة الاتحاد السوفياتي ، ثم استمرت في ذات النهج ، مع التحول نحو الاسلام السياسي بشقه الاخواني ، واستخدمته في تنفيذ غايتها تفكيك الشرق الاوسط ليبقى منطقة نفوذ ، وان سيطرت عليه جماعات الاخوان ، فهي تمتلك القوة والنفوذ والخبرة الطويلة ،وذات امتداد اقليمي عابر للحدود ، ولن تستطيع الانقلاب عليها ، كما حصل مع مجموعات بن لادن ، لانها تتطلع نحو الحكم ، وتحتاج الى حليفها الخارجي بالخبرة والقوة والاستقرار ،وتتركها تتناقض مع الحركات السلفية والجهادية ، وتمنعها عن مواجهة اميركا بالارهاب ،وبذلك تحقق لها غاية سعت لها بعد ان تمرد القرد على سيده ، في افغانستان ولم تعد تجد سبيلا لوقفه ،وتوفر لها المعلومات المطلوبة والتي تحتاجها اميركا،وهذا ما بدى واضحا في مصر والحراك الاخواني ، وهو ذاته الذي ظهر في فلسطين بما سمي الحسم العسكري في قطاع غزة ، وبذلك فان المقولات الفلسطينية حول الانقسام والمصالحة مجرد امنيات طيبة .
وبالنهج ذاته ، المستند الى قاعدة التعدد بالتناقض بين اليمين ، اخذت تظهر خلافات قد تتسع بين بلدان الخليج التي استخدمت لافتعال( فوضى خلاقة) دعاها البعض بالربيع العربي ، والاخرين بالثورة ، دون انتباه الى ان الثورة بالضرورة لها قاعدة فكرية ، ودون ذلك فهي تمرد وانفجار ، قد احدث هدفه بسيطرة الاسلام السياسي على بلدان تلك الانفجارات ، ومحاولة اقامة دويلات ، ان لم يكن على طريقة بلدان الخليج ، فانها على طريقة امارت بني الاحمر بالاندلس ، وهنا ان لم تجد فرناندو للتحالف معه فانها قد تجد نتنياهو !!
لا تسير الامور في عالم السياسة بالصدفة ، بل هي عمليات مدروسة بعناية ، فحين اطلق بوش الابن شعار شرق اوسط جديد ، وادلج له شيمعون بيرس في كتابه بذات العنوان ، لم يكن الاسلوب لتنفيذ ذلك واضحا ،والخطوة قبل الاخيرة في تلك المعركة المبرمجة هو تقسيم سوريا ، بعد تدميرها ، حيث تحتاج الى عشرات السنين لتعود لحالها ، ولتصبح مقسمة ، بين كرد وعلوين وسنة !!،ولنتهي قضية الجولان ، ولتصبح قضية فلسطين داخلية حتى وان اخذت اعترافا امميا بها كدولة محتلة على حدود حزيران67 ، الا ان ذلك يؤكد حدود اسرائيل ، ويجعل فرص الوصول الى حل ما ممكنا خاصة بعد الحصار الدولي والعربي !!وتبقى حدود اسرائيل الشمالية يحددها انهاء سوريا القائمة ، لتصبح دول اخرى ذات برامج اخرى ، وامر الحدود الجنوبية مفروغ منها من خلال التحالف الناشىء مع حركة الاسلام السياسي الام ، لتلتزم حماس بل ربما توسع لها حدود امارتها دون حصار ومع معبر مفتوح !!وهذه غاية ادعياء شرق اوسط جديد .
ومرة اخرى يتضح ان اليمين متعدد ، لان له مشارب متعددة ، وليس الشعار هو ما يعتد به ، فقد سمى هتلر حزبه النازي ( الوطني الديمقراطي ) ، وهذه حركات الاسلام السياسي تنطلق باسماء ما انزلا الله بها من سلطان ، وفتاوى تسهل العودة الى مضارب الجهل، ولكنها متعددة الرؤىء، وايضا بحكم التاريخ وتجاربه، وحتمية التطور المطلقة ، وبشكل حلزوني قد يؤدي الى ردة احيانا ربما نعيشها ، الا ان اصحاب الكهف لا يمكن ان يتححق لهم التمكن ،وما تلك الحوارات بين اميركا وروسيا بشان سوريا والاتفاق على تلك النظام يقضي عل مجموعات حزب النصرة القاعدي ، او تلك المناكفات الامارتية القطرية والسعودية القطرية ، الا اشارات الى عدم قدرة اليمين على ان يظل دون تعدد ، والتعدد مضمونه الفشل ، وهذه قاعدة عمل اليمين كان اوروبيا مسيحيا او عربيا اسلاميا ، ولعل سؤال معاوية لعمرو بن العاص عن رايه في الخلاف مع علي حين وجده مفتكرا ، فقال له : اني اعلم ان الحق الى جانب علي ، ولكنها الدنيا !!مما جعلني في جانبك ،فهذه ىسمات الحركات اليمينية ، التطرف والعدوان ، ورفض الاخر ومنع حرية الفكر ، الم يحارب ابن رشد بسبب فكره التقدمي في عصره ؟!وجليليو لقوله دوران الارض ، فاعتذرت الكنيسة اخيرا بعد قرون ، وساد فكر ابن رشد وتبعه اجيال ، واندثر الاخرون ، لكن اليمين ذا طبيعة متجددة فهو في اوروبا اليوم معاد للمهاجرين ، وله ايضا حركات فاشية ،وان كانت صغيرة , كذلك لدينا حركات الاسلام السياسي المتعددة المنهج ، ولكنها جميعا في النهاية حليف طبيعي للراسمالية من حيث هي متدرجة بالتاريخ من العبودية الى شكلها الراهن وان بدلت فكرها دون مضمونها الرجعي . ِ



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى ينتهي التامر
- المصالحة الفلسطينية والربيع الاسلامي
- لماذ يغيب دور حركة التحرر العربي ؟
- ماذا بعد قرار الاعتراف ؟
- ماذا عن سوريا الكبرى!؟
- قراءة للانتخابات المحلية الفلسطينية
- لمصلحة من اجهض الربيع العربي
- الامم المتحدة والخيارات الاخرى
- طريق الشعب بدل طريق اوسلو
- الراهن الفلسطيني والانتخابات المحلية
- الشرعية الثورية والشرعية الانتخابية
- عن اليسار والشيوعية والثورة
- رؤية لخطة طريق الثورة المضادة
- اليقظة العربية والصحوة الاسلامية
- حكاية اسد
- عن الختان وثقافة القهر
- الكم والكيف في الثورات العربية
- الدولة الدينية بدعة
- اغتيال ابو عمار
- الاممية والقومية الروسية


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - اليمين متعدد ومتناقض والدين وسيلته