أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - الفساد والرشوة في عراق اليوم سلوك موروث ام طارئ جديد؟














المزيد.....


الفساد والرشوة في عراق اليوم سلوك موروث ام طارئ جديد؟


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 17:48
المحور: المجتمع المدني
    


قلما اذهب الى ايتايوان في العاصمة سيئول، المنطقة المكتظة بالاجانب والنوادي الليلية والمطاعم الاجنبية، لكن اليوم وبينما كنت جالسا في مكتب احد المعارف وهواصلا مولود في العراق ويقيم هنا منذ عدة سنوات، دخل الى المكتب شخصان وسلما علينا وجلسا مستفسرين عن خدمة يقوم بيها صاحبنا الانف الذكر.
دارت الحديث عن الوضع الحالي في العراق وعن معاناة الشعب منذ سقوط النظام البائد باشكال وبطرق اخرى بعدما عانت بسبب سياسات العهد البائد لعقود من الزمن بشتى انواع الحرمان الثقافي والاقتصادي والسياسي نتيجة سياسات القمع والحروب والحصارات والكوارث وغيرها.
في جانب من حديثنا تركزت حول ظاهرة الرشوة والفساد والمحسوبية في العراق اليوم وتسببها بالمعاناة للمواطن وحرمانه من الخدمات الاساسية وذكر على سبيل الذكر للحصر: كيف تسببت سقوط الامطار في 26 كانون الاول 2012 خلال 5ساعات فقط في بغداد بانقطاع الشوارع اثر غرقها وفوضى عارمة في الشوارع وفي شل الحياة العامة لفترة ايام وربما ستطول الى اسابيع!!
احد الحاضرين ، ذكر كيف يتفنن عضو برلمان يعرفه شخصيا"دون ذكر اسمه" بالاختلاس المال العام وباساءة استخدام منصبه للحصول على المزيد من السحت الحرام من قوت الشعب وقال "ان اعضاء البرلمان يختلفون فيما بينهم في اغلب الامور التي تطرح عليهم داخل البرلمان لكنهم عادة يتفقون فيما بينهم على امر واحد وهي امتيازاتهم ومخصصاتهم و"سرقاتهم" لكن اضاف "للامانة"ليس جميعهم هكذا بل اغلبهم".
ذكر بنفسه "كمقارنة"حادثة حصلت بحضوره في كوريا داخل احد"المكاسر" وهي المواقع التي تجمع فيها السيارات القديمة في كوريا وتفتت الى قطع وتحمل داخل كونتينر وترسل الى العراق لاغراض الربح والمتاجرة ويبدوا من حديث صاحبنا انه يعمل في هذا المجال مابين العراق وكوريا.
اضاف انه جاء سيارة شرطة الى المكسرة لغرض التفتيش عن اذا ما انتهكوا قانون الحفاظ على نظافة البيئة من التلوث وهي منع المكاسر من دلق الزيوت على الارض حتى ولو داخل موقع عملهم وبخلافه يعاقبون بغرامة مالية وان لم يدفع يمنع العمل في المكسرة وتتعرض للغلق لفترة شهر واحد على اقل تقدير!
قال صاحبنا بعدما حضر شرطيان الى الموقع اكتشفا بانه قد تمت مخالفة التعليمات والقوانيين بوجود اثار قديم لزيوت على الارض رغم دفنها بالرمل ونشارة الخشب، فاصر الشرطيان على معاقبة صاحب المكسرة رغم عرضه عليهم رشوة وقدرها اربعة ملايين وون كوري اي ما يعادل اربعة الاف دولار امريكي مقابل غض الطرف عن الزيت على ارضية المكسرة وهي في الاساس مدفونة ويكاد ان لا ترى! لكن الشرطيان اصرا على موقفها بسبب مخالفة صاحب المكسرة للتعليمات والقوانيين ورفضا الرشوة والتي هي تقريبا تعادل راتبهما لشهر واحد!!
هنا تذكرت كيف انني رمت مظروفا وضعت فيه اثنات من "البوالحصان" في جرار ميز ضابط تجنيد خانقين في 1991 في سبيل ان يضع ختمه" المبارك" داخل دفتر خدمتي العسكرية التي ماطل لتمشيتها لاشهر قبل ان ادفع الرشوة وهي كانت لي المرة الاولى والاخيرة لي قبل ان اسافر خارج العراق رغم انني تسرحت قانونيا من وحدتي العسكرية بعد ان اديت الخدمة العسكرية المقررة.
وتذكرت ايضا كيف هنا في كوريا الجنوبية قام الرئيس السابق"روه موهيون" بالقفز من قمة جبل منتحرا عام 2009 بعدما اكتشف بان زوجته وابنه قد تسلما مبلغا من المال "وهي ليست كبيرة"رشوة من رجل اعمال في سبيل تمشية معاملته رغم ان الرئيس السابق حينها كان قد انهى خمسة سنوات حكمه بنزاهة شخصية وتفاني وخدمة شعبه اعترف بها العدو قبل الصديق!
وهنا السؤال والمأساة تطرح نفسها، هل الفساد والرشوة في عراق اليوم ظاهرة طارئة ام مرض مزمن تحتاج للتصدي والمعالجة على مراحل وبشتى الوسائل وفي جميع المواقع؟ فاذا كانت جهاز الشرطة وعضو البرلمان في عراق اليوم وهما عمود السلطتين التشريعية والتنفيذية غير نزيهين بل وغير كفوئين في عملهما، فماذا تنتظر لمصير الشعب والوطن ان تكون عليه!؟



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نذير-الحرب- في العراق ورسالة-كانت- في السلام
- أطفال العراق مابين عهدين
- نتائج الفرق الرياضية العراقية وعبارة-انشاء الله-
- المنتخب العراقي لكرة القدم ومباريات اليابان
- السفارة العراقية في سيئول تقيم مأدبة افطار لابناء الجالية
- هل حقق الفريق الكوري غايته في اولمبياد لندن؟
- الحكام الكورييين واستعدادهم للاعتذار للشعب عن اخطائهم
- توقيع الرئيس بين عهدين
- هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟
- آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتور ...
- أيهما صح وليس أيهما حلال او حرام!
- تعريف وأنواع الدكتاتوريات: مجتمع مدني
- كوريا الشمالية وتوتر علاقاتها مع الجنوبية من جديد
- الكلمات نوافذ أم جدران
- سيئول
- محاولات
- قصيدة مترجمة للشاعر الكوري مانهي
- خاطرة


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - الفساد والرشوة في عراق اليوم سلوك موروث ام طارئ جديد؟